قال لى عم (على) يوم ما:
-أتدرى لما خرج أدم من الجنه
أجبته فى بلاهه :
-لأنه أكل التفاحه.!!..
لطمنى على وجهى برفق وقال لى بحنو:
-بل لأن الشيطان أقسم له..!
-لم أفهم بعد..!!
-ستفهم يوماً ما..!!
-أتدرى لما خرج أدم من الجنه
أجبته فى بلاهه :
-لأنه أكل التفاحه.!!..
لطمنى على وجهى برفق وقال لى بحنو:
-بل لأن الشيطان أقسم له..!
-لم أفهم بعد..!!
-ستفهم يوماً ما..!!
إسمى(وحيد).. لا أدرى من أطلق على هذا الأسم.. لابد أنه عم (على) الرجل الطيب-الذى كفلنى بعدما وجدنى على باب مسجد(السيدة زينب)
قال لى-قبل أن يلقى ربه-أنه أثناء ذهابه لأداء صلاة الفجر..سمع صوت عواء(!)
طفل صغير.. وعندما ذهب بإتجاه الصوت.. وجدنى ملقى على الأرض وملفوف فى
خرقه باليه.. ولم أكن أتجاوز اليوم الواحد بعد.. فأخذنى وقام
برعايتى..وإعتبرنى بمنزلة الإبن له...
قال لى أنه سجد لله شكراً..لأنه رزقه هذا الطفل بعدما كان وحيداً ..فهو لم يتزوج.. وبالتالى لم ينجب...
كان
عم(على)إسكافى..أفضل إسكافى فى حى(السيدة).. ولشد ما أدهشنى كم المعلومات
والثقافه التى يمتلكها..والتى للأسف لم أستوعب منها إلا القليل..
كان
يجعلنى أساعده فى عمله.. وكانت مساعدتى له عظيمه..كأن أكنس المحل-وهو
بالمناسبه منزلنا-أو أرش الماء أمامه..!!..وهكذا لم أتقن الصنعه..وهو ما
دفعت ثمنه لاحقاً...
وبعد
أن لقى ربه..أصبحت وحيداً..لا مأكل..ولا مسكن-فلقد إسترد صاحب المنزل
المحل بعد وفاة عم(على)-أضف لهذا أننى لا أفقه شيئ فى صناعة الأحذيه..
وهكذا قمت ببيع كل شيئ حتى صرت على فيض الكريم..
الى ان قرر أحد (أولاد الحلال) أن يتكفلنى..ويجعلنىأعمل عنده.. وأبيت فى مكان العمل فى أحد المخازن..
كان هذا هو المعلم(صبحى)..و..
بالتأكيد عم(على)هو من أطلق على إسم (وحيد)...!!
قال لى-قبل أن يلقى ربه-أنه أثناء ذهابه لأداء صلاة الفجر..سمع صوت عواء(!)
طفل صغير.. وعندما ذهب بإتجاه الصوت.. وجدنى ملقى على الأرض وملفوف فى
خرقه باليه.. ولم أكن أتجاوز اليوم الواحد بعد.. فأخذنى وقام
برعايتى..وإعتبرنى بمنزلة الإبن له...
قال لى أنه سجد لله شكراً..لأنه رزقه هذا الطفل بعدما كان وحيداً ..فهو لم يتزوج.. وبالتالى لم ينجب...
كان
عم(على)إسكافى..أفضل إسكافى فى حى(السيدة).. ولشد ما أدهشنى كم المعلومات
والثقافه التى يمتلكها..والتى للأسف لم أستوعب منها إلا القليل..
كان
يجعلنى أساعده فى عمله.. وكانت مساعدتى له عظيمه..كأن أكنس المحل-وهو
بالمناسبه منزلنا-أو أرش الماء أمامه..!!..وهكذا لم أتقن الصنعه..وهو ما
دفعت ثمنه لاحقاً...
وبعد
أن لقى ربه..أصبحت وحيداً..لا مأكل..ولا مسكن-فلقد إسترد صاحب المنزل
المحل بعد وفاة عم(على)-أضف لهذا أننى لا أفقه شيئ فى صناعة الأحذيه..
وهكذا قمت ببيع كل شيئ حتى صرت على فيض الكريم..
الى ان قرر أحد (أولاد الحلال) أن يتكفلنى..ويجعلنىأعمل عنده.. وأبيت فى مكان العمل فى أحد المخازن..
كان هذا هو المعلم(صبحى)..و..
بالتأكيد عم(على)هو من أطلق على إسم (وحيد)...!!
كان المعلم(صبحى)-والحق يقال-رجل ينفر الذباب من معاشرته..!! فما بالك بالبشر..!
كان الشر مجسم فى جلباب..وكان يمتلك أكبر أذنين رأيتهما فى حياتى-بعد أذن الحمار طبعاً..!!
كان رجلا غليظ الملامح..ذو شارب كث..قد يصلح لإستخدامه مقشه بعد موته..!!
كنت أخافه.. وهذا واضح من الرعب المتجلى على وجهى أثناء مروره من أمامى..
وكنت أبغضه.. وذالك واضح من بصقى على الإرض بعد مروره من أمامى..!!
وكنت..
اللعنه..لقد
إستطردت أكثر من الازم.. كنت أقول أنه الشخص الذى كفلنى بعد وفاة عم(على)
رحمه الله..وجعلنى أعمل عنده مقابل المأكل والمبيت..
يعمل فى المخزن معى رجلان..وغلام فى مثل سنى تقريباً..
ودعنا نتعمق فى شخصية هذا الغلام قليلاً..
أول ما تلاحظه تدرك أنه أمهق..أبيض الشعر والحواجب والرموش..ويعانى بالتأكيد من ضعف فى الإبصار..
وبالنسبه
إلى شخصيته ..فهو داهيه..شديد الخبث..له نفس قصتى تقريبا..بالإضافه إلى
أنه يكره المعلم (صبحى) وهى نقطة إتفاق بيننا لا بأس بها..!!
ودعنا نستعرض يوماً من حياتى الجديده تلك..
حسناً..إقترب..إقترب من تلك الحصيره التى على الأرض..هل ترانى نائماً..نعم!..إنظر إذن إلى الحصيره المجاوره..هل ترى (ماجد)-وهو إسم الغلام-نائماً..كلا..!! هممْ..لا بأس..فأنا أعرف أين ذهب هذا الوغد!!
هل تريد أن تعرف أين ذهب..!!
حسناً..إيقظنى لأخبرك..
-أما زلتم مستيقظين أيها الملاعين!
اللعنه.!!..قلت لك إيقظنى أنت..لا المعلم(صبحى)..!!
إذن
فأنت ترانى أنهض سريعاً وأطفئ النور.. وهنا يغمغم المعلم (صبحى) من خارج
المخزن-فهو قد رأى النور من خصاص النافذه،أثناء مروره من أمام المخزن الذى
ننام فيه أنا و(ماجد)،والذى يغلق علينا بابه كل مساء-بكلمات ساخطه..بإعتبار
أننا نكلفه كهرباء زياده بسهرنا ليلاً..
والأن ترانى ألتفت إلى مكان مبيت(ماجد) فأجده-على أثر الضوء القادم من الطريق-نائماً فى مكانه..!!!!
كان الشر مجسم فى جلباب..وكان يمتلك أكبر أذنين رأيتهما فى حياتى-بعد أذن الحمار طبعاً..!!
كان رجلا غليظ الملامح..ذو شارب كث..قد يصلح لإستخدامه مقشه بعد موته..!!
كنت أخافه.. وهذا واضح من الرعب المتجلى على وجهى أثناء مروره من أمامى..
وكنت أبغضه.. وذالك واضح من بصقى على الإرض بعد مروره من أمامى..!!
وكنت..
اللعنه..لقد
إستطردت أكثر من الازم.. كنت أقول أنه الشخص الذى كفلنى بعد وفاة عم(على)
رحمه الله..وجعلنى أعمل عنده مقابل المأكل والمبيت..
يعمل فى المخزن معى رجلان..وغلام فى مثل سنى تقريباً..
ودعنا نتعمق فى شخصية هذا الغلام قليلاً..
أول ما تلاحظه تدرك أنه أمهق..أبيض الشعر والحواجب والرموش..ويعانى بالتأكيد من ضعف فى الإبصار..
وبالنسبه
إلى شخصيته ..فهو داهيه..شديد الخبث..له نفس قصتى تقريبا..بالإضافه إلى
أنه يكره المعلم (صبحى) وهى نقطة إتفاق بيننا لا بأس بها..!!
ودعنا نستعرض يوماً من حياتى الجديده تلك..
حسناً..إقترب..إقترب من تلك الحصيره التى على الأرض..هل ترانى نائماً..نعم!..إنظر إذن إلى الحصيره المجاوره..هل ترى (ماجد)-وهو إسم الغلام-نائماً..كلا..!! هممْ..لا بأس..فأنا أعرف أين ذهب هذا الوغد!!
هل تريد أن تعرف أين ذهب..!!
حسناً..إيقظنى لأخبرك..
-أما زلتم مستيقظين أيها الملاعين!
اللعنه.!!..قلت لك إيقظنى أنت..لا المعلم(صبحى)..!!
إذن
فأنت ترانى أنهض سريعاً وأطفئ النور.. وهنا يغمغم المعلم (صبحى) من خارج
المخزن-فهو قد رأى النور من خصاص النافذه،أثناء مروره من أمام المخزن الذى
ننام فيه أنا و(ماجد)،والذى يغلق علينا بابه كل مساء-بكلمات ساخطه..بإعتبار
أننا نكلفه كهرباء زياده بسهرنا ليلاً..
والأن ترانى ألتفت إلى مكان مبيت(ماجد) فأجده-على أثر الضوء القادم من الطريق-نائماً فى مكانه..!!!!
ما هذا الذعر فى عينيك.!..لاشيئ حدث..ماذا!..أين كان (ماجد)!!..آه..دعنا نسأله..سأسأله أنا..
-(ماجد)
-نعم..
-أين كنت..
-فى الحمام..هل توجد مشكله..
-إطلاقاً...!
ماذا..ألا تصدق أنه كان فى الحمام-الموجود فى المخزن..
حسناً..أنا أيضاً لا أصدقه..سأخبرك أين كان هذا الوغد..!!
لقد
كان بمنزل المعلم(صبحى) يلتقى بفتاة أحلامه..إبنة المعلم (صبحى) وهذه
واحده من غرائب الطبيعه..فلقد أنعم الله على المعلم(صبحى) بفتاه-من زوجته
المتوفاه-باهرة الحسن..عندما أتت يوماً الى المخزن خلتنى رأيت ملاكا..ولكن
للأسف إستطاع (ماجد) أن يأسر قلبها....ولكن السؤال..كيف يخرج هذا الفتى من
المخزن..!!..
لا أعلم.. ولكنه أخبرنى يوما ما أنه إكتشف طريقه تمكنه من الدخول والخروج
من المخزن وقتما يشاء.. ولكنه لم يصارحنى بعد بهذه الطريقه..هذا إن وجدت
حقاً..!!
ورأيى..أنه عثر على فتحه فى الجدار أو النافذه أو أى شيئ منطقى آخر...
دعنا نعود للنوم إذن.. ولا تنزعج من غضيض(ماجد) أثناء نومه.. ثم ها هو الصباح على وشك الحلول.. ولأترك لك الأحداث كما هى......
-(ماجد)
-نعم..
-أين كنت..
-فى الحمام..هل توجد مشكله..
-إطلاقاً...!
ماذا..ألا تصدق أنه كان فى الحمام-الموجود فى المخزن..
حسناً..أنا أيضاً لا أصدقه..سأخبرك أين كان هذا الوغد..!!
لقد
كان بمنزل المعلم(صبحى) يلتقى بفتاة أحلامه..إبنة المعلم (صبحى) وهذه
واحده من غرائب الطبيعه..فلقد أنعم الله على المعلم(صبحى) بفتاه-من زوجته
المتوفاه-باهرة الحسن..عندما أتت يوماً الى المخزن خلتنى رأيت ملاكا..ولكن
للأسف إستطاع (ماجد) أن يأسر قلبها....ولكن السؤال..كيف يخرج هذا الفتى من
المخزن..!!..
لا أعلم.. ولكنه أخبرنى يوما ما أنه إكتشف طريقه تمكنه من الدخول والخروج
من المخزن وقتما يشاء.. ولكنه لم يصارحنى بعد بهذه الطريقه..هذا إن وجدت
حقاً..!!
ورأيى..أنه عثر على فتحه فى الجدار أو النافذه أو أى شيئ منطقى آخر...
دعنا نعود للنوم إذن.. ولا تنزعج من غضيض(ماجد) أثناء نومه.. ثم ها هو الصباح على وشك الحلول.. ولأترك لك الأحداث كما هى......
إستيقظت
على (ركلة الصباح)-فهكذا أسميها-من قدم المعلم (صبحى)الغليظه.. فنهضت
مذعوراً..للأدرك أن العمل قد بدأ..فى حين إستيقظ(ماجد) قبلى لحسن حظه..!!
ووجدت أمام المخزن بضع صناديق من الفاكهه.. طلب منا المعلم (صبحى) نقلها لمنزله..
كان المعلم(صبحى) لا يحلو له أن ينادينى إلا بلقب(الحمار)..تعالى يا حمار..إذهب يا حمار..أما زلت نائم أيها الحمار..!..وهكذا..
سبحان الله..!!.. من منا أقرب الشبه بالحمير....المعلم(صبحى) بملامحه الغليظه.. وأذنيه الكبيرتين..أم أنا..!!
كان يمشى بجلبابه الأبيض..ممسكاً بالسبحه البنيه..تبدو عليه سيماء التقوى.. تقوى الشياطين..!!..ثم يقترب منى قائلاً:
-أيها الحمار .. هيا إنقل هذه الصناديق مع (ماجد) إلى المنزل..
فأنظر له مدارياً مقت الدنيا كله فى قلبى-فلقد إعتدت على المعامله الحسنه من عم(على) رحمه الله..إلى أن إبتلانى بهذا الوغد الزنيم..
ثم أباشر نقل الصناديق مع(ماجد)..وأثناء سيرنا أسأله:
-ترى.. لماذا صناديق التفاح الأصفر فقط هى التى تنقل لمنزله على الدوام ..!.. ألا يتناولوا الأحمر قط..! ثم..أيأكلون كل تلك الكميه إسبوعياً..!
نظر لى ساخرا.. وقال:
-ألم تشتهى نفسك تذوق هذا التفاح الأصفر.. فحاولت أخذ تفاحه من أى صندوق..!!
-كلا
طبعاً..فأنت تعلم أنه نهانا عن تلك الصناديق قطعياً.. وتعلم مصير من يجرؤ
على فتح إحدى الصناديق..فركلتين من قدم هذا الوغد كفيله بردعى عن مثل تلك
الأفكار الأثمه..!!
-إذن أنت لا تعلم ما هو مخبئ أسفل ذالك التفاح..حقاً..يا لك من حمار يا صديقى..!!
نظرت له فى غضب..وقلت له:
-لا تقل مثل تلك الكلمه مرة ثانيه.. إذا أردت أن تستمر صداقتنا..
- حسناً.. لا تغضب..كنت أمزح.. تلك الصناديق تحتوى-يا من لست حماراً-على..
-على ماذا
-على مخدرات..!!
-ماذا..!!
وهنا
أفلت الصندوق من يدى.. وسمعت سباب المعلم(صبحى)من بعد.. فإنحنيت على
الأرض.. وأسرعت بجمع التفاح المبعثر.. وبصرت بثلاثة طرب حشيش فى قاع
الصندوق.. ووضعت التفاح فى الصندوق.. ثم رفعته من على الأرض.. وسرت فى
ذهول.. إلى أن قاطعنى (ماجد) قائلاً:
-ما لك فزعت هكذا يا صديقى....ها
هو الأمر..المعلم(صبحى) تاجر الفواكه الشهير..يخفى خلف تجارته هذه.. نشاطه
الإجرامى ذاك.. لقد إنتابنى الشك منذ البدايه.. وراودتنى نفس الأسئله التى
قلتها منذ قليل.. لماذا صناديق التفاح الأصفر فقط هى التى تنقل لمنزله..
فى البدئ إعتقدت أنها لإستعمال أهل بيته ولكن..ستة صناديق إسبوعيا كثير..
وكثير جداً.. إلى أن إكتشفت بالصدفه ما هو مخبئ تحت التفاح
الأصفر..حقاً..إن المعلم(صبحى) يمتلك-على عكس ما يبدو-بعض الذكاء..!!
وصلنا
للمنزل ووضعنا الصناديق فى صمت.. وعدنا لحمل المتبقى.. وأثناء مرورى على
محل بقاله..وجدت قناع لحمار معلق..فسألت عن ثمنه وطلبت من(ماجد) أن يعطينى
جنيهاً-فلم أكن آخذ أجر مقابل عملى-فأخبرنى أنه لا يمتلك سوى جنيه
واحد..ولكنه أعطانى إياه أخيراً.. وإشتريت القناع..وأعجبنى.. وتخيلته على
وجه المعلم(صبحى).. وضحكت فى هيستيريا..
وبعدما
فرغنا من تحويل الصناديق..رأيت المعلم(صبحى) يتحدث مع (ماجد) وراح يعنفه
بشده..ولم أستطع أن أسمع فيما كانا يتحدثان.. ورأيت المعلم(صبحى) متوجها
إلى.. وفى عينيه ما لا يسر.. أيكون (ماجد) قد أخبره أننى....
-حسناً أيها الحمار.. لن تعمل عندى منذ الأن...
نهضت
فى فزع.. وسألته عن السبب..فرفض إعطائى إياه..شرعت أتوسل إليه..وأبكى
بحرقه ..عسى أن يتركنى (أكل عيش) فكان رده ركلة أطاحت بى خارج المخزن
لأرتطم بالسياره النقل الواقفه أمام المخزن.. وأقع على الأرض أمام نظر أهل
الحى.. فنهضت وسرت وأنا أعرج قليلا.. لا أرى سوى السواد أمامى.. ثم مسحت
دموعى ووجهى من الغبار ..رباه... أهذه دماء..!!!
على (ركلة الصباح)-فهكذا أسميها-من قدم المعلم (صبحى)الغليظه.. فنهضت
مذعوراً..للأدرك أن العمل قد بدأ..فى حين إستيقظ(ماجد) قبلى لحسن حظه..!!
ووجدت أمام المخزن بضع صناديق من الفاكهه.. طلب منا المعلم (صبحى) نقلها لمنزله..
كان المعلم(صبحى) لا يحلو له أن ينادينى إلا بلقب(الحمار)..تعالى يا حمار..إذهب يا حمار..أما زلت نائم أيها الحمار..!..وهكذا..
سبحان الله..!!.. من منا أقرب الشبه بالحمير....المعلم(صبحى) بملامحه الغليظه.. وأذنيه الكبيرتين..أم أنا..!!
كان يمشى بجلبابه الأبيض..ممسكاً بالسبحه البنيه..تبدو عليه سيماء التقوى.. تقوى الشياطين..!!..ثم يقترب منى قائلاً:
-أيها الحمار .. هيا إنقل هذه الصناديق مع (ماجد) إلى المنزل..
فأنظر له مدارياً مقت الدنيا كله فى قلبى-فلقد إعتدت على المعامله الحسنه من عم(على) رحمه الله..إلى أن إبتلانى بهذا الوغد الزنيم..
ثم أباشر نقل الصناديق مع(ماجد)..وأثناء سيرنا أسأله:
-ترى.. لماذا صناديق التفاح الأصفر فقط هى التى تنقل لمنزله على الدوام ..!.. ألا يتناولوا الأحمر قط..! ثم..أيأكلون كل تلك الكميه إسبوعياً..!
نظر لى ساخرا.. وقال:
-ألم تشتهى نفسك تذوق هذا التفاح الأصفر.. فحاولت أخذ تفاحه من أى صندوق..!!
-كلا
طبعاً..فأنت تعلم أنه نهانا عن تلك الصناديق قطعياً.. وتعلم مصير من يجرؤ
على فتح إحدى الصناديق..فركلتين من قدم هذا الوغد كفيله بردعى عن مثل تلك
الأفكار الأثمه..!!
-إذن أنت لا تعلم ما هو مخبئ أسفل ذالك التفاح..حقاً..يا لك من حمار يا صديقى..!!
نظرت له فى غضب..وقلت له:
-لا تقل مثل تلك الكلمه مرة ثانيه.. إذا أردت أن تستمر صداقتنا..
- حسناً.. لا تغضب..كنت أمزح.. تلك الصناديق تحتوى-يا من لست حماراً-على..
-على ماذا
-على مخدرات..!!
-ماذا..!!
وهنا
أفلت الصندوق من يدى.. وسمعت سباب المعلم(صبحى)من بعد.. فإنحنيت على
الأرض.. وأسرعت بجمع التفاح المبعثر.. وبصرت بثلاثة طرب حشيش فى قاع
الصندوق.. ووضعت التفاح فى الصندوق.. ثم رفعته من على الأرض.. وسرت فى
ذهول.. إلى أن قاطعنى (ماجد) قائلاً:
-ما لك فزعت هكذا يا صديقى....ها
هو الأمر..المعلم(صبحى) تاجر الفواكه الشهير..يخفى خلف تجارته هذه.. نشاطه
الإجرامى ذاك.. لقد إنتابنى الشك منذ البدايه.. وراودتنى نفس الأسئله التى
قلتها منذ قليل.. لماذا صناديق التفاح الأصفر فقط هى التى تنقل لمنزله..
فى البدئ إعتقدت أنها لإستعمال أهل بيته ولكن..ستة صناديق إسبوعيا كثير..
وكثير جداً.. إلى أن إكتشفت بالصدفه ما هو مخبئ تحت التفاح
الأصفر..حقاً..إن المعلم(صبحى) يمتلك-على عكس ما يبدو-بعض الذكاء..!!
وصلنا
للمنزل ووضعنا الصناديق فى صمت.. وعدنا لحمل المتبقى.. وأثناء مرورى على
محل بقاله..وجدت قناع لحمار معلق..فسألت عن ثمنه وطلبت من(ماجد) أن يعطينى
جنيهاً-فلم أكن آخذ أجر مقابل عملى-فأخبرنى أنه لا يمتلك سوى جنيه
واحد..ولكنه أعطانى إياه أخيراً.. وإشتريت القناع..وأعجبنى.. وتخيلته على
وجه المعلم(صبحى).. وضحكت فى هيستيريا..
وبعدما
فرغنا من تحويل الصناديق..رأيت المعلم(صبحى) يتحدث مع (ماجد) وراح يعنفه
بشده..ولم أستطع أن أسمع فيما كانا يتحدثان.. ورأيت المعلم(صبحى) متوجها
إلى.. وفى عينيه ما لا يسر.. أيكون (ماجد) قد أخبره أننى....
-حسناً أيها الحمار.. لن تعمل عندى منذ الأن...
نهضت
فى فزع.. وسألته عن السبب..فرفض إعطائى إياه..شرعت أتوسل إليه..وأبكى
بحرقه ..عسى أن يتركنى (أكل عيش) فكان رده ركلة أطاحت بى خارج المخزن
لأرتطم بالسياره النقل الواقفه أمام المخزن.. وأقع على الأرض أمام نظر أهل
الحى.. فنهضت وسرت وأنا أعرج قليلا.. لا أرى سوى السواد أمامى.. ثم مسحت
دموعى ووجهى من الغبار ..رباه... أهذه دماء..!!!
بقيت
بلا مأوى لثلاثة أيام..كان ملاذى الوحيد هى خرابه..تسكنها الكلاب الضاله..
وأطفال الشوارع.. ذوى علب المياه الغازيه المحتويه على الكله.. بلإضافه
إلى العفاريت والجان..!!
نعم لقد رأيتهم..أم أنها هلوسات غلام لم يأكل منذ ثلاثة أيام سوى الفضلات من القمامه..!!
لكنى كنت فى أفضل حالاتى المزاجيه..حين قررت الإنتقام من ذالك الوغد.. فمنذ الأن ..أصبح المعلم(صبحى) تاريخ..!!
سأقتله حتى ولو كان هذا أخر ما أقوم به فى حياتى..
كان بإمكانى إبلاغ الشرطه عنه.. ولكن.. كما كان يقول عم(على) رحمه الله.."إذا أردت أن تقوم بأمر ما.. بالشكل الصحيح..قم به بنفسك"
فأنا أريد الإنتقام منه بنفسى.. وسأفعل..
وأثناء
ذهابى لتنفيذ ذالك المخطط-واللذى إستنفذت فيه كل طاقاتى الذهنيه
والجسديه-قابلت إبنته..إبنة المعلم(صبحى)..(دينا).. لحسن حظك ستكونين يتيمه
غداً.. سأخلصك من جحيمه لوجه الله..
ألقيت عليها السلام ..وغازلتها قائلاً:
-كيف حالك يا {فينوس}..
نظرت لى بعتاب قائله:
-شكراً يا (وحيد) على هذه الإهانه..أنا فانوس..!!!
نظرت لها متعجباً..لابد أنها ورثت جمال أمها..وغباء أبيها المتناهى.. بلا مأوى لثلاثة أيام..كان ملاذى الوحيد هى خرابه..تسكنها الكلاب الضاله..
وأطفال الشوارع.. ذوى علب المياه الغازيه المحتويه على الكله.. بلإضافه
إلى العفاريت والجان..!!
نعم لقد رأيتهم..أم أنها هلوسات غلام لم يأكل منذ ثلاثة أيام سوى الفضلات من القمامه..!!
لكنى كنت فى أفضل حالاتى المزاجيه..حين قررت الإنتقام من ذالك الوغد.. فمنذ الأن ..أصبح المعلم(صبحى) تاريخ..!!
سأقتله حتى ولو كان هذا أخر ما أقوم به فى حياتى..
كان بإمكانى إبلاغ الشرطه عنه.. ولكن.. كما كان يقول عم(على) رحمه الله.."إذا أردت أن تقوم بأمر ما.. بالشكل الصحيح..قم به بنفسك"
فأنا أريد الإنتقام منه بنفسى.. وسأفعل..
وأثناء
ذهابى لتنفيذ ذالك المخطط-واللذى إستنفذت فيه كل طاقاتى الذهنيه
والجسديه-قابلت إبنته..إبنة المعلم(صبحى)..(دينا).. لحسن حظك ستكونين يتيمه
غداً.. سأخلصك من جحيمه لوجه الله..
ألقيت عليها السلام ..وغازلتها قائلاً:
-كيف حالك يا {فينوس}..
نظرت لى بعتاب قائله:
-شكراً يا (وحيد) على هذه الإهانه..أنا فانوس..!!!
هززت رأسى لها فى سخريه.. ثم إتجهت نحو اللحظه الحاسمه.
[center]الهاويه
"ماجد..ماجد.." ناديت عليه من خارج المخزن بصوت خفيض.. حتى سمعت وقع خطوات تقترب من النافذه.. ثم رأيته ينظر لى منها فى دهشه قائلاً:[center]الهاويه
-(وحيد)..!.. يبدو أنك لم تمت بعد.. كيف حالك يا صديقى..!
-بخير.. والأن إستمع لى.. هل تحب المعلم(صبحى).. أعنى لو مات.. هل ستفتقده..
-أعتقد أن الأمر عندى سيكون بمثابة موت خنفساء فى المجر .. هذا إذا كانت هناك خنافس طبعاً..!!
نظرت حولى فى حذر.. ثم إقتربت من النافذه.. وقلت هامساً:
-لدى خطه لقتله..
-هل تمزح.. !!
-كلا
بالطبع.. أنت لن تدرك ما عانيته من وغد مثله.. وسخريته الدائمه لى ..
سنقوم بسرقته ثم نقتله.. إسمع..هناك صبى يعمل فى سن السكاكين.. وقد تعرفت
عليه.. وطلبت منه سكيناً حامياً.. ولما سألنى عن السبب أخبرته أننى أبيت فى
العراء مع الكلاب واللصوص..فتعاطف معى..وأعطانى ساطوراً بدلاً من السكين..
فيكفى ضربه على رأس ذالك الخنزير ليذهب إلى الجحيم.. هاك الساطور..
أخرجت له الساطور الكفيل بتحويل رأس هذا الخرتيت إلى نصفين
فنظر له(ماجد) فى صمت.. وضاقت عيناه حتى أصبحت أشبه بعينى ثعلب.. وقال لى:
-خطتك
ليست جيده..كيف واين ستلقاه لتقتله.. ثم ألا تلاحظ حجمك وجسدك الهزيل
المرهق.. ثم أنه من الممكن إكتشاف الجريمه بمجرد أن يقرر-ماذا يسمونه. آه..-الطب الشرعى أن الجريمه قد إرتكبت بواسطة ساطور..عندئذ سيعترف صبى السنان بالأمر كله..وستقضى بقية عمرك فى السجن يا صديقى..
نظرت له فى فزع .. وقلت له فى غضب:
-ماذا تعنى.... لابد أن يموت هذا الرجل..
نظر لى فى خبث.. وقال بصوت كالفحيح:
-لدى حل...!!
-إذن هلا تعيد على مسامعى الخطه الجديده..
وضعت الطعام جانباً..وبلعت ما بفمى وقلت له:
-الحق أننى مندهش للغايه..كيف إستطعت وضع تلك الخطه.. يالخبثك الشديد..
-بلى يا صديقى ..إننى شيطان..
-حسناً..كما
قلت..سنصدر ضوضاء أثناء مروره من أمام المخزن قرب الفجر-وهذا يحدث
يومياً-فيأمرك بالهدؤ..وإلا يدخل و يهشم رأسك..فتسبه وتسخر منه..فيندفع
الدم إلى رأسه الفارغ..ويفتح الباب.. غير عالم بالفخ اللذى نصبناه له..
وعندما يدخل ويرانى جالسا فى مواجهته.. يندهش أشد الدهشه..ويغلى الدم فى
عروقه.. فكيف دخلت هنا..غير عالم-الحمار-أنك إنتزعت أحد سياج
النافذه..وعبرت من خلالها أنا و..
ثم يخطو خطوه فيقع فى الحفره التى
قمنا بحفرها..وتكون أنت مختبئ خلف صناديق الفاكهه بجوار الباب.. فتقوم أنت
من خلفه بضربه خلف رأسه بتلك العصا الغليظه..فيفقد الوعى..ونقوم بسحبه
وتقييده.. ثم نلهو معه بالساطور..
-لم نتفق على قتله بالساطور..
-كنت
أقول نلهو معه..دعنا نمرح بعض الوقت..ثم عندما يبكى مثل المرأه..وبعد أن
نستولى على النقود التى معه..أقوم بجز عنقه مثل النعزه بالسكين التى
معك..ثم نقوم بنقله بالتروسكل وإلقائه على أول الطريق وتبدو مثل جريمة سرقه
مسلحه..أسفرت عن قتل الضحيه..
ثم أفر أنا إلى الإسكندريه ..وأنت..!
-لا تقلق بشأنى..فسأعرف كيف أدبر أمرى.. وفى حالت أن فشلت الخطه لأى سبب..
-الخطه البديله موجوده..
قلتها وأنا أنظر إلى أقصى الركن الأيمن من المخزن ..
حيث الفتاه المقيده ...(دينا)..!!
تدركوا مدى اليأس الذى أحاط بى بعد موت والدتى.. ليته كان أبى ..فأنا لا
أطيقه..فظ.. كريه..عربيد بمعنى الكلمه..وفى النهايه.. يقول أنه يحبنى..!!
أصارحك القول..لولا وجود (ماجد) فى حياتى لأنتحرت منذ دهر.. لن تستطيع أن
تدرك حبى له مهما أخبرتك.. حينما أخبرنى أنكم ستسرقون أبى ثم تهربون ..
كلفتكم عناء هذا الأمر..ولم أتردد وأحضرت لكم كل ما أستطيع جلبه من مال..
وذهب من المنزل..كل ما لا أفهمه هو لماذا لم نهرب بعد..ولماذا تقيدوننى
هكذا..!!
إنحنى (ماجد) عليها وقبلها وقال لها بحنان:
-ستفهمى بعد قليل يا حبيبتى..بعد قليل..
الحق
يقال ..إلى الأن لا أعرف ماذا سيفعل (ماجد) مع الفتاه.. فهى لا تعرف إلى
الأن ما ينتظر أبيها..فهى تظن أننا نريد سرقته فقط..ولا تعلم شيئاً عن
مخططنا الإجرامى الأخر..المفروض الا تكون هنا.. فكيف سنقتل أبيها
أمامها..قد تعترف بلأمر كله ..اللعنه عليك يا(ماجد) لقد عقدت الأمر بإحضارك
تلك الفتاه إلى هنا..ماذا ستفعل بها..
ليتنى أعلم....
قالها
(ماجد) محاولاً طمأنتى..وللأسف لم أنال هذا الشعور..أحس أنه يخفى شيئ
عنى.. وليكن.. فالفتاه ليست مشكلتى ..أبيها هو من يهمنى.. وأعترف..أننى
أوشكت على التراجع.. لولا أن نعتنى (ماجد) بالجبان..ومحاولا جعلى أعود
رجلاً.. أعطانى إياه..
-خذ.. هذا القناع ..أتذكره ..!..لقد إحتفظت به لك..لحين عودتك..
أمسكت قناع الحمار الذى قمت بشرائه منذ أربعة أيام..وشرعت أقلبه بين يدى..والكراهيه تتقلب فى قلبى...
النهايه
شديد البروده.. ولكنى لا آبه لأى شيئ حولى الأن.. التركيز..التركيز.. ماذا
سيكون مصيرى بعدما يتم ..أو لا يتم هذا الأمر..هل سأنجو بفعلتى هذه..هل
سأتمكن من الفرار من الشرطه.. هل سأظل مختبئ للأبد.. وعقاب الأخره..هل
سيغفر لى الله ما سأفعله..ألا يرى شقائى وبؤسى.. لماذا خلق أمثالى..أمثالى
من الأشقياء والتعساء فى تلك الدنيا..أمثالى من من لا يدركون الهدف من
حياتهم ..ولا يريدون إدراكه..كل ما يريدونه ..ليس جنه بها ما لا عين رأت
ولا أذن سمعت ولاخطر على قلب بشر..!! ..كل ما يريدونه.. ليس قصور وأنهار
ولا حور عين..!!
كل ما يريدونه..هو ..لقمة العيش لا أكثر ولا أقل..!!
يقولون أن الله عادل..إذن..هل من العدل أن يجمع لأمثالى شقاء الدنيا وجحيم الأخره..!!
الجحيم... أهو أكبر من ذالك البؤس الذى أنا به..!
لعنة
الله على والدى..أينما كانا.. ألم يظلمانى مرتين..مره حين أتيا بى إلى تلك
الدنيا.. ومره حين رفضا الإعتراف بى كأبن لهما ..فأصبحت لقيط.. اللعنه
وألف لعنه..وما ذنبى أنا!!..إبن حرام.. هذا لقبى فى الدنيا..!
أنا ملعون فى الدنيا.., والأخره ..فلتكن مثلها.. لا أبالى...!!
ألن يأتى ذالك الوغد بحق الجحيم..!!
الأن الثالثه بعد منتصف الليل.. وها هو المجنى عليه-بإعتبار ما سيكون-يمشى
فى عرض الطريق..متأرجحاً..تحت تأثير المخدرات التى تناولها –فى قعدت
أنس-منذ ساعه مضت على الأقل..ولكن تأثيرها بدأ يخف تدريجيا..ثم ها هو يمر
من أمام المخزن.. فيرى الضوء المنبعث من النافذه المفتوحه..ويسمع الضحكات
الساخره.. فيسب ويلعن أباء وجدود (ماجد).. ثم يقترب من النافذه ويصيح:
-(ماجد)..يا إبن ال(...)..إطفئ الأنوار..
فيسمع ضوضاء شديده..ثم ماجد يرد عليه فى صوت غاضب:
-إذهب ونم أيها الخنزير.. ولا تنسى أكل بعض القمامه قبل النوم..فهى شهيه للخنازير أمثالك كما تعلم..!!
لم
يصدق المعلم(صبحى) ما سمعته أذنيه.. فيقرر أن يدخل ليلقن هذا الفأر
المدعو(ماجد) درساً فى قواعد الأدب.. أثناء التحدث مع طائفة المعلمين
أمثاله.. فيمشى متأرجحاً إلى أن يصل إلى الباب..ويظل يحاول إدخال المفتاح
فى ثقب الباب ..إلى أن ينجح أخيراً..وبعدما يفتح الباب . . ينظر فى دهش هى
أقرب إلى البلاهه..إلى(وحيد) الذى كان جالساًأمامه على بعد أربعة أمتار..
واضعاً قدماً فوق الأخرى ..وملوحاً له بسخريه.. ولم ينسى على سبيل المجاملة
ان يسأله عن أحوال أصدقائه الخنازير والقرود والحيوانات الأخرى فى جلسة
الأنس إياها..فتصعد الدماء إلى وجه المعلم(صبحى) ويصير وجهه أقرب إلى لون
البندوره..ثم يهب مندفعاً..ليبطش بذالك(الحمار الصغير)..فيقع فى الحفره
التى تم حفرها وتغطيتها منذ ساعات فقط.. ومن ثم يأتى (ماجد) من خلفه
..ويضربه بالعصى الغليظه على رأسه ..فيسقط ووجهه مغطى بالدماء وهو يتمتم
بكلام غير مفهوم..وهنا ينظر (وحيد) حوله.. يبحث عن شيئ وهو يقول:
-بقى شيئ مهم..
ثم
إلتقط بطيخه كبيرة الحجم.. وتقدم حتى أصبح يقف فوق رأس المعلم(صبحى)
مباشرةً.. وأفلت البطيخه لتهوى على رأسه..ليفقد الوعى..تحت تأثير المخدرات
و..البطيخه..!!
المعلم(صبحى) بعد ربع ساعة -كان (ماجد) خلالها يحاول تهدئة (دينا) فى
الحجره الجانبيه..والتى لم يراها المعلم(صبحى) بعد- ليجد نفسه مقيداً بحبل
على نفس الكرسى الذى كان يجلس عليه(وحيد) منذ فتره وجيزه..
شرع
المعلم(صبحى) يحدق النظر فيهما ببلاهه..ثم أفاق من ذهوله وحاول تحرير نفسه
فلم يستطع..ومن ثم أطلق عليهما وابل من السباب البذئ وقال فى غضب:
-ماذا تفعلون يا أولاد ال(...).. وماذا.أتى بهذا الحمار هنا-مشيراً إلى (وحيد)- تكلم يا (ماجد)..
لم يعره (ماجد )أدنى إهتمام..فى حين قلت أنا:
-إننى هنا لأصفى حسابى معك أيها ال... الحمار.. وبالمناسبه..إرتد هذا..
وقمت بوضع قناع الحمار على وجهه..فطفق يرغى ويزبد.. وأنا أقهقه فى هيستيريا ..وأقول له:
-سبحان الله..خلق فأبدع..
ثم أخرجت الساطور وأنا أحركه يميناً ويساراً-كما يحدث فى الأفلام-وقلت له فى شماته:
-من المؤسف أنك لست بقرة..وإلا كان ذبحك زىفائده.. ولكن.. لايهم..والآن هل.. إقتنعت من منا الحمار..!!
شرع يعيد محاولة التملص من الحبل المقيد به إلى الكرسى.. وعندما بائت كل محاولاته بالفشل..شرع يتوسل إلى ثم إلى (ماجد)..قائلاً:
-(ماجد)..أقسم لك أننى سأزوجك إبنتى إذا خلصتنى من ذالك الحمار..
فلم يبد على (ماجد) أنه قد سمعه..فقد كان مشغول البال بشيئ لا أدركه.. فقلت له:
- لن تجد عون لك أيها الحقير ..حتى إبنتك قد تخلت عنك.. ليس بينك وبين الموت سوى لحظات.. يالك من بائس ..أتريد قول شيئ..!
-أهكذا ترد جميلى لك.. بعدما أويتك من الشارع..! حقاً.. ماذا أتوقع من لقيط مثلك!!.. ترى أين هما أبويك الأن !
إنهما مشغولين بالتأكيد بإنجاب المزيد من أمثالك ..!!أمثالك من من هم عاله
علينا.. لا أمل لك فى دنيانا يا إبن الحرام.. لا أمل..والأن.. أعرفت من هو
البائس أيها الحماراللقيط..!!
وهنا
فار الدم فى رأسى..ولم أدرى كيف أرد .. وأحسست أنى أختنق.. ولم أدرى بنفسى
إلا بعدما دفعت الكرسى بقدمى ..فسقط وأصبح وضع المعلم(صبحى) مثالياً..
فظهره على الأرض وقدميه معلقه بالكرسى ..فإلتقطت الساطور بيدى اليمنى..ثم
رفعته عالياً.. وهويت به بكل قوتى على عنق المعلم (صبحى)..لأفصل رأسه عن
جسده..وتوالت أنفاسى متلاحقه..لقد فعلتها..نعم.. لقد إنتقمت.. ولكن.. لقد
إستخدمت الساطور وليس السكين..! تبا..لا يهم.. رأس مرتدى قناع حمار.. وجسد
خنزير معلق.. ودماء قذره..هذا ما صار إليه هذا الوغد..ثم شرعت أضحك.. أضحك
فى هيستيريا.. ونظرت إلى(ماجد) لأرى ردة فعله فلم أجده.. ووجدت الباب
مفتوحاً..عقدت حاجبى فى قلق شديد.. أين ذهب..!..
لا وقت لألاعيبه اللعينه تلك.. نريد التخلص من تلك الجثه..ونأخذ المال
والذهب من الفتاه ونرحل..الفتاه..!! ألم تسمع شيئ مما حدث ..لم أسمع صوتها
منذ فتره.. دخلت الى الحجره الجانبيه بسرعه..لأرى آخر شيئ كنت أرغب فى
رؤيته..
لقد كانت الفتاه... مقتوله....!!
ولماذا....وأين أنت الأن عليك اللعنه..!
وأين المال...!
نظرت
إلى جثة الفتاه البائسه..كانت رقبتها منحوره..والدماء تغطى المكان..وفى
عينيها نظرة رعب ممزوجه بالدهشه..أكاد أجزم أنها لم تدرك ما فعله (ماجد)
بها حتى لفظت روحها..!!
هكذا خانها (ماجد) بكل سهوله..أقسم بربى لأقتلنه هو الأخر..
أين هو!! سأبحث عنه وأقتله..
إنحنيت ألتقط السكين الملطخه بالدماء..وهنا سمعت صوتاً جعل قلبى يهوى بين قدمى..إنه صوت سرينة عربة الشرطه..!!
إنه
يقترب ..أكاد أسمع وقع أقدام المخبرين وهو آت إلى ..صوت الأحذيه
الميرى..إنه يقترب.. إننى لا أرى شيئ..أصبحت الدنيا سوداء أمام ناظرى...
لقد فعلها الوغد (ماجد).... قتل الفتاه..وإستولى على النقود والذهب وإتصل بالشرطه.... وهرب...!!
لقد خدعنى...!!!
خدعنى.. بعدما كنت أظن أنه أخى وصديقى ورفيقى فى تلك الحياه..!!
حياتى الأن قد دمرت تماماً...ولم يعد هناك أمل لى فى الحياه..
والأن..ماذا تتوقعون منى يا رفاق..!
هل تريدوننى أن أعدم..أو أعيش طوال عمرى فى السجن..!!
كلا....فأنا حساس كما تعلمون..
والأن ..خبرونى..هل أنتم متأكدون من أن تلك السكينه والتى غرزت نصلها فى قلبى... ستجعلنى أموت قبل أن تأتى الشرطه إلى...
[/center]