مدينة الأغواط هي إحدى المدن الجزائرية المتوسطة الحجم تقع في قلب الجزائر.تحتوي
على الكثير من الخيرات تشتهر بالنخيل وببساتينها الضاربة في جذور التاريخ
وأهل الأغواط من أشد الناس كرما، وأول نشأتها كانت على هضبات عرفت
بتزقرارين، أما بساتينها وأراضيها الفلاحية فبعضها يقع شمال تلك الهضاب،
ويسمى الآن بالواحات الشمالية وبعضها الآخر يقع جنوبها ويسمى الواحات
الجنوبية ويمتد خارج الواحاتين سهلان كانا يستغلان في زراعه الحبوب
مسمى الأول الضاية القبليه (الجنوبية) ويسمى الثاني الضاية الغريبة.تتميز
المدينة بطابعها العربي الأصيل الذي يعود إلى مؤسسي المدينة العرب
الهلالين -على أنقاض المدينة الأمازيغية المندثرة- خلال العصور الوسطى في
القرن ال11 م، ولحسن حظ المدينة أن المستعمر الفرنسي قرر أن يجعلها منطقة
ذات حكم عسكري فاكتفى ببناء الثكنات ولم يتدخل في المعمار كثيرا.
تقع على خط الطول 2درجة و55دقيقة شرقاً وخط العرض 33درجة و48دقيقة
شمالاً. ويخترق المدينة وادي مزي الذي يتكون عند جبل العمور ويجري باتجاه
الشرق. تقوم المدينة
فوق تلين متفرعين من جبل تيزيغرارين (وهو آخر امتداد لجبال الأطلس
الصحراوية) ويقسمانها قسمين: قديم وحديث، وتقوم الأحياء الحديثة فوق التل
الجنوبي وفيها مباني الحكومة ومنشآت عسكرية، أما القسم القديم فيحتل التل
الشمالي وما يزال يحتفظ بطابعه وأسلوب عمارته الصحراوي. وتنتشر بساتين النخيل والأشجار المثمرة جنوب المدينة وشرقها وعلى جانبي وادي مزي الذي يدعى وادي جدي في مجراه الأسفل بنواحي بسكرة،
وقد أقيمت سدود ثلاثة على هذا الوادي لري البساتين والأراضي الزراعية التي
تنتج التمور والفواكه والخضر والحبوب. وتمنح البساتين الواحة منظراً
فريداً لوقوعها على الشريط الذي تلتقي فيه الصحراء في الجنوب مع جبال الأطلس الصحراوية عند الطريق الذي يربط مدينة الجزائر
بوسط إفريقية، ومساحة الواحة 253 هكتاراً، وهذه البساتين هي سبب تسميتها
بالأغواط (جمع غوطة أي المطمئن من الأرض ومجتمع النبات والماء)، وكل
البساتين في الأغواط أملاك خاصة ومتداخلة تداخلاً كثيفاً، وتتخللها دروب
ريفية متشابكة ومعظمها مروي بشبكة من القنوات الصغيرة تعرف بالسواقي.[1]
إن وقوع الأغواط على ملتقى الطرق التي تتفرع نحو الغرب إلى أولاد سيدي الشيخ، وإلى الجنوب نحو مزاب وورغلة (ورقلة)، وإلى الشرق نحو الزيبان وبسكرة، وإلى الشمال نحو وهران وقسنطينة
جعل منها مركزاً تجارياً مهماً. تشتهر المدينة باحياءها القديمة كزقاق
الحجاج، القابو، الصوادق، الزبارة، قصر البزائم، قصر الفروج -الصــادقيـة-،
قصر المغدر -المقدر-، الشطيط، المقطع، القواطين، الضلعة،
الغربية-القربية-، زقاق بلهــروي، زقاق الطاقة وباب الربط، بالإضافة إلى
ساحتها الشهيرة رحبة الزيتون وجنان البايلك.
وكذا أحياءها العريقة كالمعمورة، وسط المدينة -البلاد-، الواحات
الشمالية ،حي 330 سكن، حي450 سكن، المقام وأحياء المصالحة، الوئام....
ألقابها
لقبت المدينة والمنطقة ككل بعدة ألقاب منها عاصمة السهوب وهو اللقب
الشائع بالإضافة إلى بوابة الصحراء، لغواط المعلوم وملتقى الجبال
والوديان....
[عدل] الموقع والطبيعة
عاصمة السهوب الأغواط : واحة جنوب الجزائر وتبعد عن الجزائر العاصمة
بحوالي 400 كلم حيث تصطف بساتينها ومبانيها على ضفة "واد مزي" الذي يأخذ
مجراه من جبال العمور غربًا ويتوجه نحو الشرق حيث يحمل اسمًا آخر هو واد
"جدي" مارًا بعدد من واحات الزيبان إلى أن يصب في شط ملغيغ. وتمتد بساتينها
ومبانيها ومساجدها العتيقة عبر سهوب واسعة وجبال شامخة ومراعي خضراء.
[عدل] معطيات جغرافية
ملف:LaghS30092.JPG
من مدينة الأغواط
أما موقعها الفلكي فهي تقع شمالا على خط عرض 33,5 وعلى خط طول حوالي
3شرقا. أما ارتفاعها عن سطح البحر فيبلغ 750م على السفوح الجنوبية للأطلس الصحراوي.
وأول نشأتها كانت على هضبات عرفت بتزقرارين، أما بساتينها وأراضيها الفلاحية فبعضها يقع شمال تلك الهضاب،
ويسمى الآن بالواحة الشمالية وبعضها الآخر يقع جنوبها ويسمى الواحة
الجنوبية ويمتد خارج الواحتين سهلان كانا يستغلان في زراعه الحبوب مسمى
الأول الضاية القبلية (الجنوبية) ويسمى الثاني الضاية الغريبة. وقد كانا
كلما هطلت الأمطار بالجهة عرضة لفيضان وادي مساعد الذي تغمرهما مياهه.
و الزائر لمدينة الأغواط يلاحظ وجود واضح للجبال في بانوراما المدينة إذ
تفرض وجودها في المشهد اليومي للسكان. و من البارز أيضا في جغرافية
المدينة هو واد مزي الذي يحدها شرق فاصلا بذلك المدينة على منطقة البرج
السنوسي التي تعد منطقة فلاحية كما أنها تضم حيا سكنيا فيما يشبه القرية إذ
يحسب هذا الحي كحي من أحياء الأغواط رغم أنه يبعد بحوالي 5 كم منها بسبب
الواد.
[عدل] المناخ
شبه قاري يتميز بالحرارة صيفا والبرودة شتاءا مع تساقط قوي للجليد خلال شهري ديسمبر وجانفي.مع سقوط الثلوج ببعض المناطق التي تبلغ علوها عن سطح البحر 800 متر
[عدل] الثروة المائية
ملف:Snimghaut503.jpg
تقلب المناخ بالأغواط
تتساقط الأمطار في هذه المنطقة بصفة غير منتظمة تبلغ نسبتها الوسطى (180 مم) سنويا مع حدوث جفاف حاد في بعض السنوات.
كما تهب على المدينة بين الفينة والأخرى بعض الزوابع الرملية تستفحل في
سنوات الجفاف مما أدى إلى تكوين بعض الكثبان الرملية خارجها من الجهة
الشمالية، وقد أزيلت في السنوات الأخيرة، وأقيمت مكانها منشآت عمرانية
وإدارية، ولكن يبدو أنها آخذة في التشكل من جديد، مما يقتضي التعجيل بإنجاز
الحزام الأخضر حول المدينة ولاسيما الناحية الشمالية والشمالية الغربية.
تعتمد المدينة في احتياجاتها من المياه الصالحة للشرب بكشل أساسي على المياه الجوفية المتوفرة في المنطقة بكثرة خاصة مع وجود أكبر سد جوفي في أفريقيا بمنطقة تاجموت القريبة والذي يعد ارثا استعماريا.
ورغم مرور واد مزي بالمدينة إلا أن مياهه غير مستغلة البتة فهو يشكل خطرا حقيقيا كل شتاء لفلاحي منطقة تاونزة القريبة من جراء الفيضانات التي يتسبب فيها كلما هطل المطر لعدم وجود سدود على مجراه.
[عدل] السكان
ملف:Poplagh.IMG 6124.jpeg
سكان مدينة الأغواط
يرجع سكان إقليم الأغواط المحيط بوادي مزي بأصولهم إلى العرب
والأمازيغ (البربر)، وقد دفعت غزوات بني هلال، التي ساندها الفاطميون
وغذوها، قبائل أخرى من الأصول نفسها إلى هذا الإقليم حيث أقامت قرية تسمى
«بن بوتة» كما استقر في المنطقة عشائر من عرب الدواودة وأولاد بوزيَّان
وبعض الذين قدموا إليها من مزاب. وكانت الأغواط تخضع للمغرب أحياناً
وللعثمانيين أحياناً أخرى ثم تقاسمتها جماعتان متقاتلتان من ولد سرّين
وعشائر «حلف» إلى أن استولت عليها فرنسة عام 1852 ووحدتها ثم استردتها
الجزائر عام 1962. يعمل سكانها بالتجارة والزراعة.
ومن أهم معالم مدينة الأغواط الجامع العتيق وحصن سيدي الحاج عيسى ومزاره
والحي القديم وبساتين النخيل وكانت فيها زمن الاستعمار الفرنسي كاتدرائية
ومقر أسقفية الصحراء. وتَـعُدُ هـذه المدينة أكثر من مائة ألف مواطن حيث
بلغ عدد سكانها ال 126618 نسمة حسب تقديرات 2010. وهذا الجدول يبين نتائج
إحصاءات في عهد الجزائر المستقلة :
[1]
[عدل] تاريخ المدينة
تعود نشأة الأغواط إلى عصور قديمة جدا كما تبينه بعض الرسومات الحجرية
التي تعود إلى العصر الحجري الحديث الممتدة بين 09 إلى 06 آلاف سنة قبل
الميلاد وهي موزعة بين البلديات وأثار سيدي مخلوف، الحصابية، الميلق،
الركوسة، الحويطة. فالمعطيات المناخية والنباتية والتضاريسية للأغواط مثلما
ساهمت في تواجد الإنسان
ما قبل التاريخ فقد جلبت إليها النزوحات القبلية القديمة وهذا ما تبينه
البناءات الأثرية من العهد الروماني والبزنطي، اتخذت كتحصينات وأبراج
المراقبة للاقتفاء أثر بعض الحركات المناوئة لها من نوميديا أو بيونوليا
(التسمية الجغرافية للجنوب في التاريخ القديم) في كل من تاجموت والحويطة.
و يذكر المؤرخون أن لهذه المدينة تاريخا عريقا يبدأ مع المعطيات الأولى لإقليم جيتوليا
من العهد الروماني حتى الفتح الإسلامي، فقد سكنت هذه الربوع قبيلة مغراوة
المنتمية إلى زناتة، والثي رفضت الخضوع للسلطة الرومانية والبيزنطية، ولم
تعتنق المسيحية رغم الضغوطات غير أن الوثائق التاريخية لم تحدد بالضبط متى
تأسست، والراجح أن بداية الاستقرار البشري بهذا المكان تعود إلى عصور موغلة
في القدم لتوفر الشروط الضرورية للحياة من مياه، وأراض فلاحية وموقع منيع
ومما يدل على أثر الأمازيغ القدماء بالجهة عدة ألفاظ ما زالت متداولة
فالهضبة التي تقع عليها المدينة القديمة تسمى تزقرارين، ومن أسماء التمور
المعروفة بالواحة نجد: تادالة ء تيزاوتء تيمجوهرت.
ومما أورد ابن خلدون
قوله: "وأما لقواط (هكذا بالقاف) وهم فخذ من مغراوة.... فهم في نواحي
الصحراء ما بين الزاب وجبل راشد، ولهم هناك قصر مشهور بهم فيه فريق من
أعقابهم".
وهناك قول آخر يعزو نشأة هذه المدينة إلى العرب الهلاليين يقول إبراهيم مياسي: "ويمكن ترجيح تأسيس الأغواط إلى السنوات الأولى من قدوم بني هلال سنة 1045 إلى المنطقة.
ويمكننا أن نستنتج من مجموع هذه الآراء أن مدينة الأغواط قد تكون نشأتها
الأولى كتجمع سكاني صغير على يد مغراوة ولما حل الهلاليون بها وسعوا
عمرانها وأعطوها طابعها العربي وأصبحت بلدة تجمع ما بين الحضارة والبداوة
على غرار مختلف المدن والقرى الواقعة في سهوب وصحاري الجزائر والعالم
العربي عامة منذ أقدم العصور.
فقد ربط البدو الرحل علاقات حسن الجوار مع سكان المدينة بحكم القرابات والمصالح.
وكانت القاعدة المرعية هي عدم المس بالبساتين وحقول الحبوب وكذا التنادي للدفاع عن سكان القصر.
وكان التبادل التجاري بالطبع قائماً بين الحضر والبدو والرحل، إذ تقدم
المدينة لهؤلاء المنتوجات الفلاحية والبضائع الاستهلاكية والمنسوجات
والمصنوعات التي يحتاجونها مقابل ما يزودونها به من الحيوانات ومنتوجاتها
المختلفة.
وكان كل من هؤلاء الرحل له قريب أو صديق في القصر يودع لديه مخزونه من
الحبوب والصوف وغيرها من المواد، ويجد عنده الضيافة خاصة أيام الأسواق،
ومنهم من اشترى أو بنى منازل للتخزين أو السكن حسب الحاجة.
وقد كان الكثير من أثرياء المدينة يمتلكون ثروة من المواشي
يودعونها لدى أصدقائهم أو شركائهم الرحل لتنميتها والاتجار بها وهناك
ظاهرة لها علاقة بما سبق ذكره بقيت حتى السبعينات من القرن العشرين تتمثل
في أن كل أسرة
في المدينة تقريبا كانت تمتلك رأسا أو أكثر من الماعز المؤصل للانتفاع بمتوجاتها وكان يتم إخراجها كل يوم للرعي خارج المدينة
ضمن القطيع الذي كانوا يسمونه "الحراق" وهذا ما كان بالإضافة إلى غلة
البساتين من حبوب وخضر وفواكه يمكن سكان المدينة من تحقيق قدر لا بأس به من
الاكتفاء الذاتي.
المواشي
حتى صدر قرار بمنع ذلك في إطار العصرنة والوقاية الصحية ولحماية الأشجار
والمساحات الخضراء وتفادى عرقلة القطيع لحركة المرور المتزايدة أثناء
خروجه صباحا وعودته مساءا في شوارع المدينة.
ويذكر المؤرخون والروايات الشعبية عن سكان الأغواط القدامى بأنهم كانوا
منقسمين إلى فئتن: تسمى الأولى أولاد سرغين ويقيمون في غربي القصر وتسمى
الثانية الأحلاف ويقيمون في شرقهء وعاش الطرفان متفاهمين في أغلب الأحيانء
وتحدث بينهما بعض الخصومات والمناوشات في بعض الأحيان.
وكانا يعينان معا مجلسا لتسيير شؤون المدينة برئاسة شيخ يختار تارة من
الأحلاف وتارة من أولاد سرغين، والجدير بالذكر أن المدينة استقبلت الولي
الصالح سي الحاج عيسى سنة 1698م الذي التف حوله السكان واستطاع أن يضع حدا
للخصومات ويجمع الشمل.
كما أجمع الطرفان في القرن الثامن عشر على تنصيب شيخ يدعى زعنون تميز
بمؤهلات الزعامة لتسيير شؤون المدينة وبقي ذلك في عقبه حتى مجيء الاحتلال
الفرنسي.
وتذكر الروايات التاريخية أن الأغواط القديمة كانت تتكون من مجموعة قصور وأحياء أهمها:
قصر بن بوطة ء بومندالة، نجال، سيدي ميمون، بدلة، قصبة بن فتوح.وهذا بعض التفصيل شيئا ما عن هذه القصور وهي كالآتي :
غرب حي القابو
- مما لا شك فيه أن هذه القصور والقصبات كانت في البداية مستقلة تضم كل
منهاقبيلة أو أكثر يرأس كل منها شيخ لا يربط بينهما سوى علاقة الجوار، لكن
لأسباب أمنية دفعتها للتجمع حول أكبر قصور الأغواط بن بوطة كما ذكرنا
سابقا.
إن تاريخ الأغواط يصبح حقيقيا ابتداءا منذ تاريخ سيدي الحاج عيسى وفي
هذه الفترة الزمنية إستقرت قبيلة الأرباع بالمنطقة، فيقال أن أصل الأرباع
يعود إلى القحطانية اليمنية، اسمها أربعن أو أرباعن وهذا الأجذع الهمذاني
يقول :
أسألتني بركائب ورحالها.... ونسيت قتل فوارس الأرباع.
فالأرباع هي قبيلة يمنية من لخم وجذام. ويقال أن أصل الأرباع يعود إلى
الهلاليين الذين إستقروا في الخط الشمالي من الصحراء ناحية الزيبان ببسكرة
ولما واجهوا مشاكل وحروب مع القبائل كان هذا سنة 1635. هاجروا إلى جبل
بوكحيل بمسعد ولاية الجلفة
وأستقروا به 15 سنة، ثم توجهوا إلى الأغواط واستقروا بها، وكانوا عبارة عن
04 قبائل أو عروش بدوية هم : (العمامرة، الحجاج، أولاد صالح وأولاد زيد
الذين مكثو ببسكرة) أما اليوم فيشكل الأرباع 10 قبائل هم : الحجاج
،العمامرة، الزكازكة، أولاد سيدي سليمان، الحرازلية، أولاد صالح، أولاد
زيان، أولاد سيدي عطا الله، العبابدة صفران، مخاليف الصحراء. قسمت السلطات
الفرنسية القبائل خوفا من امتداد ثورتهم إلى الأغواط.
- ظل هؤلاء العرب الرحل يمارسون تربية المواشي معتمدين على الترحال، كما
أقاموا علاقات اجتماعية طيبة بالمصاهرة والمبادلات التجارية بينهم وبين
سكان قصور منطقة الأغواط، مما سبب ازدهار المنطقة. يتفرعون لأرباع الغرابة
وأرباع الشراقة لكل منها مراعيها وحسب الفصول.
إستقر بعض هذه العروش على حواشي المدينة واختطوا القرى كالعبابدة بالخنق، وعرش الرحمان بقصر الحيران ومنهم من سكان المدينة.
- لقد كان للجانب الديني دورة في تأسيس المدينة، فقد استطاعسيدي الحاج
عيسى أن يجمع القبائل المتناثرة والمتنافرة تحت لوائه، ويصبح بذلك مؤسس
المدينة وحاميها، ومن ذلك الوقت تأسست المجموعتين : الأحلاف وأولاد سرغين.
- الأحلاف تتكون من : أولاد زيد، أولاد سكحال، أولاد سالم، أولاد خريق،
أولاد بوزيان، أولاد زعنون، أولاد عبد الله، المغاربة، حجاج الأغواط سكنوا
الجهة الشرقية من المدينة قصر الأحلاف حاليا زقاق الحجاج وحي الصفاح.
- أولاد سرغين وهم : البدارة، الجماني، أولاد بلعيز، الفليجات سكنوا
الجهة الغربية من المدينة وحاليا قصر أولاد سرغين جزء من الغربية، كل فرقة
ترجع إلى أبرز الشيوخ المؤسسين للتجمعات الأولى ويتفرعون إلى فروع وعلائلات
وكان على رأس
كل مجموعة شيخ يترأسها، ولكل مجموعة مسجد وسوق خاص عاشا متفاهمين في أغلب الأحيان وتحدث بينهما بعض الخصومات والمناوشات.
- قال هاينريش فون مالتسان أثناء رحلته إلى شمال غرب إفريقيا سنة 1862 م
واصفا الطريق اتجاه الأغواط قائلا :" كانت الأغواط منذ القديم مقسمة إلى
حزبين يظل النزاع قائما بينهما... ويتكون هذان الحزبان من الأحلاف وأولاد
سرغين... "
- ومن ما سكن الأغواط : أولاد سيدي الحاج عيسى بالشطيط الشرقى، أولاد
يعقوب قبيلة عمورية من بني سليم، أولاد داود، الجماعات أولاد بخة من ميزاب
من غرداية.تنحدر هذه العائلات من عدة سلالات وقدموا من عدة مناطق.
- أما عن الحماني، البدارة فمنحدرين من قبيلة أغواط كسال، وأولاد سكحال
قدموا من أولاد زيد من الزيبان ببسكرة، الفليجات فيقال أنهم قدموا من أقصى
الشرق الجزائري. أما عن أولاد خريق فقدموا من الشرق الجزائري، أولاد سالم
من القرارة. أولادبوزيان فينتمون إلى حجاج الأغواط، أما المغاربة فهم من
الأشراف جاءوا من الغرب الجزائري من ناحية تلمسان ومنهم أولاد عبد الله,
أولاد نايل ,أولاد سيدي مخلوف.
- منذ سنة 1852 م أثناء فترة الاستعمارية سعت السلطات الفرنسية إلى جلب السكان البدو للأستقرار بالمدينة وأصبحت المدينة تجمع عدة سلالات المشائخ والعائلات والقبائل وأصبحت بذلك منطقة استقرار القبلي.
[عدل] وقـائـع تـاريـخيــة
ملف:Txdt1669.jpg
صورة تاريخية لمدينة الأغواط
[عدل] الاحتلال الفرنسي
ملف:Conlagh185 2.jpg
حصار واحتلال الأغواط 1852
عرفت الأغواط مراحل من المقاومة الشعبية للأمير عبد القادر، الأمير خالد والناصر بن شهرة.
هذا الأخير، لم يكتب عنه الكثير كونه قاد المقاومة في الأغواط التي كانت
في نظر الفرنسيين بوابة لعبور الصحراء لإفريقيا، ترددت فرنسا كثيرا لغزو
الأغواط فبعثت في بادئ الأمر بحامية في ماي 1844 بها 1700 مقاتل اكتشف
أمرها من طرف أمير المقاومة في الصحراء ابن ناصر بن شهرة فأبادها عن آخرها،
لقب من طرف فرنسا بالملثم أو الروجي لأنها لم تعثر له طيلة حياته على صورة
حتى رحل إلى سوريا ومات هناك.
هذه الحادثة جعلت فرنساتتفطن بخطر الصحراء فحضّرت لها حملة تأديبية سنة
1852، يقودها كل من الجنرال بريسي والجنرال ماريموش والجنرال جوسيف
برسنانتي، وكانت الأغواط يحيط بها صور طوله 3 كلم تتلوه قلاع البرج الشرقي
والغربي وقلعة سيدي عبد الله، عرض الصور 1,5 م بارتفاع 4 أمتار وأربعة
أبواب و800 فتحة جعلت للأغراض العسكرية داخله عدد من السكنات قدرت بـ 40
سكن وواحات نخيل يتوسطها واد الخير اختفى حاليا. كانت هناك مقاومة ناجحة
1851 إلى 1852 لولا صراع السكان، صراع بين حميدة والسبايسي عن الجنرال
ماريموش الذي اتفق معه الشيخ أحمد بن سالم على أن لا تدخل الجيوش الفرنسية
إلى الأغواط مقابل دفع جزية ممثلة في ضريبة سنوية حتى 28 أوت 1844 فاندلعت
المقاومة قبل الهجوم الفرنسي المباشر، هذا ما أكده الأستاذ "عطا الله
طالبي" مديرمتحف المجاهد
بالأغواط حسب التقارير الفرنسية التي لم ترتب لغزو الأغواط. استعدت فرنسا
جيدا لضرب الأغواط بقيادة بوسكارين ولادمير وماريموش وجوسيف برايسي، هذا
الأخير أرسل أربع من الجنود ينذر سكان الأغواط بتسليم المدينة، فأقسموا أن
يموتوا تحت أسوارها، فقتلوا جنديين من الأربعة وبتاريخ 04 ديسمبر 1852
تحالف الجنرلات الثالثة، وتم إعلان لاستنفار في شمال الجزائر لضرب الأغواط
بحشود عسكرية قدرت بـ 7375 عسكري إضافة على فرسان حمزة عميل فرنسا وسيدي
الشيخ بـ 1200 بنواحي بريان من الجنوب، وحاصروا المدينة. الجنرال جوسيف من
الشرق أمام ضريح الولي الصالح سيدي الحاج عيسى، والجنرال بريسي من رأس
العيون شمالا، ومن الغرب 3000 جندي، فانقسم الفرسان المقاومون
وسقطت المدينة بتاريخ 04 ديسمبر 1852 باستشهاد ثلثي السكان "2500 شهيد" من
أصل 3500 ساكن، وقتل الجنرال يوسكارين و10 من كبار الضباط الفرنسيين، وبقي
400 ساكن، وهجر نحو الألف. حاول الفرنسيون حرق المدينة، وإبادة البقية
لولا تدخل الجنرال راندو بوجهته الإنسانية أن سكان الأغواط شجعان ودافعوا
عن مدينتهم، وليسوا من الجبناء، لذلك بقي السكان على حالهم. بقيت الجثث
لمدة تفوق 06 أشهر قبل دفنها حتى دفنت كلها ورمت فرنسا ما يقارب 256 جثة في
آبار، وتم حرقهم أحياء حسب ما أدلى به صبحي حسان ابن المنطقة، وهو يدرس في
جامع وهران علم النفس الحربي، حيث مكث في فرنسا 14 سنة مكنته للإطلاع على الأرشيف
الفرنسي بخصوص احتلال الأغواط أن الجيش الفرنسي ارتكب أكبر المجازر
والجرائم، وهذا بمؤلفاتهم وشهاداتهم على أنفسهم، المؤرخون الفرنسيون آنذاك
يعرفون بدقة مواقع هذه المجازر. ويقول ذات المتحدث أن أول معركة وقعت،
أجريت فيها تجربة لسلاح المدفعية بمادة كيمياوية في مدينة الأغواط في 04
ديسمبر 1852 على الساعة 07 صباحا بالهجوم بمدفعية بوضع مادة في ضخيرة
المدفع هذه المادة هي *الكلورفوروم* تؤدي إلى تنويم الناس وشل أعضائهم
بتأثيره على نشاط الدماغ،
وبعد ذلك وضعهم في أكياس وحرقهم أحياءً وهم مخدرين، هذا حسب تقرير الأستاذ
أوكسينال بودانوس إلى قيادة الأركان الفرنسية للماريشال فيالاتيه فيمايخص
التجربة الكيماوية، والتقرير موجود لحد الآن في الأرشيف الفرنسي
ما يقارب 60 صفحة كتبت سنة 1853 لذلك ما زالت المقولة الشعبية الأغواط
"زينة أوفسدها الزيش الفرنسي" لأن الأغواط محطة عبور القادم إليها أثناء
الاحتلال الفرنسي يتأسف بمرارة لما حصل لها.
[عدل] المقاومة في الأغواط
ملف:Fantasy348.jpg
المقاومة في الأغواط
عملت الإدارة الاستعمارية على بث روح النزاع والفرقة بين القادة
والزعماء من القبائل وشيوخ الزوايا مما أدى إلى زعزعة المنطقة ونشوب اضطرا
بات غاية الخطورة في الوقت الذي اشتعل فيه فتيل مقاومة الزعاطشة، وهي كلها
معطيات أقنعت فرنسا بضرورة شن حملة على الاغواط انطلاق من المدية بعد أن
كلفت رسميا الجنرال لادميرول L'ADMIRAULT بالمهمة في ماي 1851.وفي 3 جوان
1851 دخل الطابور الفرنسي الجلفة، واستدعى شيوخ القبائل منهم خليفة الأغواط
والآغا سي الشريف بالأحرش وكان القائد ينوي تعيين ابن ناصر بن شهرة خليفة
على الأغواط عوض أحمد بن سالم غير أن ابن ناصر ظل يرى في فرنسيين غزاة
طامعين ورفض خدمتهم ليلتحق بمحمد بن عبد الله أحد أعلام المقاومة في الجنوب
الجزائري ضد الاحتلال.
إثر عودته إلى الاغواط، كان ابن ناصر بن شهرة قد دخل قصر البلدة، ومن
جانبه أمر الحاكم العام راندون RANDON الجنرال لادميرول في فبراير 1852
بالسير إلى الاغواط في طابور يزيد على 1500 جندي، وكان وصوله أسوار مدينة
في 4 مارس ثم تقدم إلى غاية قصر الحيران دون مواجهة حيث ثبتّ فيها كتيبه من
الجيش وفرقة من الصبايحية ليعود بعدها إلى الأغواط.و رغم ذلك بقيت الإدارة
الاستعمارية متخوفة من رد الفعل الجزائري حتى أنها ارتأت استقدام وحدات
إضافية من الجيش المرابط بتيارت بقيادة الجنرال ديلينيه (Déligny). و من
جانبه سار محمد بن عبد الله إلى نواحي مدينة الاغواط بغرض تأديب القبائل
الرافضة الالتحاق به لكنه سرعان ما تراجع إلى تاجرونة قريبا من منع وادي
زرقون بعد أن بلغه خبر تحرك الجنرال لادميرول كما عمل على حشد المزيد من
رجال القبائل والالتحاق بجيش ابن ناصر بن شهرة من القبائل الأرباع، أولاد
سيدي عطاء الله، وسعيد عتبة، المخادمة ورقلة، شعانبة متليلي، أولاد عامر
بتماسين، أولاد جلاب وأهل ميزاب وقد أثار هذا الحشد تخوفات الفرنسيين ولهذا
أوكلت للضابط " كولينو " COLLINEAU مهمة تجميع فرق الجيش استعدادا
للمواجهة كما لم ينقطع الشريف محمد بن عبد الله عن التردد على الاغواط بهدف
تحسيس وتوعية سكانها فلما علم الجنرال " يوسف بالأمرو ظف كل الأساليب
لاستمالة أهل الأغواط مقابل حياة الشريف لكنه فشل في ذلك وعليه قرر الحاكم
العام التدخل عسكريا لضرب الاغواط وإخضاعها وقد جند لأجل ذلك خمسة طوابير
يقرر أوامرها الجنرال بيليسيي (pellissier). كانت كل هذه الاستعدادات توحي
باقتراب موعد شن الحرب وبالفعل انطلقت المعارك في صبيحة يوم 3 ديسمبر، على
جبهات مختلفة ترمي لإيقاع الاغواط، واستمر الهجوم في اليوم الموالي حيث
استطاعت القوات الفرنسية التمركز في المواقع الحصينة، واتخاذ المسجد مقرا
لغرفة العمليات، وقد أسفرت المواجهة عن مقتل الجنرال بوسكاران فخلفه العقيد
" كلار " بالتنسيق مع الجنرال يوسف لتنفيذ عملية اقتحام المدينة حيث اشتد
الاقتتال في مختلف الأزقة وحتى المنازل كلف الجيش الفرنسي خسائر معتبرة
وأظهر المجاهدون الحنكة والقوة في مقاومتهم، بينما ركزت المدفعية على ضرب
أسوار الاغواط للسماح بتوغل المزيد من العسكر الفرنسي الذين احتلوا أعالي
المدينة، واستمرت المواجهة طويلا لتنتهي بسقوط الاغواط ووقوع مجازر رهيبة
من جراء الأعمال الوحشية التي ارتكبت في حق السكان وعلى جماجم هؤلاء احتفل
بيليسييه بالنصر حيث فرشت الزرابي الفاخرة وسط المدينة وتناول عليها غداءهو
هنأ ضباطه وقام بتعيين العقيد "كلار" قائدا أعلى على الأغواط، بينما
استطاع الناجون من أهل المدينة الانسحاب وعلى رأسهم الشريف محمد بن عبد
الله وابن ناصر بن شهرة ويحي بن معمر والتلي بن لكحل بعد أدركوا أن
المواجهة كانت تفتقر بكثير إلى عنصر التكافؤ العسكري خاصة بالنظر إلى ثقل
حصيلة الضحايا التي تجاوزت 2500 شهيدا، ناهيك عن أعداد الجرحى الذين لم
ا من ملاحقة الجنود الفرنسيين لاستكمال مجازرهم وقد استمر الأمر أزيد
من أسبوع والهدف من ذلك تصفية جيوب المقاومة في مختلف المناطق ومن الجانب
الفرنسي سقط حوالي 60 فتيلا وعلى رأسهم الجنرال " بوسكاران " الذي دفن هناك
وقائد الفيلق موران بالإضافة إلى أعداد هامة من الجرحى.
كان سقوط الأغواط بمثابة انتصار لفرنسا وقد اعتبرته خطوة هامة للتوسع في عمق الصحراء الجزائرية وإخضاعها، فضلا عن أنه يرمي إلى:
[عدل] الجانب الثقافي لمدينة الأغواط
منذ بداية هذا القرن ومع قدوم بعض المصلحين إليها كصحفي والأديب عمر بن
قدور صاحب مجلة الفاروق ومحمد العاصمي ودحمان بن الساسي وقيام بعض من مصلحي
هذه المدينة بإنشاء جمعية خيرية سنة 1920 سهر على افتتاح مدرسة للتعليم
حيث فتحت سنة 1922 تحت تسيير سعيد الزهراوي ثم الشيخ العلامة والفقيه
والمؤرخ والأديب مبارك الميلي حيث كان من حظ هذه المدينة أن نفي إليها ومن آثاره في الأغواط تأليفه لكتاب الجزائر
في القديم والحديث وكذلك مؤلفات أخرى وتكوينه لجيل واصل مسيرته الإصلاحية
كالشيخ أبو بكر الحاج عيسى والشيخ أحمد قصيبة والشيخ الحسين بن زاهية
والشيخ عطاء الله كزواي والشهيد الشيخ أحمد شطة، هذا الجيل بدوره كان
أعضاؤه منشطين لجمعية علماء المسلمين بالمنطقة وواصلوا مشوار التعليم فيه
حيث تخرج على أيديهم مئات الشباب المتشبعين بالروح الوطنية والثقافية
العربية الإسلامية، فكانوا من الأوائل الذين أنشأوا فريق الكشافة الإسلامية
على المستوى الوطني (فوج الرجاء) بالإضافة إلى عدد من النوادي الثقافية
والفرق الموسيقية والرياضية العاملة في إطار الحركات الوطنية.
على الكثير من الخيرات تشتهر بالنخيل وببساتينها الضاربة في جذور التاريخ
وأهل الأغواط من أشد الناس كرما، وأول نشأتها كانت على هضبات عرفت
بتزقرارين، أما بساتينها وأراضيها الفلاحية فبعضها يقع شمال تلك الهضاب،
ويسمى الآن بالواحات الشمالية وبعضها الآخر يقع جنوبها ويسمى الواحات
الجنوبية ويمتد خارج الواحاتين سهلان كانا يستغلان في زراعه الحبوب
مسمى الأول الضاية القبليه (الجنوبية) ويسمى الثاني الضاية الغريبة.تتميز
المدينة بطابعها العربي الأصيل الذي يعود إلى مؤسسي المدينة العرب
الهلالين -على أنقاض المدينة الأمازيغية المندثرة- خلال العصور الوسطى في
القرن ال11 م، ولحسن حظ المدينة أن المستعمر الفرنسي قرر أن يجعلها منطقة
ذات حكم عسكري فاكتفى ببناء الثكنات ولم يتدخل في المعمار كثيرا.
تقع على خط الطول 2درجة و55دقيقة شرقاً وخط العرض 33درجة و48دقيقة
شمالاً. ويخترق المدينة وادي مزي الذي يتكون عند جبل العمور ويجري باتجاه
الشرق. تقوم المدينة
فوق تلين متفرعين من جبل تيزيغرارين (وهو آخر امتداد لجبال الأطلس
الصحراوية) ويقسمانها قسمين: قديم وحديث، وتقوم الأحياء الحديثة فوق التل
الجنوبي وفيها مباني الحكومة ومنشآت عسكرية، أما القسم القديم فيحتل التل
الشمالي وما يزال يحتفظ بطابعه وأسلوب عمارته الصحراوي. وتنتشر بساتين النخيل والأشجار المثمرة جنوب المدينة وشرقها وعلى جانبي وادي مزي الذي يدعى وادي جدي في مجراه الأسفل بنواحي بسكرة،
وقد أقيمت سدود ثلاثة على هذا الوادي لري البساتين والأراضي الزراعية التي
تنتج التمور والفواكه والخضر والحبوب. وتمنح البساتين الواحة منظراً
فريداً لوقوعها على الشريط الذي تلتقي فيه الصحراء في الجنوب مع جبال الأطلس الصحراوية عند الطريق الذي يربط مدينة الجزائر
بوسط إفريقية، ومساحة الواحة 253 هكتاراً، وهذه البساتين هي سبب تسميتها
بالأغواط (جمع غوطة أي المطمئن من الأرض ومجتمع النبات والماء)، وكل
البساتين في الأغواط أملاك خاصة ومتداخلة تداخلاً كثيفاً، وتتخللها دروب
ريفية متشابكة ومعظمها مروي بشبكة من القنوات الصغيرة تعرف بالسواقي.[1]
إن وقوع الأغواط على ملتقى الطرق التي تتفرع نحو الغرب إلى أولاد سيدي الشيخ، وإلى الجنوب نحو مزاب وورغلة (ورقلة)، وإلى الشرق نحو الزيبان وبسكرة، وإلى الشمال نحو وهران وقسنطينة
جعل منها مركزاً تجارياً مهماً. تشتهر المدينة باحياءها القديمة كزقاق
الحجاج، القابو، الصوادق، الزبارة، قصر البزائم، قصر الفروج -الصــادقيـة-،
قصر المغدر -المقدر-، الشطيط، المقطع، القواطين، الضلعة،
الغربية-القربية-، زقاق بلهــروي، زقاق الطاقة وباب الربط، بالإضافة إلى
ساحتها الشهيرة رحبة الزيتون وجنان البايلك.
وكذا أحياءها العريقة كالمعمورة، وسط المدينة -البلاد-، الواحات
الشمالية ،حي 330 سكن، حي450 سكن، المقام وأحياء المصالحة، الوئام....
ألقابها
لقبت المدينة والمنطقة ككل بعدة ألقاب منها عاصمة السهوب وهو اللقب
الشائع بالإضافة إلى بوابة الصحراء، لغواط المعلوم وملتقى الجبال
والوديان....
[عدل] الموقع والطبيعة
عاصمة السهوب الأغواط : واحة جنوب الجزائر وتبعد عن الجزائر العاصمة
بحوالي 400 كلم حيث تصطف بساتينها ومبانيها على ضفة "واد مزي" الذي يأخذ
مجراه من جبال العمور غربًا ويتوجه نحو الشرق حيث يحمل اسمًا آخر هو واد
"جدي" مارًا بعدد من واحات الزيبان إلى أن يصب في شط ملغيغ. وتمتد بساتينها
ومبانيها ومساجدها العتيقة عبر سهوب واسعة وجبال شامخة ومراعي خضراء.
[عدل] معطيات جغرافية
ملف:LaghS30092.JPG
من مدينة الأغواط
أما موقعها الفلكي فهي تقع شمالا على خط عرض 33,5 وعلى خط طول حوالي
3شرقا. أما ارتفاعها عن سطح البحر فيبلغ 750م على السفوح الجنوبية للأطلس الصحراوي.
وأول نشأتها كانت على هضبات عرفت بتزقرارين، أما بساتينها وأراضيها الفلاحية فبعضها يقع شمال تلك الهضاب،
ويسمى الآن بالواحة الشمالية وبعضها الآخر يقع جنوبها ويسمى الواحة
الجنوبية ويمتد خارج الواحتين سهلان كانا يستغلان في زراعه الحبوب مسمى
الأول الضاية القبلية (الجنوبية) ويسمى الثاني الضاية الغريبة. وقد كانا
كلما هطلت الأمطار بالجهة عرضة لفيضان وادي مساعد الذي تغمرهما مياهه.
و الزائر لمدينة الأغواط يلاحظ وجود واضح للجبال في بانوراما المدينة إذ
تفرض وجودها في المشهد اليومي للسكان. و من البارز أيضا في جغرافية
المدينة هو واد مزي الذي يحدها شرق فاصلا بذلك المدينة على منطقة البرج
السنوسي التي تعد منطقة فلاحية كما أنها تضم حيا سكنيا فيما يشبه القرية إذ
يحسب هذا الحي كحي من أحياء الأغواط رغم أنه يبعد بحوالي 5 كم منها بسبب
الواد.
[عدل] المناخ
شبه قاري يتميز بالحرارة صيفا والبرودة شتاءا مع تساقط قوي للجليد خلال شهري ديسمبر وجانفي.مع سقوط الثلوج ببعض المناطق التي تبلغ علوها عن سطح البحر 800 متر
[عدل] الثروة المائية
ملف:Snimghaut503.jpg
تقلب المناخ بالأغواط
تتساقط الأمطار في هذه المنطقة بصفة غير منتظمة تبلغ نسبتها الوسطى (180 مم) سنويا مع حدوث جفاف حاد في بعض السنوات.
كما تهب على المدينة بين الفينة والأخرى بعض الزوابع الرملية تستفحل في
سنوات الجفاف مما أدى إلى تكوين بعض الكثبان الرملية خارجها من الجهة
الشمالية، وقد أزيلت في السنوات الأخيرة، وأقيمت مكانها منشآت عمرانية
وإدارية، ولكن يبدو أنها آخذة في التشكل من جديد، مما يقتضي التعجيل بإنجاز
الحزام الأخضر حول المدينة ولاسيما الناحية الشمالية والشمالية الغربية.
تعتمد المدينة في احتياجاتها من المياه الصالحة للشرب بكشل أساسي على المياه الجوفية المتوفرة في المنطقة بكثرة خاصة مع وجود أكبر سد جوفي في أفريقيا بمنطقة تاجموت القريبة والذي يعد ارثا استعماريا.
ورغم مرور واد مزي بالمدينة إلا أن مياهه غير مستغلة البتة فهو يشكل خطرا حقيقيا كل شتاء لفلاحي منطقة تاونزة القريبة من جراء الفيضانات التي يتسبب فيها كلما هطل المطر لعدم وجود سدود على مجراه.
[عدل] السكان
ملف:Poplagh.IMG 6124.jpeg
سكان مدينة الأغواط
يرجع سكان إقليم الأغواط المحيط بوادي مزي بأصولهم إلى العرب
والأمازيغ (البربر)، وقد دفعت غزوات بني هلال، التي ساندها الفاطميون
وغذوها، قبائل أخرى من الأصول نفسها إلى هذا الإقليم حيث أقامت قرية تسمى
«بن بوتة» كما استقر في المنطقة عشائر من عرب الدواودة وأولاد بوزيَّان
وبعض الذين قدموا إليها من مزاب. وكانت الأغواط تخضع للمغرب أحياناً
وللعثمانيين أحياناً أخرى ثم تقاسمتها جماعتان متقاتلتان من ولد سرّين
وعشائر «حلف» إلى أن استولت عليها فرنسة عام 1852 ووحدتها ثم استردتها
الجزائر عام 1962. يعمل سكانها بالتجارة والزراعة.
ومن أهم معالم مدينة الأغواط الجامع العتيق وحصن سيدي الحاج عيسى ومزاره
والحي القديم وبساتين النخيل وكانت فيها زمن الاستعمار الفرنسي كاتدرائية
ومقر أسقفية الصحراء. وتَـعُدُ هـذه المدينة أكثر من مائة ألف مواطن حيث
بلغ عدد سكانها ال 126618 نسمة حسب تقديرات 2010. وهذا الجدول يبين نتائج
إحصاءات في عهد الجزائر المستقلة :
عدد السكان | 42186 | 69435 | 96342 | 126618 |
[عدل] تاريخ المدينة
تعود نشأة الأغواط إلى عصور قديمة جدا كما تبينه بعض الرسومات الحجرية
التي تعود إلى العصر الحجري الحديث الممتدة بين 09 إلى 06 آلاف سنة قبل
الميلاد وهي موزعة بين البلديات وأثار سيدي مخلوف، الحصابية، الميلق،
الركوسة، الحويطة. فالمعطيات المناخية والنباتية والتضاريسية للأغواط مثلما
ساهمت في تواجد الإنسان
ما قبل التاريخ فقد جلبت إليها النزوحات القبلية القديمة وهذا ما تبينه
البناءات الأثرية من العهد الروماني والبزنطي، اتخذت كتحصينات وأبراج
المراقبة للاقتفاء أثر بعض الحركات المناوئة لها من نوميديا أو بيونوليا
(التسمية الجغرافية للجنوب في التاريخ القديم) في كل من تاجموت والحويطة.
و يذكر المؤرخون أن لهذه المدينة تاريخا عريقا يبدأ مع المعطيات الأولى لإقليم جيتوليا
من العهد الروماني حتى الفتح الإسلامي، فقد سكنت هذه الربوع قبيلة مغراوة
المنتمية إلى زناتة، والثي رفضت الخضوع للسلطة الرومانية والبيزنطية، ولم
تعتنق المسيحية رغم الضغوطات غير أن الوثائق التاريخية لم تحدد بالضبط متى
تأسست، والراجح أن بداية الاستقرار البشري بهذا المكان تعود إلى عصور موغلة
في القدم لتوفر الشروط الضرورية للحياة من مياه، وأراض فلاحية وموقع منيع
ومما يدل على أثر الأمازيغ القدماء بالجهة عدة ألفاظ ما زالت متداولة
فالهضبة التي تقع عليها المدينة القديمة تسمى تزقرارين، ومن أسماء التمور
المعروفة بالواحة نجد: تادالة ء تيزاوتء تيمجوهرت.
ومما أورد ابن خلدون
قوله: "وأما لقواط (هكذا بالقاف) وهم فخذ من مغراوة.... فهم في نواحي
الصحراء ما بين الزاب وجبل راشد، ولهم هناك قصر مشهور بهم فيه فريق من
أعقابهم".
وهناك قول آخر يعزو نشأة هذه المدينة إلى العرب الهلاليين يقول إبراهيم مياسي: "ويمكن ترجيح تأسيس الأغواط إلى السنوات الأولى من قدوم بني هلال سنة 1045 إلى المنطقة.
ويمكننا أن نستنتج من مجموع هذه الآراء أن مدينة الأغواط قد تكون نشأتها
الأولى كتجمع سكاني صغير على يد مغراوة ولما حل الهلاليون بها وسعوا
عمرانها وأعطوها طابعها العربي وأصبحت بلدة تجمع ما بين الحضارة والبداوة
على غرار مختلف المدن والقرى الواقعة في سهوب وصحاري الجزائر والعالم
العربي عامة منذ أقدم العصور.
فقد ربط البدو الرحل علاقات حسن الجوار مع سكان المدينة بحكم القرابات والمصالح.
وكانت القاعدة المرعية هي عدم المس بالبساتين وحقول الحبوب وكذا التنادي للدفاع عن سكان القصر.
وكان التبادل التجاري بالطبع قائماً بين الحضر والبدو والرحل، إذ تقدم
المدينة لهؤلاء المنتوجات الفلاحية والبضائع الاستهلاكية والمنسوجات
والمصنوعات التي يحتاجونها مقابل ما يزودونها به من الحيوانات ومنتوجاتها
المختلفة.
وكان كل من هؤلاء الرحل له قريب أو صديق في القصر يودع لديه مخزونه من
الحبوب والصوف وغيرها من المواد، ويجد عنده الضيافة خاصة أيام الأسواق،
ومنهم من اشترى أو بنى منازل للتخزين أو السكن حسب الحاجة.
وقد كان الكثير من أثرياء المدينة يمتلكون ثروة من المواشي
يودعونها لدى أصدقائهم أو شركائهم الرحل لتنميتها والاتجار بها وهناك
ظاهرة لها علاقة بما سبق ذكره بقيت حتى السبعينات من القرن العشرين تتمثل
في أن كل أسرة
في المدينة تقريبا كانت تمتلك رأسا أو أكثر من الماعز المؤصل للانتفاع بمتوجاتها وكان يتم إخراجها كل يوم للرعي خارج المدينة
ضمن القطيع الذي كانوا يسمونه "الحراق" وهذا ما كان بالإضافة إلى غلة
البساتين من حبوب وخضر وفواكه يمكن سكان المدينة من تحقيق قدر لا بأس به من
الاكتفاء الذاتي.
المواشي
حتى صدر قرار بمنع ذلك في إطار العصرنة والوقاية الصحية ولحماية الأشجار
والمساحات الخضراء وتفادى عرقلة القطيع لحركة المرور المتزايدة أثناء
خروجه صباحا وعودته مساءا في شوارع المدينة.
ويذكر المؤرخون والروايات الشعبية عن سكان الأغواط القدامى بأنهم كانوا
منقسمين إلى فئتن: تسمى الأولى أولاد سرغين ويقيمون في غربي القصر وتسمى
الثانية الأحلاف ويقيمون في شرقهء وعاش الطرفان متفاهمين في أغلب الأحيانء
وتحدث بينهما بعض الخصومات والمناوشات في بعض الأحيان.
وكانا يعينان معا مجلسا لتسيير شؤون المدينة برئاسة شيخ يختار تارة من
الأحلاف وتارة من أولاد سرغين، والجدير بالذكر أن المدينة استقبلت الولي
الصالح سي الحاج عيسى سنة 1698م الذي التف حوله السكان واستطاع أن يضع حدا
للخصومات ويجمع الشمل.
كما أجمع الطرفان في القرن الثامن عشر على تنصيب شيخ يدعى زعنون تميز
بمؤهلات الزعامة لتسيير شؤون المدينة وبقي ذلك في عقبه حتى مجيء الاحتلال
الفرنسي.
وتذكر الروايات التاريخية أن الأغواط القديمة كانت تتكون من مجموعة قصور وأحياء أهمها:
قصر بن بوطة ء بومندالة، نجال، سيدي ميمون، بدلة، قصبة بن فتوح.وهذا بعض التفصيل شيئا ما عن هذه القصور وهي كالآتي :
غرب حي القابو
- قصر ندجال لأولاد بوزيان.
- قصرسيدي ميمون لأولاد بوزيان
- قصر بومندال لأولاد بوراس من شمال بسكرة في الوحات الجنوبية الشطيط حاليا.
- قصبة بن فتوح في الجهة المقابلة لوادي مزي (سيدي حكوم) لأولاد يوسف.
- قصر بدلة لأولاد يوسف في الواحات الشمالية (أولاد يوسف ذي الأصل المزابي الذين أسسوا قصر تاجموت حوالي سنة 1666)
- مما لا شك فيه أن هذه القصور والقصبات كانت في البداية مستقلة تضم كل
منهاقبيلة أو أكثر يرأس كل منها شيخ لا يربط بينهما سوى علاقة الجوار، لكن
لأسباب أمنية دفعتها للتجمع حول أكبر قصور الأغواط بن بوطة كما ذكرنا
سابقا.
إن تاريخ الأغواط يصبح حقيقيا ابتداءا منذ تاريخ سيدي الحاج عيسى وفي
هذه الفترة الزمنية إستقرت قبيلة الأرباع بالمنطقة، فيقال أن أصل الأرباع
يعود إلى القحطانية اليمنية، اسمها أربعن أو أرباعن وهذا الأجذع الهمذاني
يقول :
أسألتني بركائب ورحالها.... ونسيت قتل فوارس الأرباع.
فالأرباع هي قبيلة يمنية من لخم وجذام. ويقال أن أصل الأرباع يعود إلى
الهلاليين الذين إستقروا في الخط الشمالي من الصحراء ناحية الزيبان ببسكرة
ولما واجهوا مشاكل وحروب مع القبائل كان هذا سنة 1635. هاجروا إلى جبل
بوكحيل بمسعد ولاية الجلفة
وأستقروا به 15 سنة، ثم توجهوا إلى الأغواط واستقروا بها، وكانوا عبارة عن
04 قبائل أو عروش بدوية هم : (العمامرة، الحجاج، أولاد صالح وأولاد زيد
الذين مكثو ببسكرة) أما اليوم فيشكل الأرباع 10 قبائل هم : الحجاج
،العمامرة، الزكازكة، أولاد سيدي سليمان، الحرازلية، أولاد صالح، أولاد
زيان، أولاد سيدي عطا الله، العبابدة صفران، مخاليف الصحراء. قسمت السلطات
الفرنسية القبائل خوفا من امتداد ثورتهم إلى الأغواط.
- ظل هؤلاء العرب الرحل يمارسون تربية المواشي معتمدين على الترحال، كما
أقاموا علاقات اجتماعية طيبة بالمصاهرة والمبادلات التجارية بينهم وبين
سكان قصور منطقة الأغواط، مما سبب ازدهار المنطقة. يتفرعون لأرباع الغرابة
وأرباع الشراقة لكل منها مراعيها وحسب الفصول.
إستقر بعض هذه العروش على حواشي المدينة واختطوا القرى كالعبابدة بالخنق، وعرش الرحمان بقصر الحيران ومنهم من سكان المدينة.
- لقد كان للجانب الديني دورة في تأسيس المدينة، فقد استطاعسيدي الحاج
عيسى أن يجمع القبائل المتناثرة والمتنافرة تحت لوائه، ويصبح بذلك مؤسس
المدينة وحاميها، ومن ذلك الوقت تأسست المجموعتين : الأحلاف وأولاد سرغين.
- الأحلاف تتكون من : أولاد زيد، أولاد سكحال، أولاد سالم، أولاد خريق،
أولاد بوزيان، أولاد زعنون، أولاد عبد الله، المغاربة، حجاج الأغواط سكنوا
الجهة الشرقية من المدينة قصر الأحلاف حاليا زقاق الحجاج وحي الصفاح.
- أولاد سرغين وهم : البدارة، الجماني، أولاد بلعيز، الفليجات سكنوا
الجهة الغربية من المدينة وحاليا قصر أولاد سرغين جزء من الغربية، كل فرقة
ترجع إلى أبرز الشيوخ المؤسسين للتجمعات الأولى ويتفرعون إلى فروع وعلائلات
وكان على رأس
كل مجموعة شيخ يترأسها، ولكل مجموعة مسجد وسوق خاص عاشا متفاهمين في أغلب الأحيان وتحدث بينهما بعض الخصومات والمناوشات.
- قال هاينريش فون مالتسان أثناء رحلته إلى شمال غرب إفريقيا سنة 1862 م
واصفا الطريق اتجاه الأغواط قائلا :" كانت الأغواط منذ القديم مقسمة إلى
حزبين يظل النزاع قائما بينهما... ويتكون هذان الحزبان من الأحلاف وأولاد
سرغين... "
- ومن ما سكن الأغواط : أولاد سيدي الحاج عيسى بالشطيط الشرقى، أولاد
يعقوب قبيلة عمورية من بني سليم، أولاد داود، الجماعات أولاد بخة من ميزاب
من غرداية.تنحدر هذه العائلات من عدة سلالات وقدموا من عدة مناطق.
- أما عن الحماني، البدارة فمنحدرين من قبيلة أغواط كسال، وأولاد سكحال
قدموا من أولاد زيد من الزيبان ببسكرة، الفليجات فيقال أنهم قدموا من أقصى
الشرق الجزائري. أما عن أولاد خريق فقدموا من الشرق الجزائري، أولاد سالم
من القرارة. أولادبوزيان فينتمون إلى حجاج الأغواط، أما المغاربة فهم من
الأشراف جاءوا من الغرب الجزائري من ناحية تلمسان ومنهم أولاد عبد الله,
أولاد نايل ,أولاد سيدي مخلوف.
- منذ سنة 1852 م أثناء فترة الاستعمارية سعت السلطات الفرنسية إلى جلب السكان البدو للأستقرار بالمدينة وأصبحت المدينة تجمع عدة سلالات المشائخ والعائلات والقبائل وأصبحت بذلك منطقة استقرار القبلي.
[عدل] وقـائـع تـاريـخيــة
ملف:Txdt1669.jpg
صورة تاريخية لمدينة الأغواط
- 1518 مع دخول الأتراك إلى الجزائر أصبحت المدينة تابعة لباي تيطري (المدية).
- 1662 استقرار الوالي الصالح سيدي الحاج عيسى بالأغواط قادما من تلمسان.
- 1737 وفاة سيدي الحاج عيسى ومولد الصالح سيدي أحمد التجاني في عين ماضي.
- 1784 دخول الباي محمد الكردي - باي وهران - على الأغواط.
- 1815 وفاة سيدي أحمد التجاني مؤسس الطريقة التجانية التي نشرت الإسلام
في إفريقيا وفي كثير من مدن العالم حيث يوجد أكثر من 100 مليون من أتباعها. - 1829 استقرار الوالي الصالح والمقدم الطريقة الشاذلية سيدي موسى بن حسن الشاذلي بالأغواط.
- 1835 في بداية السنة يزحف جيش من قبائل الأغواط ونواحيها وأعراش أولاد
نايل إلى العاصمة لتحريرها ووصلوا إلى مشارف البليدة ورجعوا بعد أن عقدت
فرنسا الهدنة مع الأمير عبد القادر وأصبحت البليدة تحت يده. - 1849 استشهاد سيدي موسى بن حسن ورفاقه من الأغواط في ثورة الزعاطشة ببسكرة.
- 1852 في 21 نوفمبر بدأت معركة الأغواط مع فرنسا وسقطت مدينة الأغواط في
04 ديسمبر 1852 (أو كما يسمى عام الخلية الذي سقط فيه أكثر من نصف سكان
المدينة). - 1875 خروج الشيخ بن ناصر بن شهرة إلى الشام مرورا بتونس حيث التحق بالأمير عبد القادر وبقي هناك إلى أن وافته المنية ودفن في سوريا بعد أن قضى 25 سنة في محاربة الاستعمار الفرنسي حيث شارك في جل الثورات الشعبية منها:
- ثورة الشيخ بوعمامة بالبيض.
- ثورة الشريف بن عبد الله في ورقلة ومتليلي.
- ثورة بوشوشة وثورة محي الدين ابن الأمير عبد القادر.
- ثورة المقراني في بلاد القبائل.و لم يضع السلاح إلا بعد أن انتهت كل الثورات الشعبية وعمره يزيد عن السبعين عاما.
[عدل] الاحتلال الفرنسي
ملف:Conlagh185 2.jpg
حصار واحتلال الأغواط 1852
عرفت الأغواط مراحل من المقاومة الشعبية للأمير عبد القادر، الأمير خالد والناصر بن شهرة.
هذا الأخير، لم يكتب عنه الكثير كونه قاد المقاومة في الأغواط التي كانت
في نظر الفرنسيين بوابة لعبور الصحراء لإفريقيا، ترددت فرنسا كثيرا لغزو
الأغواط فبعثت في بادئ الأمر بحامية في ماي 1844 بها 1700 مقاتل اكتشف
أمرها من طرف أمير المقاومة في الصحراء ابن ناصر بن شهرة فأبادها عن آخرها،
لقب من طرف فرنسا بالملثم أو الروجي لأنها لم تعثر له طيلة حياته على صورة
حتى رحل إلى سوريا ومات هناك.
هذه الحادثة جعلت فرنساتتفطن بخطر الصحراء فحضّرت لها حملة تأديبية سنة
1852، يقودها كل من الجنرال بريسي والجنرال ماريموش والجنرال جوسيف
برسنانتي، وكانت الأغواط يحيط بها صور طوله 3 كلم تتلوه قلاع البرج الشرقي
والغربي وقلعة سيدي عبد الله، عرض الصور 1,5 م بارتفاع 4 أمتار وأربعة
أبواب و800 فتحة جعلت للأغراض العسكرية داخله عدد من السكنات قدرت بـ 40
سكن وواحات نخيل يتوسطها واد الخير اختفى حاليا. كانت هناك مقاومة ناجحة
1851 إلى 1852 لولا صراع السكان، صراع بين حميدة والسبايسي عن الجنرال
ماريموش الذي اتفق معه الشيخ أحمد بن سالم على أن لا تدخل الجيوش الفرنسية
إلى الأغواط مقابل دفع جزية ممثلة في ضريبة سنوية حتى 28 أوت 1844 فاندلعت
المقاومة قبل الهجوم الفرنسي المباشر، هذا ما أكده الأستاذ "عطا الله
طالبي" مديرمتحف المجاهد
بالأغواط حسب التقارير الفرنسية التي لم ترتب لغزو الأغواط. استعدت فرنسا
جيدا لضرب الأغواط بقيادة بوسكارين ولادمير وماريموش وجوسيف برايسي، هذا
الأخير أرسل أربع من الجنود ينذر سكان الأغواط بتسليم المدينة، فأقسموا أن
يموتوا تحت أسوارها، فقتلوا جنديين من الأربعة وبتاريخ 04 ديسمبر 1852
تحالف الجنرلات الثالثة، وتم إعلان لاستنفار في شمال الجزائر لضرب الأغواط
بحشود عسكرية قدرت بـ 7375 عسكري إضافة على فرسان حمزة عميل فرنسا وسيدي
الشيخ بـ 1200 بنواحي بريان من الجنوب، وحاصروا المدينة. الجنرال جوسيف من
الشرق أمام ضريح الولي الصالح سيدي الحاج عيسى، والجنرال بريسي من رأس
العيون شمالا، ومن الغرب 3000 جندي، فانقسم الفرسان المقاومون
وسقطت المدينة بتاريخ 04 ديسمبر 1852 باستشهاد ثلثي السكان "2500 شهيد" من
أصل 3500 ساكن، وقتل الجنرال يوسكارين و10 من كبار الضباط الفرنسيين، وبقي
400 ساكن، وهجر نحو الألف. حاول الفرنسيون حرق المدينة، وإبادة البقية
لولا تدخل الجنرال راندو بوجهته الإنسانية أن سكان الأغواط شجعان ودافعوا
عن مدينتهم، وليسوا من الجبناء، لذلك بقي السكان على حالهم. بقيت الجثث
لمدة تفوق 06 أشهر قبل دفنها حتى دفنت كلها ورمت فرنسا ما يقارب 256 جثة في
آبار، وتم حرقهم أحياء حسب ما أدلى به صبحي حسان ابن المنطقة، وهو يدرس في
جامع وهران علم النفس الحربي، حيث مكث في فرنسا 14 سنة مكنته للإطلاع على الأرشيف
الفرنسي بخصوص احتلال الأغواط أن الجيش الفرنسي ارتكب أكبر المجازر
والجرائم، وهذا بمؤلفاتهم وشهاداتهم على أنفسهم، المؤرخون الفرنسيون آنذاك
يعرفون بدقة مواقع هذه المجازر. ويقول ذات المتحدث أن أول معركة وقعت،
أجريت فيها تجربة لسلاح المدفعية بمادة كيمياوية في مدينة الأغواط في 04
ديسمبر 1852 على الساعة 07 صباحا بالهجوم بمدفعية بوضع مادة في ضخيرة
المدفع هذه المادة هي *الكلورفوروم* تؤدي إلى تنويم الناس وشل أعضائهم
بتأثيره على نشاط الدماغ،
وبعد ذلك وضعهم في أكياس وحرقهم أحياءً وهم مخدرين، هذا حسب تقرير الأستاذ
أوكسينال بودانوس إلى قيادة الأركان الفرنسية للماريشال فيالاتيه فيمايخص
التجربة الكيماوية، والتقرير موجود لحد الآن في الأرشيف الفرنسي
ما يقارب 60 صفحة كتبت سنة 1853 لذلك ما زالت المقولة الشعبية الأغواط
"زينة أوفسدها الزيش الفرنسي" لأن الأغواط محطة عبور القادم إليها أثناء
الاحتلال الفرنسي يتأسف بمرارة لما حصل لها.
[عدل] المقاومة في الأغواط
ملف:Fantasy348.jpg
المقاومة في الأغواط
- ظروف مقاومة مدينة الأغواط:
عملت الإدارة الاستعمارية على بث روح النزاع والفرقة بين القادة
والزعماء من القبائل وشيوخ الزوايا مما أدى إلى زعزعة المنطقة ونشوب اضطرا
بات غاية الخطورة في الوقت الذي اشتعل فيه فتيل مقاومة الزعاطشة، وهي كلها
معطيات أقنعت فرنسا بضرورة شن حملة على الاغواط انطلاق من المدية بعد أن
كلفت رسميا الجنرال لادميرول L'ADMIRAULT بالمهمة في ماي 1851.وفي 3 جوان
1851 دخل الطابور الفرنسي الجلفة، واستدعى شيوخ القبائل منهم خليفة الأغواط
والآغا سي الشريف بالأحرش وكان القائد ينوي تعيين ابن ناصر بن شهرة خليفة
على الأغواط عوض أحمد بن سالم غير أن ابن ناصر ظل يرى في فرنسيين غزاة
طامعين ورفض خدمتهم ليلتحق بمحمد بن عبد الله أحد أعلام المقاومة في الجنوب
الجزائري ضد الاحتلال.
- سقوط المدينة:
إثر عودته إلى الاغواط، كان ابن ناصر بن شهرة قد دخل قصر البلدة، ومن
جانبه أمر الحاكم العام راندون RANDON الجنرال لادميرول في فبراير 1852
بالسير إلى الاغواط في طابور يزيد على 1500 جندي، وكان وصوله أسوار مدينة
في 4 مارس ثم تقدم إلى غاية قصر الحيران دون مواجهة حيث ثبتّ فيها كتيبه من
الجيش وفرقة من الصبايحية ليعود بعدها إلى الأغواط.و رغم ذلك بقيت الإدارة
الاستعمارية متخوفة من رد الفعل الجزائري حتى أنها ارتأت استقدام وحدات
إضافية من الجيش المرابط بتيارت بقيادة الجنرال ديلينيه (Déligny). و من
جانبه سار محمد بن عبد الله إلى نواحي مدينة الاغواط بغرض تأديب القبائل
الرافضة الالتحاق به لكنه سرعان ما تراجع إلى تاجرونة قريبا من منع وادي
زرقون بعد أن بلغه خبر تحرك الجنرال لادميرول كما عمل على حشد المزيد من
رجال القبائل والالتحاق بجيش ابن ناصر بن شهرة من القبائل الأرباع، أولاد
سيدي عطاء الله، وسعيد عتبة، المخادمة ورقلة، شعانبة متليلي، أولاد عامر
بتماسين، أولاد جلاب وأهل ميزاب وقد أثار هذا الحشد تخوفات الفرنسيين ولهذا
أوكلت للضابط " كولينو " COLLINEAU مهمة تجميع فرق الجيش استعدادا
للمواجهة كما لم ينقطع الشريف محمد بن عبد الله عن التردد على الاغواط بهدف
تحسيس وتوعية سكانها فلما علم الجنرال " يوسف بالأمرو ظف كل الأساليب
لاستمالة أهل الأغواط مقابل حياة الشريف لكنه فشل في ذلك وعليه قرر الحاكم
العام التدخل عسكريا لضرب الاغواط وإخضاعها وقد جند لأجل ذلك خمسة طوابير
يقرر أوامرها الجنرال بيليسيي (pellissier). كانت كل هذه الاستعدادات توحي
باقتراب موعد شن الحرب وبالفعل انطلقت المعارك في صبيحة يوم 3 ديسمبر، على
جبهات مختلفة ترمي لإيقاع الاغواط، واستمر الهجوم في اليوم الموالي حيث
استطاعت القوات الفرنسية التمركز في المواقع الحصينة، واتخاذ المسجد مقرا
لغرفة العمليات، وقد أسفرت المواجهة عن مقتل الجنرال بوسكاران فخلفه العقيد
" كلار " بالتنسيق مع الجنرال يوسف لتنفيذ عملية اقتحام المدينة حيث اشتد
الاقتتال في مختلف الأزقة وحتى المنازل كلف الجيش الفرنسي خسائر معتبرة
وأظهر المجاهدون الحنكة والقوة في مقاومتهم، بينما ركزت المدفعية على ضرب
أسوار الاغواط للسماح بتوغل المزيد من العسكر الفرنسي الذين احتلوا أعالي
المدينة، واستمرت المواجهة طويلا لتنتهي بسقوط الاغواط ووقوع مجازر رهيبة
من جراء الأعمال الوحشية التي ارتكبت في حق السكان وعلى جماجم هؤلاء احتفل
بيليسييه بالنصر حيث فرشت الزرابي الفاخرة وسط المدينة وتناول عليها غداءهو
هنأ ضباطه وقام بتعيين العقيد "كلار" قائدا أعلى على الأغواط، بينما
استطاع الناجون من أهل المدينة الانسحاب وعلى رأسهم الشريف محمد بن عبد
الله وابن ناصر بن شهرة ويحي بن معمر والتلي بن لكحل بعد أدركوا أن
المواجهة كانت تفتقر بكثير إلى عنصر التكافؤ العسكري خاصة بالنظر إلى ثقل
حصيلة الضحايا التي تجاوزت 2500 شهيدا، ناهيك عن أعداد الجرحى الذين لم
ا من ملاحقة الجنود الفرنسيين لاستكمال مجازرهم وقد استمر الأمر أزيد
من أسبوع والهدف من ذلك تصفية جيوب المقاومة في مختلف المناطق ومن الجانب
الفرنسي سقط حوالي 60 فتيلا وعلى رأسهم الجنرال " بوسكاران " الذي دفن هناك
وقائد الفيلق موران بالإضافة إلى أعداد هامة من الجرحى.
- نتائج المقاومة :
كان سقوط الأغواط بمثابة انتصار لفرنسا وقد اعتبرته خطوة هامة للتوسع في عمق الصحراء الجزائرية وإخضاعها، فضلا عن أنه يرمي إلى:
- إخضاع بني ميزاب وحملهم على المرور بالأغواط إجباريا.
- مراقبة التموين بالمئونة من مخازن الأغواط وفرض غرامات على أهل الصحراء.
- عزل قبائل أولاد نايل والأرباع وراء مرتفعات جبل عمور.
- تحويل الاغواط إلى مركز للإدارة والتحكم في شؤون التجارة إلى عمق الصحراء.
- اعتبار الأغواط نقطة انطلاق للتوسع الفرنسي في الصحراء الجزائرية. غير
أن المقاومة بقيادة بن ناصر بن شهرة ومحمد بن عبد الله استمرت على نفس
الوتيرة مما عاق عملية التوسع الفرنسي في الصحراء وخاصة بعد أن تكللت هذه
المقاومة باندلاع مقاومة أولاد سيدي الشيخ، وبروز محمد بن التومي المدعو
الشريف بوشوشة. [2]
[عدل] الجانب الثقافي لمدينة الأغواط
منذ بداية هذا القرن ومع قدوم بعض المصلحين إليها كصحفي والأديب عمر بن
قدور صاحب مجلة الفاروق ومحمد العاصمي ودحمان بن الساسي وقيام بعض من مصلحي
هذه المدينة بإنشاء جمعية خيرية سنة 1920 سهر على افتتاح مدرسة للتعليم
حيث فتحت سنة 1922 تحت تسيير سعيد الزهراوي ثم الشيخ العلامة والفقيه
والمؤرخ والأديب مبارك الميلي حيث كان من حظ هذه المدينة أن نفي إليها ومن آثاره في الأغواط تأليفه لكتاب الجزائر
في القديم والحديث وكذلك مؤلفات أخرى وتكوينه لجيل واصل مسيرته الإصلاحية
كالشيخ أبو بكر الحاج عيسى والشيخ أحمد قصيبة والشيخ الحسين بن زاهية
والشيخ عطاء الله كزواي والشهيد الشيخ أحمد شطة، هذا الجيل بدوره كان
أعضاؤه منشطين لجمعية علماء المسلمين بالمنطقة وواصلوا مشوار التعليم فيه
حيث تخرج على أيديهم مئات الشباب المتشبعين بالروح الوطنية والثقافية
العربية الإسلامية، فكانوا من الأوائل الذين أنشأوا فريق الكشافة الإسلامية
على المستوى الوطني (فوج الرجاء) بالإضافة إلى عدد من النوادي الثقافية
والفرق الموسيقية والرياضية العاملة في إطار الحركات الوطنية.