الأردن
اشبه ما يكون بمتحف تاريخي طبيعي يعتز بعراقة تاريخه الضارب بجذوره في
الأعماق وحاضره الزاهر ومستقبله المشرق وإنسانه المنتمي الشجاع.
ж تــــاريــــخ الأردن الـــقــــديــــــــم ж
العصر الحجري القديم
(500,000-10,000 ق م تقريباً)
يتفق علماء الآثار أن بدايات الدور الثالث من العصر الحجري القديم
الأدنى ماهو إلا بدايات السكن في الكهوف في منطقتنا هذه ويربط العلماء هذا
السكن في الكهوف لفترة امتدت طولاً نسبياً لرداءة الأحوال الجوية في تلك
الفترة. لكن الأبحاث أثبتت أن الإنسان عاش مدة طويلة جداً في الهواء الطلق
في ظروف مناخية بالغة السوء وتسمى بالفترة المطيرة العظمى ولا بد أنه احتمى
بتلك الكهوف من رداءة الطقس. وكان الإنسان عاجزاً عن إشعال النيران ف تلك
الأوقات وليس غريباً ارتباط فترة العيش في الكهوف بالقدرة على إشعال النار
والتي خدمت في البداية كسلاح. وأقدم دليل على إشعال الإنسان في هذه المناطق
للنار عثر عليه في كهف أم قطفه في صحراء غربي البحر الميت إذا عثر على
بقايا موقع تحيط به عدد من الحجارة والأدوات الحجرية والعظام. وقد عثر على
ما يدل بوجود صناعات حجرية متطورة في تلك الفترة.
العصر الحجري الوسيط
(10,000-8000 ق م تقريباً)
عثر علماء الآثار في الأردن على أدوات العصر الحجري القديم وهي عبارة عن
شظايا دقيقة ذات طرف حاد مستقيم وقفي على شكل هلال. وقد وجد مع هذه الأدوات
الصوانية مجموعة من الجواريش والمدقات المصنوعة من البازلت ومن الحجر
الطباشيري والعظام مثل عظم الغزال والأصداف والأدوات مثل الخطاف والسنارة
والمنجل ومن الواضح أن الزراعة انتشرت في ذلك الزمان انتشاراً كبيراً وقد
أثبت العلماء أن مجموعات من السكان كانت تستقر في مكان واحد يكون متمتعاً
بمصادر مياه وكانوا يدفنون موتاهم تحت المكان الذي يعيش فيه الأحياء
ويفعلون ذلك بعناية كبيرة ترافقها زينات تلفت النظر لما فيها من دقة
ومهارة. وتعود معظم المكتشفات الأثرية في البتراء إلى هذا العصر الحجري
ويذكر أن هذا العصر كان فترة انتقالية تحوي شيئاً من الفترة السابقة وبوادر ما سيأتي في نهايتها.
العصر الحجري الحديث
(8000-4000 ق م تقريباً)
حدثت ثلاثة تحولات رئيسة خلال هذا العصر أولاً سكن الناس في تجمعات وقرى
صغيرة وبدأ الآنسان يتجه للزراعة خاصة زراعة الحبوب والبقوليات والعدس
وتربية الماشية. أما ثاني تحول فهو تغير جذري طرأ على المناخ إذ أصبح
المناخ أكثر جفافاً معظم أيام السنة وبالتالي تشكلت الصحراء الشرقية وفصلت
الأراضي عن المنطقة الغربية التي بقيت تنعم بهطول الأمطار وقد حدث هذا
التغير في المناخ في الفترة الزمنية الواقعه ما بين 6500 4500 قبل الميلاد.
وثالثاً شهدت هذه المنطقة صناعة الفخار مما كان له أكبر الأثر في توصل
علماء الآثار لمعرفة الكثير عن سكان الحقب الزمنية المختلفة وأسلوب حياتهم .
ومن الأماكن الأثرية الشاهدة على هذا العصر آثار عين غزال في وادي السير ،
إذ يحتوي الموقع على عدد كبير من المباني الأثرية . وقد كانت البيوت
مستطيلة الشكل وتحتوي على عدة غرف ولها أرضيات مغطاة بالجبس المصقول. وقد
اكتشف برج في أريحا يعود لقرى تلك الحقبة الزمنية واكتشف علماء الآثار أيضاً العديد من الجماجم العائدة لتلك الفترة في الأردن (عين غزال والبيضاء في البتراء)،
وفلسطين وسورياً. وقد أنهى علماء الآثار ترميم واحد من أقدم التماثيل
العائدة لذلك العصر والتي عثر عليه في عين غزال ويعتقد أن عمره ثمانية آلاف
عام والتمثال لامرأة لها عينان صخمة وذراعان نحيلتان وركبتان بارزتان
وأصابع أقدام واضحة .
وتعود البيضاء في الشمال من مدينة البتراء إلى هذا العصر وقد
صنفت آثار هذه المنطقة على ست مستويات على أن أقدمها هو المستوى الأخفض
وكانت كل طبقة تشهد تحسناً في أسلوب البناء من الطبقة السابقة ففقي الوقت
على سبيل المثال الذي كانت فيه بيوت الطبقة السادسة تحتوي على غرف متلاصقة
كبيت النحل أصبحت في الطبقة الخامسة متباعدة وغير مسندة وفي الطبقة الرابعة
بدأت تأخذ شكلاً مستطيلاً. أما الطبقتين الثالثة والثانية فهي متشابهه
كثيراً . وقد عثر في البيضاء على خمس وأربعين قبراً ووجد في بعضها جثثاً
كاملة وفي أخرى كان الرأس مفصولاً عن الجسد.
انتهت هذه الفترة الزمنية بصورة مفاجئة ولم تبن البيضاء مرة أخرى بينما هجرت أريحا مدة من الوقت يصعب تقديرها.
العصر الحجري النحاسي
(4000-3150 ق م تقريباً)
تشير التسمية إلى استعمال عنصر جديد النحاس - في هذا العصر لصناعة بعض
أدوات الإنسان ولقد أتاح استخدام المعدن للإنسان قدرة أكبر في التحكم
بأشكالها وأنتاجها بمواصفات أكثر دقة مما زاد فاعليتها. وقد رافق هذا العصر
ظهور طبقة من المتخصصين في استخراج النحاس وتصنيعه. ولظهور النحاس آثاراً
أبعد من هذا وحدة إذ أن توزع مناجم النحاص كان في مناطق جغرافية محددة
وأصبح الاتجار به وسيلة للاتصال بين مواقع هذا العصر المختلفة في الشرق
القديم. ونجم عن هذا الاتصال انتشار كثير من المهارات والصناعات في رقعة
واسعة وانتهت باكتشافه العزلة النسبية التي ميزت حياة المجموعات الانسانية
في الفترات التي سبقت.
العصر البرونزي القديم
(3150-2200 ق م تقريباً)
بدأ الانسان في هذا العصر باستخدام البرونز في صناعة بعض أدواته. والتطور
الهام الذي حدث في بداية هذا العصر هو انتشار المواقع المسورة، أي المدن
المحاطة بأسوار، في كافة أنحاء الشرق القديم. وقد نجم عن استقراء سكان
الشرق القديم في مدن أوضاع اقتصادية معقدة حفزت اكتشاف اختراع الكتابة وقد
تم هذا الانجاز في العراق ومصر في بداية الالف الثالثة قبل الميلاد.
وقد بدأ في هذا العصر انتشار المدن وهي ظاهرة بدأت بوادرها أواخر الفترة
التي سبقت وقد دلت الاكتشافات وبخاصة الوثائق المكتوبة أن سكان المناطق
الساحلة في بلاد الشام وجزء كبير من الداخل خلال الألف الثانية قبل الميلاد
كانوا يشكلون وحدة لغوية حضارية هي الكنعانية. وقد ازدهرت المدن الأردنية
في العصر البرونزي مما يدل عليه طبيعة أسوارها وأبراجها وبواباتها وهندصة
معابدها وتخطيط مساكنها وشوارعها. وقد ساد نظام مملكة المدينة كنظام سياسي
إذ عثر على عدة دويلات تتألف الواحدة منها من مدينة مسورة يحيط بها عدد من
القرى الزراعية التابعة لها. ويعتقد أن الاردن وفلسطين كانتا مملكة واحدة .
وكما بدأ العصر البرونزي القديم بفترة غامضة ومعقدة فأنه ينتهي كذلك بفترة
شهد في نهايته تدمير المدن الأردنية تدميراً كاملاً ولم يبق إلا بعض القرى
والقليل من الفخار.
العصر البرونزي المتوسط
(2,200-1,550 ق م)
كشف قبر عثر عليه في الحصن ويعود لهذه الحقبة
الزمنية عدم توفر هيكلية مشتركة بين الأبنية وأنها كانت تبنى من لبن طيني
يميل للاخضرار . وقد دفن في هذه القبور أعداداً هائلة من قادمين جدد حلوا
في المنطقة والآثار التي وصلت إلينا ليست وفيرة في بداية هذا العصر .
أما في الفترة التالية من العصر البرونزي المتوسط فقد تميزت بظهور نوع جديد
من الصناعة الفخارية وبشيوع استعمال البرونز في صناعة الاسلحة ويرجح بعض
المؤرخين أن بعض المجموعات من سكان الساحل السوري وصلت إلى منطقتنا وأعادت
بناء بعض المدن في الأردن وفلسطين. ويرى آخرون أن هذه الفترة تميزت بموجة
من التفاعل الحضاري التي غمرت بلاد الشام .
وتأخذ قبور تلك الفترة طابعاً خاصاً إذ يحتوى القبر الواحد على أكثر من
هيكل واحد ولكما دفن ميت جديد دفع بالهيكل السابق إلى طرف القبر ليكون كومة
من العظام وعثر في هذه القبور على مائدة خشبية ضيقة وطويلة ذات ثلاثة أرجل
ومحملة بالآطعمة وكان الميت يرقد على حصيرة من القش وحوى عدد قليل من
القبور كراسي وأسرة. وكان الميت يدفن بثيابه والتي تتألف من منسوجات خضنة
الملمس على هيئة رداء يمتد إلى الركبة ويثبت عند الخصر والصدر والكتف
بدبابيس. وإلى جانب الميت عثر على سلة أدوات وأمشاط من الخشب إضافة إلى عدد
من الأواني والأكواب الخشبية.
وتدل هذه الآثار بمجملها على الربط بين حكام الأردن وفلسطين خلال فترة حكم
سلالة الهكسوس والتي حكمت جزءاً من مصر وقد طارد أحمس المصري الهكسوس في
الأردن وفلسطين وتغلب عليهم وسيطر على الأردن وفلسطين
اشبه ما يكون بمتحف تاريخي طبيعي يعتز بعراقة تاريخه الضارب بجذوره في
الأعماق وحاضره الزاهر ومستقبله المشرق وإنسانه المنتمي الشجاع.
ж تــــاريــــخ الأردن الـــقــــديــــــــم ж
العصر الحجري القديم
(500,000-10,000 ق م تقريباً)
يتفق علماء الآثار أن بدايات الدور الثالث من العصر الحجري القديم
الأدنى ماهو إلا بدايات السكن في الكهوف في منطقتنا هذه ويربط العلماء هذا
السكن في الكهوف لفترة امتدت طولاً نسبياً لرداءة الأحوال الجوية في تلك
الفترة. لكن الأبحاث أثبتت أن الإنسان عاش مدة طويلة جداً في الهواء الطلق
في ظروف مناخية بالغة السوء وتسمى بالفترة المطيرة العظمى ولا بد أنه احتمى
بتلك الكهوف من رداءة الطقس. وكان الإنسان عاجزاً عن إشعال النيران ف تلك
الأوقات وليس غريباً ارتباط فترة العيش في الكهوف بالقدرة على إشعال النار
والتي خدمت في البداية كسلاح. وأقدم دليل على إشعال الإنسان في هذه المناطق
للنار عثر عليه في كهف أم قطفه في صحراء غربي البحر الميت إذا عثر على
بقايا موقع تحيط به عدد من الحجارة والأدوات الحجرية والعظام. وقد عثر على
ما يدل بوجود صناعات حجرية متطورة في تلك الفترة.
العصر الحجري الوسيط
(10,000-8000 ق م تقريباً)
عثر علماء الآثار في الأردن على أدوات العصر الحجري القديم وهي عبارة عن
شظايا دقيقة ذات طرف حاد مستقيم وقفي على شكل هلال. وقد وجد مع هذه الأدوات
الصوانية مجموعة من الجواريش والمدقات المصنوعة من البازلت ومن الحجر
الطباشيري والعظام مثل عظم الغزال والأصداف والأدوات مثل الخطاف والسنارة
والمنجل ومن الواضح أن الزراعة انتشرت في ذلك الزمان انتشاراً كبيراً وقد
أثبت العلماء أن مجموعات من السكان كانت تستقر في مكان واحد يكون متمتعاً
بمصادر مياه وكانوا يدفنون موتاهم تحت المكان الذي يعيش فيه الأحياء
ويفعلون ذلك بعناية كبيرة ترافقها زينات تلفت النظر لما فيها من دقة
ومهارة. وتعود معظم المكتشفات الأثرية في البتراء إلى هذا العصر الحجري
ويذكر أن هذا العصر كان فترة انتقالية تحوي شيئاً من الفترة السابقة وبوادر ما سيأتي في نهايتها.
العصر الحجري الحديث
(8000-4000 ق م تقريباً)
حدثت ثلاثة تحولات رئيسة خلال هذا العصر أولاً سكن الناس في تجمعات وقرى
صغيرة وبدأ الآنسان يتجه للزراعة خاصة زراعة الحبوب والبقوليات والعدس
وتربية الماشية. أما ثاني تحول فهو تغير جذري طرأ على المناخ إذ أصبح
المناخ أكثر جفافاً معظم أيام السنة وبالتالي تشكلت الصحراء الشرقية وفصلت
الأراضي عن المنطقة الغربية التي بقيت تنعم بهطول الأمطار وقد حدث هذا
التغير في المناخ في الفترة الزمنية الواقعه ما بين 6500 4500 قبل الميلاد.
وثالثاً شهدت هذه المنطقة صناعة الفخار مما كان له أكبر الأثر في توصل
علماء الآثار لمعرفة الكثير عن سكان الحقب الزمنية المختلفة وأسلوب حياتهم .
ومن الأماكن الأثرية الشاهدة على هذا العصر آثار عين غزال في وادي السير ،
إذ يحتوي الموقع على عدد كبير من المباني الأثرية . وقد كانت البيوت
مستطيلة الشكل وتحتوي على عدة غرف ولها أرضيات مغطاة بالجبس المصقول. وقد
اكتشف برج في أريحا يعود لقرى تلك الحقبة الزمنية واكتشف علماء الآثار أيضاً العديد من الجماجم العائدة لتلك الفترة في الأردن (عين غزال والبيضاء في البتراء)،
وفلسطين وسورياً. وقد أنهى علماء الآثار ترميم واحد من أقدم التماثيل
العائدة لذلك العصر والتي عثر عليه في عين غزال ويعتقد أن عمره ثمانية آلاف
عام والتمثال لامرأة لها عينان صخمة وذراعان نحيلتان وركبتان بارزتان
وأصابع أقدام واضحة .
وتعود البيضاء في الشمال من مدينة البتراء إلى هذا العصر وقد
صنفت آثار هذه المنطقة على ست مستويات على أن أقدمها هو المستوى الأخفض
وكانت كل طبقة تشهد تحسناً في أسلوب البناء من الطبقة السابقة ففقي الوقت
على سبيل المثال الذي كانت فيه بيوت الطبقة السادسة تحتوي على غرف متلاصقة
كبيت النحل أصبحت في الطبقة الخامسة متباعدة وغير مسندة وفي الطبقة الرابعة
بدأت تأخذ شكلاً مستطيلاً. أما الطبقتين الثالثة والثانية فهي متشابهه
كثيراً . وقد عثر في البيضاء على خمس وأربعين قبراً ووجد في بعضها جثثاً
كاملة وفي أخرى كان الرأس مفصولاً عن الجسد.
انتهت هذه الفترة الزمنية بصورة مفاجئة ولم تبن البيضاء مرة أخرى بينما هجرت أريحا مدة من الوقت يصعب تقديرها.
العصر الحجري النحاسي
(4000-3150 ق م تقريباً)
تشير التسمية إلى استعمال عنصر جديد النحاس - في هذا العصر لصناعة بعض
أدوات الإنسان ولقد أتاح استخدام المعدن للإنسان قدرة أكبر في التحكم
بأشكالها وأنتاجها بمواصفات أكثر دقة مما زاد فاعليتها. وقد رافق هذا العصر
ظهور طبقة من المتخصصين في استخراج النحاس وتصنيعه. ولظهور النحاس آثاراً
أبعد من هذا وحدة إذ أن توزع مناجم النحاص كان في مناطق جغرافية محددة
وأصبح الاتجار به وسيلة للاتصال بين مواقع هذا العصر المختلفة في الشرق
القديم. ونجم عن هذا الاتصال انتشار كثير من المهارات والصناعات في رقعة
واسعة وانتهت باكتشافه العزلة النسبية التي ميزت حياة المجموعات الانسانية
في الفترات التي سبقت.
العصر البرونزي القديم
(3150-2200 ق م تقريباً)
بدأ الانسان في هذا العصر باستخدام البرونز في صناعة بعض أدواته. والتطور
الهام الذي حدث في بداية هذا العصر هو انتشار المواقع المسورة، أي المدن
المحاطة بأسوار، في كافة أنحاء الشرق القديم. وقد نجم عن استقراء سكان
الشرق القديم في مدن أوضاع اقتصادية معقدة حفزت اكتشاف اختراع الكتابة وقد
تم هذا الانجاز في العراق ومصر في بداية الالف الثالثة قبل الميلاد.
وقد بدأ في هذا العصر انتشار المدن وهي ظاهرة بدأت بوادرها أواخر الفترة
التي سبقت وقد دلت الاكتشافات وبخاصة الوثائق المكتوبة أن سكان المناطق
الساحلة في بلاد الشام وجزء كبير من الداخل خلال الألف الثانية قبل الميلاد
كانوا يشكلون وحدة لغوية حضارية هي الكنعانية. وقد ازدهرت المدن الأردنية
في العصر البرونزي مما يدل عليه طبيعة أسوارها وأبراجها وبواباتها وهندصة
معابدها وتخطيط مساكنها وشوارعها. وقد ساد نظام مملكة المدينة كنظام سياسي
إذ عثر على عدة دويلات تتألف الواحدة منها من مدينة مسورة يحيط بها عدد من
القرى الزراعية التابعة لها. ويعتقد أن الاردن وفلسطين كانتا مملكة واحدة .
وكما بدأ العصر البرونزي القديم بفترة غامضة ومعقدة فأنه ينتهي كذلك بفترة
شهد في نهايته تدمير المدن الأردنية تدميراً كاملاً ولم يبق إلا بعض القرى
والقليل من الفخار.
العصر البرونزي المتوسط
(2,200-1,550 ق م)
كشف قبر عثر عليه في الحصن ويعود لهذه الحقبة
الزمنية عدم توفر هيكلية مشتركة بين الأبنية وأنها كانت تبنى من لبن طيني
يميل للاخضرار . وقد دفن في هذه القبور أعداداً هائلة من قادمين جدد حلوا
في المنطقة والآثار التي وصلت إلينا ليست وفيرة في بداية هذا العصر .
أما في الفترة التالية من العصر البرونزي المتوسط فقد تميزت بظهور نوع جديد
من الصناعة الفخارية وبشيوع استعمال البرونز في صناعة الاسلحة ويرجح بعض
المؤرخين أن بعض المجموعات من سكان الساحل السوري وصلت إلى منطقتنا وأعادت
بناء بعض المدن في الأردن وفلسطين. ويرى آخرون أن هذه الفترة تميزت بموجة
من التفاعل الحضاري التي غمرت بلاد الشام .
وتأخذ قبور تلك الفترة طابعاً خاصاً إذ يحتوى القبر الواحد على أكثر من
هيكل واحد ولكما دفن ميت جديد دفع بالهيكل السابق إلى طرف القبر ليكون كومة
من العظام وعثر في هذه القبور على مائدة خشبية ضيقة وطويلة ذات ثلاثة أرجل
ومحملة بالآطعمة وكان الميت يرقد على حصيرة من القش وحوى عدد قليل من
القبور كراسي وأسرة. وكان الميت يدفن بثيابه والتي تتألف من منسوجات خضنة
الملمس على هيئة رداء يمتد إلى الركبة ويثبت عند الخصر والصدر والكتف
بدبابيس. وإلى جانب الميت عثر على سلة أدوات وأمشاط من الخشب إضافة إلى عدد
من الأواني والأكواب الخشبية.
وتدل هذه الآثار بمجملها على الربط بين حكام الأردن وفلسطين خلال فترة حكم
سلالة الهكسوس والتي حكمت جزءاً من مصر وقد طارد أحمس المصري الهكسوس في
الأردن وفلسطين وتغلب عليهم وسيطر على الأردن وفلسطين