ماذا بعد رمضان
الحمد لله الذي خضعت لعزته الرقاب، وأشرقت لنور وجهه الظلمات، وصلح على شرعه أمر الدنيا والآخرة، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد؛
فإن المسلم العاقل الذي استثمر وقته وماله في طاعة الله في شهر رمضان، يجب أن يسأل نفسه سؤالًا هامًّا ماذا بعد شهر رمضان؟
اعلم أخي الحبيب، أن الله تعالى جعل أبواب الحسنات سهلة وميسرة طوال العام، فالسعيد من سارع إليها لينهل منها ما شاء من الحسنات، من أجل ذلك أحببت أن أذكر نفسي وإخواني الكرام ببعض أبواب الخير بعد رمضان، فأقول وبالله التوفيق:
-المحافظة على صلاة الفرائض في جماعة في المسجد:
إن المسلم الذي اعتاد الذهاب إلى المساجد في رمضان، يجب عليه أن يحافظ على هذه الفريضة المباركة، وليعلم أنها باب عظيم من أبواب الحسنات، وأن صلاة الجماعة في المساجد واجبة على كل مسلم ذكر، بالغ، عاقل، قادرعلى الذهاب إلى المسجد ولو بمساعدة الآخرين.
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله قال: «صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة» (رواه البخاري).
وتذكر أخي الكريم أن خطواتك إلى المسجد لأداء الصلوات المفروضة حسنات لك يوم القيامة، فاحرص على إقامتها في مسجد تقام فيه السنة.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله: «من تطهر في بيته ثم مشى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله كانت خطوتاه إحداهما تحط خطيئة، والأخرى ترفع درجة» (رواه مسلم).
المواظبة على قيام الليل:
الصلاة صلة بين العبد وربه، فإذا كان المسلم قد اعتاد صلاة التراويح وأحيا العشر الأواخر من رمضان، كان من السهل عليه أن يحافظ على صلاة الليل بعد رمضان، ففي الليل يخلو المسلم بربه سبحانه وتعالى، فيستغفره ويطلب من الله ما أراد من حوائج الدنيا والآخرة، فإذا كنت أخي الكريم لا تستطيع أن تقوم في آخر الليل، فاجعل لنفسك ركعات قبل أن تنام، واعلم أن قيام الليل هو دأب الصالحين المخلصين لله تعالى، قال الله تعالى: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ المَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ} [السجدة:16]، وقال سبحانه: {إِنَّ المُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ . آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ . كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ . وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ . وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} [الذاريات:15-19].
عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: «أن النبي كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقالت عائشة: لِمَ تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أحب أن أكون عبدًا شكورًا فلما كثر لحمه صلى جالسًا فإذا أراد أن يركع قام فقرأ ثم ركع» (رواه البخاري ومسلم).
وقال: أيها الناس: «أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام» (صحيح الترمذي).
الإكثار من الدعاء في السراء والضراء:
إن المسلم الذي اعتاد الدعاء عند الإفطار وفي أيام وليالي شهر رمضان، ينبغي أن يواظب على الدعاء في باقي أيام العام، وليعلم العبد المسلم أن الله تعالى لا يرد دعوة عباده المخلصين في السراء والضراء، قال الله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُم يَرْشُدُونَ} [البقرة:186]، وقال جل شأنه: {أَمَّن يُجِيبُ المُضْطَرََ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ} [النمل:62]، وقال سبحانه أيضًا: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر:60].
عن النعمان بن بشير رضي الله عنه عن النبي قال: «الدعاء هو العبادة» (صحيح أبي داود)، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال: «أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء» (رواه مسلم).
تلاوة القرآن وحفظه:
أيها الحبيب يا من اعتدت تلاوة القرآن وحفظ بعض منه في رمضان، حافظ على هذا العمل في باقي العام، اجعل لنفسك نصيبًا من القرآن تتلوه كل يوم، وحاول أن تحفظ من القرآن ما تستطيع قال سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ . لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ} [فاطر:29-30].
وعن أبي أمامة الباهلي قال: سمعت رسول الله يقول: «اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه» (رواه مسلم)،
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله: «من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول الم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف» (صحيح الترمذي).
التوبة والاستغفار وذكر الله تعالى:
إن المسلم الذي أقبل على التوبة النصوح والاستغفار والإكثار من ذكر الله تعالى في أيام وليالي رمضان يجب أن يستمر على ذلك باقي العام، فإن ذكر الله تعالى خفيف على اللسان، ثقيل في ميزان حسنات العبد يوم القيامة، وهو سبب عظيم لسعة الأرزاق وراحة القلوب وزوال الهموم والأحزان عن العبد، وليحذر المسلم أن يكون غافلًا عن ذكر الله تعالى، قال الله تعالى: {وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الجَهْرِ مِنَ القَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلاَ تَكُن مِّنَ الغَافِلِينَ} [الأعراف:205]، وقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا . وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً} [الأحزاب:41-42]، وقال جل شأنه: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ القُلُوبُ} [الرعد:28].
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله: «يا أيها الناس توبوا إلى الله، فإني أتوب في اليوم مائة مرة» (رواه مسلم).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي: « يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه، ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملإٍ ذكرته في ملإٍ خير منهم، وإن تقرب إلي شبرًا، تقربت إليه ذراعًا، وإن تقرب إلي ذراعًا تقربت إليه باعًا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة» (رواه البخاري ومسلم).
وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: «كنا عند رسول الله فقال: أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة؟ فسأله سائل من جلسائه كيف يكسب أحدنا ألف حسنة؟ قال: يسبح مائة تسبيحة فيكتب له ألف حسنة، أو يحط عنه ألف خطيئة» (رواه مسلم).
الانقياد لحكم الله تعالى ورسوله:
إن المسلم الذي اعتاد أن ينقاد لشرع الله تعالى في رمضان بامتناعه عن المباح من الطعام والشراب والشهوة من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، من السهل عليه أن ينقاد لأوامر الله تعالى ورسوله في باقي أمور حياته، فإن في ذلك سعادته في الدنيا والآخرة، وليحذر كل مسلم من مخالفة كتاب الله وسنة رسوله، قال الله تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُّبِينًا} [الأحزاب:36]، وقال سبحانه: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ العِقَابِ} [الحشر:7].
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال: «كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى، قالوا يا رسول الله: ومَن يأبى؟ قال: من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى» (رواه البخاري).
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله: «مَن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» (رواه البخاري ومسلم).
وتذكر أخي الكريم أن لقبول الأعمال الصالحة عند الله تعالى شرطين:
الأول: إخلاص العمل لله تعالى وحده.
والثاني: متابعة النبي عند القيام بهذا العمل.
فإذا فُقد أحد هذين الشرطين، فإن هذا العمل لا يقبله الله تعالى.
الحمد لله الذي خضعت لعزته الرقاب، وأشرقت لنور وجهه الظلمات، وصلح على شرعه أمر الدنيا والآخرة، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد؛
فإن المسلم العاقل الذي استثمر وقته وماله في طاعة الله في شهر رمضان، يجب أن يسأل نفسه سؤالًا هامًّا ماذا بعد شهر رمضان؟
اعلم أخي الحبيب، أن الله تعالى جعل أبواب الحسنات سهلة وميسرة طوال العام، فالسعيد من سارع إليها لينهل منها ما شاء من الحسنات، من أجل ذلك أحببت أن أذكر نفسي وإخواني الكرام ببعض أبواب الخير بعد رمضان، فأقول وبالله التوفيق:
-المحافظة على صلاة الفرائض في جماعة في المسجد:
إن المسلم الذي اعتاد الذهاب إلى المساجد في رمضان، يجب عليه أن يحافظ على هذه الفريضة المباركة، وليعلم أنها باب عظيم من أبواب الحسنات، وأن صلاة الجماعة في المساجد واجبة على كل مسلم ذكر، بالغ، عاقل، قادرعلى الذهاب إلى المسجد ولو بمساعدة الآخرين.
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله قال: «صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة» (رواه البخاري).
وتذكر أخي الكريم أن خطواتك إلى المسجد لأداء الصلوات المفروضة حسنات لك يوم القيامة، فاحرص على إقامتها في مسجد تقام فيه السنة.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله: «من تطهر في بيته ثم مشى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله كانت خطوتاه إحداهما تحط خطيئة، والأخرى ترفع درجة» (رواه مسلم).
المواظبة على قيام الليل:
الصلاة صلة بين العبد وربه، فإذا كان المسلم قد اعتاد صلاة التراويح وأحيا العشر الأواخر من رمضان، كان من السهل عليه أن يحافظ على صلاة الليل بعد رمضان، ففي الليل يخلو المسلم بربه سبحانه وتعالى، فيستغفره ويطلب من الله ما أراد من حوائج الدنيا والآخرة، فإذا كنت أخي الكريم لا تستطيع أن تقوم في آخر الليل، فاجعل لنفسك ركعات قبل أن تنام، واعلم أن قيام الليل هو دأب الصالحين المخلصين لله تعالى، قال الله تعالى: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ المَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ} [السجدة:16]، وقال سبحانه: {إِنَّ المُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ . آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ . كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ . وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ . وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} [الذاريات:15-19].
عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: «أن النبي كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقالت عائشة: لِمَ تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أحب أن أكون عبدًا شكورًا فلما كثر لحمه صلى جالسًا فإذا أراد أن يركع قام فقرأ ثم ركع» (رواه البخاري ومسلم).
وقال: أيها الناس: «أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام» (صحيح الترمذي).
الإكثار من الدعاء في السراء والضراء:
إن المسلم الذي اعتاد الدعاء عند الإفطار وفي أيام وليالي شهر رمضان، ينبغي أن يواظب على الدعاء في باقي أيام العام، وليعلم العبد المسلم أن الله تعالى لا يرد دعوة عباده المخلصين في السراء والضراء، قال الله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُم يَرْشُدُونَ} [البقرة:186]، وقال جل شأنه: {أَمَّن يُجِيبُ المُضْطَرََ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ} [النمل:62]، وقال سبحانه أيضًا: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر:60].
عن النعمان بن بشير رضي الله عنه عن النبي قال: «الدعاء هو العبادة» (صحيح أبي داود)، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال: «أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء» (رواه مسلم).
تلاوة القرآن وحفظه:
أيها الحبيب يا من اعتدت تلاوة القرآن وحفظ بعض منه في رمضان، حافظ على هذا العمل في باقي العام، اجعل لنفسك نصيبًا من القرآن تتلوه كل يوم، وحاول أن تحفظ من القرآن ما تستطيع قال سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ . لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ} [فاطر:29-30].
وعن أبي أمامة الباهلي قال: سمعت رسول الله يقول: «اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه» (رواه مسلم)،
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله: «من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول الم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف» (صحيح الترمذي).
التوبة والاستغفار وذكر الله تعالى:
إن المسلم الذي أقبل على التوبة النصوح والاستغفار والإكثار من ذكر الله تعالى في أيام وليالي رمضان يجب أن يستمر على ذلك باقي العام، فإن ذكر الله تعالى خفيف على اللسان، ثقيل في ميزان حسنات العبد يوم القيامة، وهو سبب عظيم لسعة الأرزاق وراحة القلوب وزوال الهموم والأحزان عن العبد، وليحذر المسلم أن يكون غافلًا عن ذكر الله تعالى، قال الله تعالى: {وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الجَهْرِ مِنَ القَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلاَ تَكُن مِّنَ الغَافِلِينَ} [الأعراف:205]، وقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا . وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً} [الأحزاب:41-42]، وقال جل شأنه: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ القُلُوبُ} [الرعد:28].
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله: «يا أيها الناس توبوا إلى الله، فإني أتوب في اليوم مائة مرة» (رواه مسلم).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي: « يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه، ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملإٍ ذكرته في ملإٍ خير منهم، وإن تقرب إلي شبرًا، تقربت إليه ذراعًا، وإن تقرب إلي ذراعًا تقربت إليه باعًا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة» (رواه البخاري ومسلم).
وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: «كنا عند رسول الله فقال: أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة؟ فسأله سائل من جلسائه كيف يكسب أحدنا ألف حسنة؟ قال: يسبح مائة تسبيحة فيكتب له ألف حسنة، أو يحط عنه ألف خطيئة» (رواه مسلم).
الانقياد لحكم الله تعالى ورسوله:
إن المسلم الذي اعتاد أن ينقاد لشرع الله تعالى في رمضان بامتناعه عن المباح من الطعام والشراب والشهوة من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، من السهل عليه أن ينقاد لأوامر الله تعالى ورسوله في باقي أمور حياته، فإن في ذلك سعادته في الدنيا والآخرة، وليحذر كل مسلم من مخالفة كتاب الله وسنة رسوله، قال الله تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُّبِينًا} [الأحزاب:36]، وقال سبحانه: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ العِقَابِ} [الحشر:7].
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال: «كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى، قالوا يا رسول الله: ومَن يأبى؟ قال: من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى» (رواه البخاري).
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله: «مَن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» (رواه البخاري ومسلم).
وتذكر أخي الكريم أن لقبول الأعمال الصالحة عند الله تعالى شرطين:
الأول: إخلاص العمل لله تعالى وحده.
والثاني: متابعة النبي عند القيام بهذا العمل.
فإذا فُقد أحد هذين الشرطين، فإن هذا العمل لا يقبله الله تعالى.