=631c06589aec3bb83286a4e4d1c55b55&cvf[1]=1493c062e2dbb3a8595767636d1027ef&eval=plus&p_vote=3611]+
----
=ab2fa65f185b0d391576231d09c0a136&cvf[1]=62b55a91e79d846c80d68df16240c416&eval=minus&p_vote=3611]-
رمضان شهر الرحمة والبركة الإلهية والتوجه للدعاء الغذاء الروحي للنفس البشرية، والخضوع المطلق والمسكنة الصادقة والتوبة إلى لله، 




وهو شهر الاستغفار والعبادة الحقيقية والتقوى النابعة من ضمير العبد لطلب المغفرة من رب الأرباب، وهو شهر الكرم الإلهي وجود النفس الإنسانية والعطاء المتواصل دون انقطاع، وشهر الألفة بين الأخوان والأصدقاء والمحبة المتناغمة بين بني البشر والتراحم بين الآباء والأبناء والأهل والأقارب، وشهر كله تباشير الأمل لما فيه من الرحمة الإلهية الواسعة التي وسعت كل شيء، فقد جاء للبشرية جمعاء يحمل معه لهم بداية جديدة لحياة سعيدة، يدعوهم للترابط العائلي والتماسك الأخوي، راسماً للأمة الإسلامية منهج حضاري في التعامل والآداب الإسلامية من خلال برنامج التقوى وتهذيب النفس على الصلاح، وإصلاح الإنسان لنفسه ومجتمعه وأمته، فمن خلاله يحمل الإنسان المؤمن الواعي مجموعة من الرؤى والأفكار لبني مجتمعه، في السلوك والتعامل مع الناس، ومن خلال الدعوة لبرنامج ديني وروحي في مساجد العبادة، وفكري وثقافي في المجالس الشبابية، واجتماعي وخيري من خلال المشاركة والدعم مع القائمين على الأعمال الخيرية والأعمال الاجتماعية، وفيه مساحة كبيرة من الرحمة الإلهية مليئة بالعطاء والفضائل والخير الكثير والبركة السماوية، والتي يبحث عنها الإنسان الغريق الباحث عن قشة نجاة، فلنبادر جميعاً للعمل والمشاركة مع الآخرين، لنحظى بخيره ، فمن فضل الله تعالى على الناس جميعاً وعلى الإنسان المؤمن في هذا الشهر الكريم أن يوفق الجميع لصيامه وقيامه . 

شهر تميزَ على سائر الشهور :
بكل ذلك أصبح شهر رمضان مميز على سائر الشهور وكما جاء في الخطبة المأثور للرسول الأكرم { لياليه أفضل أليالي وأيامه أفضل الأيام وساعاته أفضل الساعات } شهر يفيض منه عبق الفضائل ويتدفق فيه الخير وينتشر في أجوائه عبير الرحمة، فقد انزل الله تعالى فيه كل سبل الهداية والصلاح لذلك هو من الفرص الثمينة والهامة التي لا تقدر بثمن كونها من عمر الإنسان وحياة الإنسان ليس لها ثمن غير الجنة لبناء الإنسان، فعلى الإنسان استغلال هذه الفرص بالشكل الجيد والمناسب حتى يخرج من هذا الشهر الفضيل بحصيلة من التوفيقات الإلهية تتناسب معيشته ومسيرته في الحياة بما يرضي الله تعالى بشكل واضح وسليم، ففي الخطبة الشريفة للرسول الأعظم { الشقي من حرم غفران الله في هذا الشهر } من هذه العبارات نتعلم ونعي حقيقة شهر رمضان وما هو البرنامج العبادي الذي نصل من خلاله إلى رضا الله تعالى، فليس من الصحيح أن يعتقد البعض أن شهر رمضان فرصة مناسبة لعمل الرجيم والتخفيف عن الطعام لرشاقة الجسم وجماله، والبعض الآخر يجد المتعة في كيفية قضا هذا الشهر باللهو والسهر من وقضاء الوقت في مشاهدة برامج التلفزيون المنوعة والتي تخدر العقل وتبطئ من حركة القلب، متغافلاً عن الفضائل التي جاء بها هذا الشهر المبارك، فرمضان ليس شهر للامتناع عن الأكل والشرب والجري وراء الشهوات والملذات والتي هي ليست من رمضان قي شي هذا ما يتصوره الكثير وليس البعض من أبناء الأمة الإسلامية، وهذا الأمر خطير ونتائجه وخيمة على أبناء الأمة، ففي الوقت الذي ينشغل فيه المؤمنون بالصلاة والعبادة وقراءة القرآن والدعاء والعمل الخيري، هناك من يغفل هذا الأمر ويتجهون نحوا رغباتهم وملذاتهم بأشكالها وأنواعها، بينما شهر رمضان هو للامتناع عن كل الرذائل الأخلاقية والمساوئ الشيطانية والمحرمات الدينية التي قد يغفل عنها الإنسان ويتمادى في العمل بها سائر الشهور، من هنا نجد أن شهر رمضان فرصة لتربية النفس تربية صالحة وسليمة ينبغي اغتنامها حتى لا يحرم غفران الله تعالى في هذا الشهر الفضيل . 

فرصة لترك العادات المذمومة :
هذا الشهر الفضيل مناسبة عظيمة لكي يتمكن الإنسان المؤمن أن يتهيئا للامتناع عن كل عادة مذمومة، ففيه تنزل بركات من السماء للقضاء على كل ذلك إذا تعايش الإنسان وتحسس العبادة بكل مضامينها ومفرداتها، فمن الصعب أن يغفل أو يتغافل للقيام بما لا تتناسب الضر وف الرمضانية، فالناس كلهم صائمون والأجواء الإيمانية يفوح عبقها ويتدفق رحيقها لتتناولها النفوس المتعطشة إلى مغفرة الله وثوابه.
لذ لك رمضان فرصة تأتي للإنسان على طبق من الرحمة، يكتنفها عبق المغفرة، ويفيض منها رحيق الاستجابة فما على الإنسان ألا أن يلتزم القيام بالإعمال الواجبة، والمفروضة عليه ويمتنع عن القيام بما يخالفها من أمور تنقض الصوم، وتتناف مع سيرة هذا الشهر الفضيل التي خصه بها شهر رمضان المبارك والتي فرضت على الإنسان لفوائد جمة يتعرف عليها من خلال انخراطه والتزامه بشرائط الصوم. 

التسامح من خصائص هذا الشهر المبارك :
ولرمضان خصائص خص بها فضلا عن سائر الشهور، فقد يسعى الإنسان في شهر الحج لتأدية المناسك بقطع المسافات وصرف المبالغ التي تعينه على تأدية المناسك والحجاج ضيوف على الله تعالى وهم الموفقون لضيافة الرحمان، بينما شهر رمضان شهر الله تعالى يأتي لسائر البشرية ليتزودوا منه الهدى مستعينين به على أنفسهم وهم ضيوف الله تعالى في هذا الشهر المبارك، وكما في الخطبة المباركة للرسول الأعظم { الشقي من حرم غفران الله في هذا الشهر } وهي ذليل على سعة رحمة الله تعالى في هذا الشهر الفضيل ومثال على ذلك .. منْ من الناس إذا أعتد عليه أحد يذهب للتسامح منه، والعادة المعتدي هو من يذهب لطلب السماح ممن أخطا في حقه واعتدى عليه وليس المعتدَ عليه هو من يذهب ليطلب السماح والصفح والعفو، بينما في هذا الشهر نجد الكثير من المؤمنين يسعى لتصفية خلافاته مع الآخرين ويطلب منهم التسامح ويعفي عن من أساء له، وكل ذلك مستفيداً من بركة هذا الشهر الفضيل ومن أجوائه فأن الله تعالى يوزع بطاقات الرحمة على كل عباده ليغفر لهم ويرحمهم ويتوب عليهم وهذه دعوة للمسارعة والتسامح، وعلى الإنسان أن لا ينتظر من يأتي أليه ليتسامح منه بل عليه أن يبادر هو لتصفية الشوائب المعلقة بينه وبين الناس والوسائل الآن متاحة ويكفي لو يبدأ برسالة من هاتفه الجوال يكتب فيها عبارة جميلة تكشف عن صدق المشاعر وحقيقة ما يتمناه الإنسان المؤمن لأخيه، ويبعث بها إلى كل أصدقائه وأحبائه وسائر من أساءه لهم أو يعتقد أنه قد أساءه لهم فرمضان فرصة لمثل هذه المبادرات الطيبة والتي يرجو منها الثواب وحتماً الله لا يرد سائله ولا يخيب قاصديه " أنه هو التواب الرحيم " من هنا ينبغي أن نستثمر هذا الشهر بلحظاته لما فيه من سعة الرحمة وما فيه من سعة لقبول الدعاء وحتى لا نكون ممن قال عنهم الرسول " الشقي من حرم غفران الله في هذا الشهر " لذلك فالإنسان المؤمن يستبشر بحلول شهر رمضان ويحزن عند فراقه له، فهو يعي فوائده ومنافعه وما فيه من المكتسبات، التي تمنحه المعارف الحقيقية لحقيقة الكون والحياة.
ولرمضان خصائص لا تتوفر في سائر الشهور، وعلى سبيل المثال ابسطها النوم ففي سائر اشهر السنة لا يحصل الإنسان على الثواب عند ما ينام إلا حين أن ينوي انه ينام لكي يستيقض في الغد كي يتقوى على العبادة، بينما في رمضان ينام دون أن ينوي فيحتسب ذلك ثواب له، بل وحتى التنفس فهو تسبيح ففي الخطبة المأثورة عن النبي الأكرم { دعائكم فيه مستجاب ونومكم فيه عبادة وأنفاسكم فيه تسبيح } وليس المقصود من النوم كثرة النوم وإنما النوم بقدر الحاجة إليه، حتى يتسنى له تأدية ما عليه من الواجبات والمهام كالعمل والالتزامات الأخرى مع الآخرين والعبادات الواجبة والمستحبة على أحسن وجه بروح يقضه ونفس مطمئنة ..