ن أغلب المواد الفعالة في التين ذات خواص مطهرة وملينة؛ فهو يستخدم خارجياً لمعالجة الجروح والقروح النتنة بتضميدها بثمار مجففة مغلية، ويعالج التين الإمساك حتى المزمن أو المستعصي منه، أيضاً يفيد منقوع ثمارها في علاج التهابات الجهاز التنفسي، مثل: التهاب القصبة الهوائية والحنجرة،
زراعة التين في فلسطين
زراعة التين في فلسطين
عرف الفلسطينيون زراعة شجرة التين منذ آلاف السنين؛ في عهد الكنعانيين؛ فهي من أقدم اشجار الفاكهة التي عرفها الإنسان الفلسطيني وأهتم بزراعتها، فشجرة التين تتحمل كل الظروف البيئية، وتعيش في كل أنواع التربة؛ الرملية، والطينية، وحتى الصخرية، ولا تحتاج إلى كميات كبيرة من الماء والأسمدة، كما أنها مقاومة للآفات والأمراض، وكل هذه الصفات جعلت هذه الشجرة تحتل مكانة مرموقة في فلسطين.
وتنتشر زراعة أشجار التين في كافة المحافظات الفلسطينية، وتتركز في محافظة نابلس، إذ تحتل قرية "تل" مركز الصدارة في زراعتها.
المتطلبات البيئية:
المتطلبات البيئية:
أ- التربة: تمتاز أشجار التين بقدرتها على التأقلم والعيش في مختلف أنواع التربة؛ فتستطيع أن تنمو وتثمر في أماكن لا يمكن لأي نوع شجري مثمر آخر أن يعيش فيها؛ فنجدها في الأراضي الصخرية والمحجرة، وعلى الجدران، وفي الكهوف، وعلى حواف الطرق. أما التربة المفضلة لزراعة التين، فهي التربة البنية المتوسطة الطينية الرملية الدافئة والخصبة وجيدة البناء والصرف.
ب- الماء: تعتبر شجرة التين من أكثر الأشجار المثمرة تحملاً للعطش، لقدرتها على امتصاص الرطوبة من التربة مهما كانت نسبتها منخفضة، بفضل جهازها الجذري الكثيف والوتدي والمتفرع؛ لكنها تبدي تجاوباً إيجابياً مع إضافات الري المنتظمة، من حيث سرعة النمو والتبكير في الدخول بالإثمار وكمية ونوعية المحصول.
ت- العوامل المناخية: تتأثر شجرة التين بالانخفاض الشديد في الحرارة في الشتاء، إذ تبدأ الأضرار بالحدوث على المجموع الخضري عند حرارة -7 مْ، وتختلف شدة هذه الأضرار باختلاف عمر وقوة الشجرة، ومدة انخفاض الحرارة.
تتطلب النوعية الجيدة من ثمار التين درجة حرارة عالية في الصيف، ورطوبة جوية معتدلة؛ أما ارتفاع الحرارة عن 45 مْ، فتؤدي إلى سماكة قشرة الثمرة وتصبح جلدية.
إن تأثير الهواء على التين يكون نسبياً ضعيفاً ،بالمقارنة مع الأنواع الثمرية الأخرى، فهو لا يؤدي إلى سقوط الثمار، ولكن قد يؤثر على جودتها نتيجة احتكاكها بالأغصان كما يؤدي إلى تمزق الأوراق.
موعد زراعتها:
1- بداية شهر كانون الثاني حيث يؤخذ غصن من أغصان شجرة تين معمرة ويزرع في بداية فصل الشتاء.
2- نهاية شهر شباط وبداية شهر آذار قبل حسوم التين؛ أي قبل نمو الورق والفروع والأغصان الجديدة التي تتجدد سنويا.
وتعتبر شجرة التين من الأشجار المثمرة التي تنمو بسرعة كبيرة جداً حيث تحتاج من 3 – 6 سنوات لتعطي أكلها، وهي مدة قصيرة جداً، إذا ما قورنت بالفترة التي تحتاجها شجرة الزيتون لتعطي ثمارها. وتدل الدراسات النظرية والعملية أن نوع ( السوادي ) هو الأكثر إعماراً .
إكثار التين:
يتم أكثار شجرة التين بالطرق التالية:
1- البذرة: تستخدم هذه الطريقة بغرض التحسين الوراثي، أو استنباط أصناف جديدة، أو بغرض التطعيم عليها، عن طريق زراعة بذور الثمار الملقحة والخصبة فقط؛ إذ ليست جميع البذور صالحة للإكثار.
2- ، التطعيم: يتم بالقلم أو البرعم، وذلك عندما نرغب بتغيير الصنف، أو إكثار صنف مرغوب على أصل مقاوم لظروف التربة السيئة، أو لمقاومة الديدان الثعبانية (النيماتودا) خاصة في التربة الرملية الصرفة.
3- الفسائل والخلفات: وهي تنمو حول الساق، ويمكن فصلها مع جذورها عن النبات الأم وزراعتها كغراس مستقلة.
4- الترقيد: تتبع هذه الطريقة عندما تكون الأفرع الجانبية قريبة من سطح التربة، حيث يدفن فرع بعد تجريده من أوراقه، ويوالى ريه حتى يتم تشكيل الجذور عليه، ثم يفصل عن نبات الأم في نهاية فصل النمو، ليكون نبتة جديدة. وهذه الطريقة غير شائعة الاستخدام، وغير اقتصادية؛ ولكنها قد تستخدم في حالات محددة.
5- العقل: وهي الطريقة الأكثر سهولة وانتشاراً، ولا تحتاج إلى استخدام منظمات النمو، أو وضع العقل في ظروف خاصة. وتؤخذ العقل من خشب ناضج، خلال فترة السكون، بطول 20-25 سم، وسماكة (1-3) سم، من أفرع بعمر (1-3) سنوات، ثم يتم قص العقلة مباشرة تحت العقدة، وتزرع في المشتل على مسافات 20× 90 سم، وعمق 15-16 سم، بحيث يبقى رأس العقلة خارج التربة. وبعد أن يصل عمر النبات إلى سنة في أرض المشتل، تقلع وتزرع في المكان المستديم.
التسميد:
التين من الأشجار التي لا تحتاج إلى تسميد غزير، ولكنها تستجيب له بشكل واضح، لا سيما مع توفر الري، حيث ينعكس إيجاباً على سرعة النمو والدخول في الإثمار، وكمية المحصول وجودته.
إن إضافة الأسمدة العضوية تؤدي إلى تحسين خواص التربة، ورفع قدرتها على الاحتفاظ بالماء، كما تساعد على زيادة السعة التبادلية للعناصر الغذائية، وعدم ضياع العناصر النادرة والفسفور، وتزيد أيضاً من نشاط الكائنات الحية الدقيقة في التربة؛ وبالتالي تحسين خواص التربة بشكل عام.
أما الأسمدة الآزوتية، فتساعد على زيادة نمو المجموع الخضري، والأسمدة الفوسفورية تساعد على التبكير في الحمل والإنتاج والعقد والنضج، أما الأسمدة البوتاسية فتعمل على زيادة حجم الثمار، ورفع محتوياتها من المادة الصلبة، وتحسين مواصفاتها.
المحصول وجمع الثمار:
تبدأ أشجار التين في الإثمار في العام الثالث أو الرابع من زراعتها بالمكان المستديم، وفي بعض الأحيان، يمكن أن تبدأ بالإثمار من العام الثاني، وهذه الثمار يجب إزالتها؛ لتوجيه طاقة الشجرة نحو تكوين هيكلها، تبدأ الأشجار بإعطاء محصول تجاري اعتبارًا من السنة الخامسة أو السادسة. وقد تعطي بعض أشجار التين محصولين في العام الواحد.
1- المحصول الأول:
وهو ثانوي، ويدعى "التين الدافور"، ويخرج عادة من أطراف الأفرع التي نمت سابقاً، في العام السابق، وأحياناً من قواعد الأفرع القديمة، من براعم ثمرية ساكنة تنمو وتكبر. وتنضج هذه الثمار في شهر أيار وحزيران، حسب المنطقة . ونذكر على سبيل المثال: الصنف الخضاري والغزلاني، تكون عادة ثمار هذا المحصول كبيرة الحجم، قليلة العصيرية، وأقل حلاوة من المحصول الثاني "الأساسي". ولا تزيد نسبة هذا المحصول عن 5-6% من المحصول الكلي، ولا يحمل إلا على أشجار بعمر 4-5 سنوات، وما فوق.
2- المحصول الثاني:
وهو المحصول الأساسي، تحمل ثماره على النموات الحديثة، وتكون ثماره أصغر حجماً من المحصول الأول؛ ولكنها أكثر حلاوة، يبدأ النضج من بداية تموز، وحتى بداية فصل الشتاء. حسب الصنف ومنطقة الزراعة.
كيفية قطف الثمار:
لقطف أكبر قدر ممكن من الثمار في فترة واحدة، ولتكون عملية القطف اقتصادية من ناحية تكاليف الأيدي العاملة، والوقت الذي يستغرقه القطف؛ فإن المزارعين يتبعون أسلوب ( دهان التين)؛ حيث يضعون نقطة من زيت الزيتون أو الإيثلين على رأس حبة التين قبل نضجها؛ ما يجعلها تنضج بعد أربعة أو خمسة أيام. ويقوم المزارع بهذه العملية على عدة أشجار للحصول على كمية ضخمة من التين في فترة قصيرة.
ويتم قطف الثمار منذ الصباح الباكر؛ لكي تبقى في وضع أفضل.
الأمراض والآفات:
يصاب التين بالعديد من الافات التي تؤثر على إنتاجه وجودة ثماره، والتي قد تودي بحياة هذه الشجرة، ومن هذه الآفات:
1- حشرة التين الشمعية "الجرب":
الاسم الانجليزي: Fig wax scale:
والاسم العلمي لها Ceroplastes rusci:
وهي من رتبة : Homoptera:
تعتبر من الآفات التي تنتشر بكثرة، وهي تشبه حشرة الحمضيات الشمعية، إلا أن الدروع فيها أكثر وضوحاً، ويحيط بكل منها شريط ذو لون نحاسي لا يلبث أن يختفي عندما تموت الحشرة. وهي تصيب التين والجوافة والحمضيات واللوز. وتصيب الأفرع والأوراق والثمار.
وتوجد في كافة المناطق، وتختلف شدة الاصابة بها من سنة لأخرى، حسب العوامل البيئية التي تؤثر على نشاط الحشرة.
ومن العوامل التي تؤثر على حشرة التين الشمعية: العوامل الجوية والبيئية، ومدى توفر الأعداء الطبيعية، ومقدار نشاطها.
تقضي الحشرة فترة بياتها الشتوي على شكل حورية أو حشرة كاملة غير ناضجة. وبعد الخروج من البيات الشتوي، تبدأ في التغذية، وتصبح بالغة، وتبدأ في وضع البيض في أواخر الربيع وبداية الصيف، حيث تضع 1000 =1500 بيضة، ويفقس البيض بعد حوالي 3-4 أيام إلى حوريات متحركة، شكلها نجمي لونها بني، يتحول إلى رمادي، تنتشر على أجزاء الشجرة المختلفة، وتتغذى وتتطور لتصبح حشرة كاملة، شكلها نصف كروي، مغطاة بقشرة شمعية بيضاء، عبارة عن 8 صفائح، بالإضافة للصفيحة الأمامية- بعد حوالي 25=35 يومًا، ثم تنضج وتبدأ بوضع البيض ذو اللون الأبيض، الذي يتحول إلى الأحمر. والتوالد فيها بكري، وتفرز مادة عسلية بكثرة تؤدي إلى نمو العفن الأسود. وتقوم بامتصاص العصارة؛ فتضعف الشجرة، وتشوه الثمار، وتؤدي إلى تساقطها.
المكافحة: التخلص من الأفرع المصابة بقدر المستطاع، ويمكن استخدام الزيت الشتوي في فترة السكون، ولأن استخدام المبيدات الحشرية كالسوبرسيد والمارشال يؤدي إلى انتشار العناكب الحمراء، لذلك من المفضل استخدام مواد لها تأثير على الحشرة والعناكب معا، أو استخدام مواد لا تؤثر على الأعداء الطبيعية، ومن المواد المستخدمة:
أ- أنسيجار 25 جم / 100 لتر ماء، وهي مادة تعمل على عدم تطور الحشرة؛ فتموت.
ب- نيوبراسيد: وهو عبارة عن سوبرسيد ونيرون وتستخدم بتركيز 1,5 سم مكعب/اللتر ويكونالرش، بعد فقس البيض في شهر 5 و 6.
2- بسيلا التين : Trioza buxtoni , Homoptera:
تتواجد الحشرة على السطح السفلي للأوراق، وتتغذى على العصارة، وتؤدي إلى حدوث انتفاخات على السطح العلوي، ونموات بيضاء على السطح السفلي، وتقضي بياتها الشتوي مختبئة بين الأفرع، على شكل حشرات كاملة؛ وفي الربيع، تبدأ بوضع البيض، وتشتد خطورتها في شهر مايو.
المقاومة: في فترة السكون يتم رش زيت شتوي مع ملاثيون؛ وفي شهر مايو ترش الأشجار بالملاثيون 3 سم مكعب / اللتر.
3- العناكب والحلم:
يصاب التين بالعنكبوت الأحمر Eotetranychus cucurbilaccarum والحلم، الذي يمتص العصارة ويؤدي إلى تساقط الأوراق، وأحياناً الثمار الصغيرة، ويؤدي إلى ظهور بقع صدئية خشنة على الأوراق، تكون صغيرة، وقد تكبر. والحلم Aceria ficus , Eriophyidae عبارة عن حيوان مخروطي صغير، لا يرى بالعين المجردة، يتواجد عادة على السطح السفلي.
المكافحة:
أ- نيوبراسيد 1,5 سم مكعب/اللتر وهو يفيدللحشرات والعناكب معا.
ب- نيرون 1,5 سم مكعب /اللتر.
كما يمكن استخدام فيرتيمكوبروبال.
4 - حفار ساق التين الاستوائي Batocera Ruformaculata Dgree:
وهو حشرة كبيرة، من فصيلة الحفارات ذات القرون الطويلة Ceramby cidae، من رتبة غمدية الأجنحة Coleptera. طوله أكثر من 5 سم، وقرونها أطول منها، لونها أسود مزرق، واليرقة بيضاء اللون أسطوانية الشكل، رأسها بني غامق، يبلغ طولها عند اكتمال نموها ما يقرب من 10 سم.
تظهر الحشرة الكاملة خلال شهر حزيران، وتنجذب خلال طيرانها في الليل نحو الأنوار القريبة منها، وتضع الأنثى بيوضها خلال فترات قد تمتد لأسابيع، بواقع 2-3 بيضة في الليلة الواحدة، داخل شقوق الأشجار. تتغذى اليرقة بعد الفقس على الطبقة الموجودة تحت القشرة لمدة ثلاثة أشهر تقريباً، ثم تحفر أنفاقها في عمق الخشب وتبقى هناك حتى أوائل الصيف الثاني، لتخرج حشرة كاملة، تعيد دورة حياتها.
الضرر وأعراض الإصابة: تحفر اليرقات أنفاقًا واسعة في جذع الشجرة وفروعها الرئيسية التي يزيد قطرها عن 8 سم، وعندما يصل عدد اليرقات في الشجرة الواحدة إلى 6-7 يرقات، فإن الشجرة تموت خلال ثلاثة شهور، مهما كانت قوية ومقاومة؛ أما وجود عدد أقل من اليرقات فيسبب ضعف نمو الأشجار، وقلة محصولها. كما تتميز الأعراض بظهور تآكل في القشرة السطحية لأشجار التين الفتية، والثمار المشكلة حديثاً، وذلك بفعل الحشرة الكاملة، كما وتخرج من فتحات الأنفاق خيوط بطول 2 سم مصنوعة من نشارة الخشب المتكتلة المصبوغة باللون الأحمر تتجمع عند جذع الشجرة.
المكافحة: يتركز العلاج في مكافحة الحشرة الكاملة قبل أن تتم عمليات التزاوج ووضع البيض ودخول اليرقات في عمق الخشب، وذلك بطريقة جمع الحشرة الكاملة وقتلها، منعاً لتكاثرها، إذ أن المعالجة الكيميائية لا تؤثر فيها.
5 - ذبابة ثمار التين Lonchae aristella bec: وهي من رتبة ذات الجناحين Diptera:
الضرر وأعراض الإصابة: تتغذى اليرقات على كرسي الزهرة؛ ما يسبب سقوط الثمار على الأرض، كما أن الثمار الناضجة عند إصابتها بهذه الحشرة تتعفن وهي على الأشجار؛ ولذلك تعتبر من حشرات التين الخطيرة في منطقتنا. ويمكن ملاحظة الثقوب في الثمار المصابة المتساقطة على الارض وعند فتح الثمرة المصابة نلاحظ وجود اليرقات.
المكافحة: تجمع الثمار المصابة والمتساقطة على الأرض وتحرق، ويمكن رش: روجر بمعدل 1سم مكعب فقط /للتر أو مادة ديمكرون او فوسفاميدون بمعدل 1سم مكعب /اللتر. وفي فترة نضج الثمار يمكن استخدام مبيد ديفيبان.
6 - صدأ التين:
ويتسبب عن الفطر Physopella fici، وفي مراجع أخرى Cerotilium fici. ويؤدي إلى ظهور بقع صغيرة بلون أصفر إلى برتقالي على الأوراق، لا تلبث أن تتسع قليلاً، وتكون بثرات عادة على السطح السفلي، وتصبح متعددة. ويؤدي أحيانا إلى تساقط الأوراق وتدهور الثمار.
المكافحة: رش مركبات النحاس بتركيز 3 جم أو سم مكعب/لتر، مثل: كوسايد وفونجوران، ويفضل رشها بشكل وقائي، خصوصًا عندما تكون الرطوبة عالية، كما يرش بايكور بمعدل 1سم مكعب أو سكور بمعدل 5 – 1 سم مكعب/لتر.
وقد يصيب ثمار التين بعض الأمراض الفيسيولوجية الناتجة عن الظروف البيئية، نذكر منها:
1- تشقق الثمار: مرض فيسيولوجي ناتج عن عدم انتظام الري، أو زيادة الري أثناء نضج الثمار؛ الأمر الذي يؤدي إلى انتفاخ الخلايا، والضغط على القشرة؛ ما يؤدي إلى تشققها، ولا سيما من منطقة فتحة الثمرة. يمكن التقليل من هذه الظاهرة بتنظيم الري وزراعة الأصناف المقاومة.
2- لفحة الشمس: إن ارتفاع درجة الحرارة يؤدي إلى تشقق القلف؛ لذلك لا بد من طلاء جذوع الأشجار بالشيد.
3- سقوط الثمار: تنشأ هذه الظاهرة بسبب الآفات المختلفة، خصوصا ذبابة التين، أو بسبب الجفاف، أو عدم انتظام الري، أو ارتفاع درجة الحرارة بشكل كبير.
أصناف التين:
يزرع في فلسطين العديد من أنواع التين، ولكل نوع منها اسم، يختلف من منطقة إلى أخرى، ومن هذه الأنواع:
1- العناقي :وهو من أشهر أنواع التين، يمتاز بعنقه الطويل، وحلاوته العالية، ويزرع بكثرة في قرية تل.
2- العسالي: وهو شجر يتضخم كثيراً وثمره كبير في الغالب ،أشهب اللون من الداخل بعد نضجه، وسمي بالعسالي من العسل. يمتاز بعلو حلاوة ثماره، وبظهور نقطة من السائل الحلو على رأس الثمرة الناضجة.
3- الخضاري: يكبر أكثر من صنف العسالي، ويتضخم، وخاصة إذا كان في أرض ذات ماء يستقي منها. وثمره منبسط الرأس، متوسط الحلاوة، لونه أخضر، ولذلك يقطف ثمره في الصباح الباكر.
4- البياظي: ثماره أصغر من الخضاري والعسالي، حلوة المذاق، حبته كروية تميل إلى الخشونة قليلاً قبل النضج، وسمي كذلك لبياض ثماره ( أخضر يميل إلى البياض أكثر من باقي الأصناف).
5- الخرطماني: ثماره مستطيلة، شديدة الحلاوة، قليلة اللبن، يميل داخلها إلى اللون الشفاف، لذيذ النكهة.
6- الموازي: أشجارة ضخمة، شديدة الحمل، يتأخر نضج الكثير من ثماره. ثماره أقل حلاوة من باقي الأصناف، طويلة، رأسها منبسط الشكل، لونها يميل إلى الأبيض اللامع.
7- القليبي: يشبه الخرطماني إلى حد ما في اللون والطعم؛ بيد أنه يجود كثيراً إذا سقي بماء قريب من غرسه، فيكبر حجم حبه ويحلو كثيراً، يسميه بعضهم ( الشحامي). تتميز قشرته بسمكها وكأن طبقة من الشحم تعلوها، حبته تشبه شكل الإصبع.
8- السوادي: أخذت تسميته من لونه الأسود من الخارج، ثماره مدورة، كروية الشكل، لذيذة النكهة، رقيقة القشرة، كثيرة اللبن؛ لذلك تبقى بها نسبة من المرار إلى حين النضج الكامل، لبن أشجاره غزير جدًا، وأشد مرارة من لبن باقي الأنواع، يستخدمه البعض لعلاج الثآليل.
9- الغرابي: يشبه السوادي في لونه الخارجي الأسود، بيد أنه مشرب بالحمرة أحياناً، وهو أكبر حجمًا وأشد حلاوة وألذ طعماً منه، ويصلح كثيراً لعمل القطين الجيد من ثمره الناضج.
10- القيسي: حامض المذاق.
11- المليصي: وتنزلق الثمرة من اليد عند محاولة قطفها لرقة قشرتها ونعومتها المتناهية.
12- العديسي: يشبه لونه لون حبة العدس الحمراء كما يشبهها باستدارته. ويسمى بالغزلاني أيضًا، لبنها قليل، متوسطة الحلاوة، خفيفة على المعدة، صغيرة الحجم، لذيذة النكهة.
13- الخروبي: ثماره سميكة القشرة، خروبية اللون، متوسطة الحلاوة. وهو أكثر الأنواع ملاءمة لصناعة "القطين". يمتاز بالإثمار المبكر (تثمر أشجاره في عمر مبكر، قد لا يتعدى ثلاث سنوات).
14- الحمري: ثماره بنية تميل إلى الأحمر من الخارج؛ حمراء اللون من الداخل، حلو المذاق، رقيق القشرة، لذيذ النكهة.
15- الحماضي (الحماظي): سميك الأوراق، ثماره خضراء منقطة بالأبيض قبل النضج؛ إلا أن النقط تختفي عند النضج. ويمتاز بشدة حمرة ثماره من الداخل، حتى قبل نضجها (فج)، لون الثمار من الخارج بني فاتح، وحجمها كبير.
16- الفلطعاوي: ثماره كبيرة الحجم، متوسطة الحلاوة، منبسطة الرأس، حضراء اللون، تثمر في وقت مبكر من السنة.
وهناك تسميات أخرى ربما كان بعضها مما ذكر، وبعضها الآخر لأنواع أخرى منها: العجلوني، الحلاوي، الصفاري، الشنيري، والشباعي، والقراعي، والمواني، وغيرها.
ومعظم الأنواع سابقة الذكر تصلح للتجفيف وعمل القطين، إلا أنها متفاوتة الجودة. وقد اشتهرت بعض القرى بتصنيع القطين، مثل: قرية سلواد في لواء رام الله، حيث يسمونها (سلواد أم القطين)، كما سميت قرية فلسطينية أخرى باسم (التينة)؛ نسبة لشجرة التين وتقع في جنوبي واد الصرار. وسميت منطقة أخرى (بظهر المساطيح) نسبة لمساطيح التين والعنب التي تسطح فيها (المسطاح): هو بقعة صغيرة من الأرض تحت شجرة، يتم تسويتها وتنعيمها؛ لتجفيف القطين عليها؛ إذ كانت تترك ثمار التين عليها لبضعة أيام لتجف، قبل أن تجمع).
وتقع في منطقة بيت لحم في أرض قرية نحالين. كما أطلق على مكان يدعى ( بيت فاجي) أي بيت التين وغيرها.
وحين تبدأ ثمار التين بالتكوّن تسمى "طقش"، وما أن تكبر قليلاً حتى تسمى "فج" أو "عجر"، وفي منتصف شهر آب يبدأ الثمر بالنضج.
أواني جمع التين:
كان الفلاحون يستخدمون أوان خاصة بالجمع منها:
القِرطلَّة: وهي إناء كبير يشبه السلة، تتسع لما يزيد عن خمسة كيلوات من التين، لها مقبض نصف دائري، كانت تصنع من غصون الزيتون الدقيقة، الطويلة التي تزال عن عروق الشجر، ويتم تجليدها بجلد ماعز مدبوغ (أي وضعت له مادة الدباغ، التي تعني مغلي لحاء جذور البلوط).
المُعلاط: وهو إناء مصنوع من قش القمح، له مقبض نصف دائري، يتسع لحوالي كيلوين من ثمار التين، كانت بعض النساء تتفنن في زركشته بالقش المصبوغ بأوان عدة.
وكان الفلاحون يغطون الإناء بأوراق التين بعد تعبئته. ويدعون من يلاقيهم في طريقهم لتناول بضع من ثمار التين، إلى حد انتقاد من لا يفعل ذلك.
تجفيف التين "القطين":
عند نضوج ثمرة التين على الشجرة الأم، تذبل الثمار ثم تتساقط، وتسمى عند ذلك باسم "الذبيل". يجمع المزارع الذبيل ويضعه في مكان جاف، تحت شجرة (على المسطاح)، لبضعة أيام حتى يصبح تيناً مجففاً، وهو ما يطلق عليه اسم (القطين). ويتم رص تمار القطين بالكفين لتتحول من الشكل الكروي إلى المنبسط، ثم يرص في أوان غير قابلة لامتصاص الرطوبة؛ لكي لا تتحجر الثمار، كما كان البعض يحفظ القطين بشك الثمار في خيط على شكل قلائد.
وهناك ملاحظة هامة: وهي أن ثمرة التين التي يجمعها المزارع عن الشجرة الأم، تقل جودتها عن جودة ثمرة التين التي تجمع بعد تساقطها تحت الشجرة الأم دون تدخل المزارع بقطفها.
مربى التين:
يتم غسل ثمار التين جيدًا، ثم يسلق حتى يصبح طريًا، ويضاف إليه السكر والقرنفل والجوز.
يتم غليه على النار حتى ينضج ويعقد قليلاً، بعد إضافة الليمون يترك حتى يبرد، ويوضع في عبوات زجاجية.
إنتاج التين السنوي:
يعتمد إنتاج شجرة التين (مثلها مثل إنتاج بقية الأشجار المثمرة والمحاصيل الشتوية) على كميات مياه الأمطار؛ فكلما كانت كمية الأمطار الهاطلة سنويا كبيرة، فإن الإنتاج يزيد؛ أي أن كمية الإنتاج ترتبط مع كمية الأمطار بعلاقة طردية. وكذلك فإن شجرة التين تحتاج إلى الرعاية والحراثة والاهتمام الكافي لتعطينا إنتاجاً أوفر، ومحصولاً أجود.
تسويق التين:
تعتمد العديد من العائلات الفلسطينية في بعض المناطق الريفية، على زراعة التين كمصدر رئيسي للدخل، وهناك بعض القرى الفلسطينية التي اشتهرت بزراعة هذه الشجرة، مثل: قرية تل في محافظة نابلس، حيث تسوق من 3 – 5 أطنان يومياً.
وتتفاوت أسعار السوق من سنة إلى أخرى، ومن صنف لآخر؛ حسب عوامل العرض والطلب.
القيمة الغذائية والطبية:
شجرة التين غزيرة الإنتاج، تحمل كل عام، تتميز ثمارها بقيمة غذائية كبيرة، وهي ذات طعم ونكهة لذيذة مميزة، تأكل ثمارها طازجة أو مجففة وتدخل في كثير من الصناعات الغذائية، كالمربيات والحلويات، وتوصف لمعالجة العديد من الأمراض.
المركبات | تين طازج | تين جاف |
ماء | 81.9% | 19.4% |
القيمة الحرارية | 47 كالوري | 242 كالوري |
بروتينات | 0.9 غ | 3.5 غ |
مواد دهنية | 0.2غ | 2.7 غ |
سكريات | 11.2 | 58 غ |
ألياف | 0.2 غ | 10.4 |
فيتامينات | ||
B1 | 0.03 ملغ | 0.14 ملغ |
B2 | 0.04 ملغ | 0.10 ملغ |
PP | 0.4 ملغ | 0.6 ملغ |
C | 7 ملغ | 0 ملغ |
A | 15 ملغ | 8 ملغ |
كالسيوم | 43 ملغ | 186 ملغ |
حديد | 0.5 ملغ | 3 ملغ |
إن أغلب المواد الفعالة في التين ذات خواص مطهرة وملينة؛ فهو يستخدم خارجياً لمعالجة الجروح والقروح النتنة بتضميدها بثمار مجففة مغلية، ويعالج التين الإمساك حتى المزمن أو المستعصي منه، أيضاً يفيد منقوع ثمارها في علاج التهابات الجهاز التنفسي، مثل: التهاب القصبة الهوائية والحنجرة، كما أن تناول كأس من منقوع ثمار التين قبل كل طعام، يفيد في تخفيف السعال التشنجي الديكي، الذي يصيب الأطفال. أما إذا استعمل المنقوع غرغرة فإنه يخفف الآلام الناجمة عن التهاب البلعوم.
وقد أثبتت الدراسات الحديثة بأن التين يمنع تشكل الأورام السرطانية.
مصدر الموضوع" مركز المعلومات الوطني الفلسطيني - وفا - الأحبة -