على هامش عرض فيلمها لأول مرة بالجزائر توقفت ألكسندرا دولس في هذا اللقاء القصير مع "الشروق" على ظروف والأسباب التي دفعتها للإشتغال على الثورة الجزائرية.
- - شابة فرنسية تهتم بحرب الجزائر.. لماذا؟
- ** بدأ اهتمامي بحرب الجزائر في إطار دراساتي السينمائية، حيث اشتغلت في مؤسسة إنتاج في إطار فيلم حول "مظاهرات 17 أكتوبر 1961"، وبدأت أكتشف بأن التاريخ الذي تعلمناه في "مدارس الجمهورية" لا علاقة له بما حدث على أرض الواقع كان صورة كاريكاتورية لما أرادوه هم وليس ما حدث فعلا، لذا بدأ اهتمامي بتاريخ الجزائر كـ "فضول سياسي" ليتحوّل فيما بعد إلى رغبة في معرفة مساهمة النساء في الكفاح والحرب انطلاقا من "تفكير نسوي نضالي" أؤمن به أنا شخصيا ويهمني أن أعرف موقع النساء فيه.
- - على أي أساس اخترت المجاهدات اللواتي ظهرن في الفيلم خاصة وأن بعضهن غير معروفات كثيرا إعلاميا؟
- * البداية كانت من كتاب جميلة عمران الذي أعتبره شخصيا أطروحة في التاريخ قرأته واتصلت بها حاورتها وهي التي سهلت لي مهمة لقاء بعض الأسماء وقدمت لي بعض الاتصالات، كانت هناك أسماء لم أتمكن من محاورتها لعدة أسباب، منها المرض، لكنني عامة أردت اكتشاف أسماء أخرى غير معروفة إعلاميا، وأردت أكثر الحديث عن مختلف أشكال النضال النسوي في زمن الثورة خاصة في الجبال والقرى والمداشر، كما كنت أيضا محاصرة بالوقت وبظروف التصوير في الميدان لأن الفيلم نتج في إطار خاص ومستقل عن أي جهة رسمية.
- - هذا أول عرض للعمل بالجزائر وعرض أيضا بفرنسا هل تتوقعين أن يستقبله الجمهور الفرنسي بنفس نظرة الجزائريين؟
- * استقبال العمل أكيد لن يكون في الجزائر بنفس نظرة الفرنسيين لأن الظروف وطريقة تناول التاريخ تختلف بين البلدين في فرنسا أنجزت العمل في ظرف تميز بالإشادة بالاستعمار وقانون 23 فيفري وهنا الرهانات تختلف بين فرنسا والجزائر، في فرنسا يعلمون التاريخ وفق نظرة "مدارس الجمهورية" وفي الجزائر هناك أيضا تناول رسمي للتاريخ القائم على الوطنية.
- - في ظل هذه الظروف هل تعتقدين أن عمل مثل هذا بإمكانه أن يدفع نحو التغيير؟
- * من الصعب جدا أن نتحدث عن التغيير على الأقل على المدى القصير وفيما يخصني لا أدعي بأنني أبحث عن التغيير، العمل مساهمة بسيطة في إثراء النقاش حول التاريخ المشترك بين الضفتين، خارج التاريخ الرسمي وكل ما يهمني أنني أردت صناعة صور محايدة سياسيا