شهر رمضان شهر عبادة ليلاً ونهارًا، أما بالليل فبالقيام بصلاة التراويح وقراءة القرآن، وأما بالنهار فبالصيام والجزاء على ذلك وردت فيه نصوص كثيرة. وفي حديث واحد جمع ثواب الصيام والقرآن، فقال صلّى الله عليه وسلّم: ''الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: يا ربّ منعته الطعام والشهوة بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه فيشفعان'' (رواه أحمد والطبراني والحاكم وصححه). فلو نام الصائم طول النهار، فصيامه صحيح وليس حرامًا عليه أن ينام كثيرًا ما دام يؤدي الصّلوات في أوقاتها، وقد يكون النوم مانعًا له من التورط في أمور لا تليق بالصائم وتتنافى مع حكمة مشروعية الصيام وهي جهاد النفس ضدّ الشهوات والرغبات التي من أهمها شهوتا البطن وشهوة الفرج، ويدخل في جهاد النفس عدم التورط في المعاصي مثل الكذب والزور والغيبة، حيث صحّ في الحديث: ''مَن لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه'' (رواه البخاري).