الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله
هكذا
أحبّوه...فهيا بنا نحبه
إخوتي...أخواتي
تخيلوا معي...وأنظروا
إليه
تأملوا وجهه
ما أروع عيناه
أرأيتم النور
أرأيتم البشاشة والرضا
والراحة
لماذا الحزن في عينيه؟
لماذا هو هاديء وساكن؟
يا الله
إنه
يتيم
هكذا نشأ متواضعا في نفسه
صغيرا في عين نفسه..ما تكبر قطّ
عظيما في
أعين الناس
بلغ اليتم بأعلى درجاته فتيتم ومات أباه وهو في بطن أمه
ومات حنان
الأمومة قبل أن يشب ليراه
ليتني أراه...ليتني كنت معه
ليتني أسير خلف
صاحب الغمامة وأراها تظله حبا له
أترون
أحبته الغمامه
ليتني كنت معه وهو
يسير مع جده ويراه الراهب ويخبرهم أنه نبي فيجلس الحبيب سلم ويميل
عليه فيء الشجرة ليظله
حتى فيء الشجرة أحبه
ليتني كنت معه عندما بكي جزع
الشجرة وأن
ليتني أمس الثرى تحت أقدامه سلم
من رآه بديهة
هابه ومن خالطه معرفة أحَبه
وكأنني أرى الأنصار يقفون ويتساءلون تحت حرارة
الشمس الحارقة عن موعد وصول موكبه
متى يأتي؟
هذا يصعد النخلة ويصبر على الأذي
والألم والعطش ليراقب الطريق لعله يراه
وهذا يجلس على الرمال الملتهبة وقد سبقه
قلبه ليبحث عن طيفه هنا وهناك
ملأ الشوق جوارحهم وتحركت بين الضلوع أفئدتهم شوقا
لرؤيته
ومنهم من لم يراه أبدا من قبل
لماذا أحبوه وإشتاقوا
إليه؟
هنيئا لأعينكم التي صافحتها صورته
هنيئا لأنفاسكم التي خالطت في
الهواء أنفاسه
قالها
سعد بن معاذ
والصدق يشهد أنها كلمات قلب لا
كلمات لسان
"يا رسول الله: صِلْ حبلَ مَن شِئت واقطع حَبلَ مَن شِئت
وسَالِم مَن شِئت وحَارِب مَن شِئت وأعْطِنا ما شِئت وما
أخَذْتَ مِنَّا
كانَ أحَبَّ إلينا مما تَركت فوالله لو اسْتَعرَضْت
بِنا البَحْر فخـُضْتهُ
لَخـُضناهُ معك ما تَخـَلـَّفَ مِنَّا رَجُلٌ واحِد"
فهل نويت يوما أن تسالم من
يحبه...وأن تقاطع من يسبه؟
ضربَ المشركون يوماً أبا بكر رضي الله عنه
ضرباً شديداً
حتى أغمِيَ عليه وحُمِلَ إلى بيته وقد تورَّم وجهه من شدة الضرب
فلما أفاق آخر النهار كان أول ما تكلـّم أنْ سأل:
ماذا فعل رسول
الله؟
فقالوا له: إنه بخير، فقال: أين هو؟
قالوا: في دار الأرقم بن أبي
الأرقم
فحلف ألا يذوق طعاماً ولا شراباً حتى يأتي رسول الله فلما
سكن الناس
وهدأ القوم خرجوا بأبي بكر يحملونه حتى
أدخلوه على رسول الله
فهل
أستيقظت يوما...وأنت تشتاق إليه؟
أبو بكر
يحرس
رسول الله فيمشي
أمامه تارةً خشيةً أن يفاجئه أحد
ثم يُخيّل إليه أنّ أحداً ربما هاجمه من خلفه
فيسير خلفه ..وهكذا..
وعندما انتهيا إلى الغار قال أبو بكر: مكانك يا رسول
الله
حتى أستبريء لك الغار فدخل هو أولاً ليستطلع الغار
خشية أن يكون فيه
شيء يؤذي رسول الله
فهل أحببته كحب أبي بكر؟ولو للحظات؟
لما
خلـَصَ المشركون إلى رسول الله
في غزوة أحُدٍ فجرحوا وجهه وكسروا رباعيتهُ
أحاطـَ بهِ نفرٌ من المسلمين يفدونه بأنفسهم وقـُتلوا بين يديه.
ودخلت
حلقتان من حِلـَقِ المعفر في وجهه فانتزعهما
أبو عبيدة بن الجراح
بأسنانه
حتى سقطت ثنِيَّتاه مِن شِدة
غوصهما في وجهه.
ومَصَّ مالك بن
سنان
(والد أبي سعيد الخدري)
جَرْحَ رسول الله حتى أنـْقاه
فقال له:
مُجَّه، فقال: والله ما أمَّجُّه أبداً.
أرأيتم كيف
أحبه
عندما أسرت قريش خـُبيب بن عدي ورفعوه على الخشبة
ليقتلوه فقال له
أحدهم: أتُحِبُّ محمداً مكانك وأنت في أهلِكَ
سالِمٌ مُعافى؟ فقال لهم:
لا
والله ما أحِبُّ أنْ يُشاكَ مُحمدٌ شوكةً في قدمِهِ ولا أفديهِ بنفسي.
فهلا
أقتدينا بخبيب
وأحببناه كما أحبه
عن النبي سلم:
قال
(ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما
سواهما) رواه البخاري.
فهل ذقتم حلاوة الإيمان؟
ويقول شيخ
الإسلام ابن تيميه رحمه الله تعالى:
إن حلاوة الإيمان لا توجد إلا بتكميل هذه
المحبة بثلاثة أمور، حتى يجد المسلم حلاوة الإيمان، فإيمان بعض المسلمين بارد،
ولذلك لا يستشعرون له طعماً ولا مذاقاً، ولا يحسون به وجوداً مطلقا، وذلك لأنهم
فقدوا حلاوة هذا الإيمان وطلاوته، يقول رحمه الله: تكميل هذه المحبة أن يكون الله
ورسوله أحب إليه مما سواهما، ليس المقصود أصل الحب فقط، ليس المقصود فقط أن نحب،
لا، وإنما موافقة ما يحبه المحبوب، وكره ما يكرهه المحبوب؛ لأن بعض المسلمين يحبون
الله ورسوله، لكن لا يحبون الله ورسوله أكثر من باقي الأشياء
هكذا
أحبوه
وهكذا لابد أن نحبه
اللهم أجمعنا بالحبيب سلم في جنتك
وتحت ظل عرشك
وألهمنا كيف نحبه ونقتدي به ونتبع سنته
اللهم آمين
أختكم
في الله
هكذا
أحبّوه...فهيا بنا نحبه
إخوتي...أخواتي
تخيلوا معي...وأنظروا
إليه
تأملوا وجهه
ما أروع عيناه
أرأيتم النور
أرأيتم البشاشة والرضا
والراحة
لماذا الحزن في عينيه؟
لماذا هو هاديء وساكن؟
يا الله
إنه
يتيم
هكذا نشأ متواضعا في نفسه
صغيرا في عين نفسه..ما تكبر قطّ
عظيما في
أعين الناس
بلغ اليتم بأعلى درجاته فتيتم ومات أباه وهو في بطن أمه
ومات حنان
الأمومة قبل أن يشب ليراه
ليتني أراه...ليتني كنت معه
ليتني أسير خلف
صاحب الغمامة وأراها تظله حبا له
أترون
أحبته الغمامه
ليتني كنت معه وهو
يسير مع جده ويراه الراهب ويخبرهم أنه نبي فيجلس الحبيب سلم ويميل
عليه فيء الشجرة ليظله
حتى فيء الشجرة أحبه
ليتني كنت معه عندما بكي جزع
الشجرة وأن
ليتني أمس الثرى تحت أقدامه سلم
من رآه بديهة
هابه ومن خالطه معرفة أحَبه
وكأنني أرى الأنصار يقفون ويتساءلون تحت حرارة
الشمس الحارقة عن موعد وصول موكبه
متى يأتي؟
هذا يصعد النخلة ويصبر على الأذي
والألم والعطش ليراقب الطريق لعله يراه
وهذا يجلس على الرمال الملتهبة وقد سبقه
قلبه ليبحث عن طيفه هنا وهناك
ملأ الشوق جوارحهم وتحركت بين الضلوع أفئدتهم شوقا
لرؤيته
ومنهم من لم يراه أبدا من قبل
لماذا أحبوه وإشتاقوا
إليه؟
هنيئا لأعينكم التي صافحتها صورته
هنيئا لأنفاسكم التي خالطت في
الهواء أنفاسه
قالها
سعد بن معاذ
والصدق يشهد أنها كلمات قلب لا
كلمات لسان
"يا رسول الله: صِلْ حبلَ مَن شِئت واقطع حَبلَ مَن شِئت
وسَالِم مَن شِئت وحَارِب مَن شِئت وأعْطِنا ما شِئت وما
أخَذْتَ مِنَّا
كانَ أحَبَّ إلينا مما تَركت فوالله لو اسْتَعرَضْت
بِنا البَحْر فخـُضْتهُ
لَخـُضناهُ معك ما تَخـَلـَّفَ مِنَّا رَجُلٌ واحِد"
فهل نويت يوما أن تسالم من
يحبه...وأن تقاطع من يسبه؟
ضربَ المشركون يوماً أبا بكر رضي الله عنه
ضرباً شديداً
حتى أغمِيَ عليه وحُمِلَ إلى بيته وقد تورَّم وجهه من شدة الضرب
فلما أفاق آخر النهار كان أول ما تكلـّم أنْ سأل:
ماذا فعل رسول
الله؟
فقالوا له: إنه بخير، فقال: أين هو؟
قالوا: في دار الأرقم بن أبي
الأرقم
فحلف ألا يذوق طعاماً ولا شراباً حتى يأتي رسول الله فلما
سكن الناس
وهدأ القوم خرجوا بأبي بكر يحملونه حتى
أدخلوه على رسول الله
فهل
أستيقظت يوما...وأنت تشتاق إليه؟
أبو بكر
يحرس
رسول الله فيمشي
أمامه تارةً خشيةً أن يفاجئه أحد
ثم يُخيّل إليه أنّ أحداً ربما هاجمه من خلفه
فيسير خلفه ..وهكذا..
وعندما انتهيا إلى الغار قال أبو بكر: مكانك يا رسول
الله
حتى أستبريء لك الغار فدخل هو أولاً ليستطلع الغار
خشية أن يكون فيه
شيء يؤذي رسول الله
فهل أحببته كحب أبي بكر؟ولو للحظات؟
لما
خلـَصَ المشركون إلى رسول الله
في غزوة أحُدٍ فجرحوا وجهه وكسروا رباعيتهُ
أحاطـَ بهِ نفرٌ من المسلمين يفدونه بأنفسهم وقـُتلوا بين يديه.
ودخلت
حلقتان من حِلـَقِ المعفر في وجهه فانتزعهما
أبو عبيدة بن الجراح
بأسنانه
حتى سقطت ثنِيَّتاه مِن شِدة
غوصهما في وجهه.
ومَصَّ مالك بن
سنان
(والد أبي سعيد الخدري)
جَرْحَ رسول الله حتى أنـْقاه
فقال له:
مُجَّه، فقال: والله ما أمَّجُّه أبداً.
أرأيتم كيف
أحبه
عندما أسرت قريش خـُبيب بن عدي ورفعوه على الخشبة
ليقتلوه فقال له
أحدهم: أتُحِبُّ محمداً مكانك وأنت في أهلِكَ
سالِمٌ مُعافى؟ فقال لهم:
لا
والله ما أحِبُّ أنْ يُشاكَ مُحمدٌ شوكةً في قدمِهِ ولا أفديهِ بنفسي.
فهلا
أقتدينا بخبيب
وأحببناه كما أحبه
عن النبي سلم:
قال
(ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما
سواهما) رواه البخاري.
فهل ذقتم حلاوة الإيمان؟
ويقول شيخ
الإسلام ابن تيميه رحمه الله تعالى:
إن حلاوة الإيمان لا توجد إلا بتكميل هذه
المحبة بثلاثة أمور، حتى يجد المسلم حلاوة الإيمان، فإيمان بعض المسلمين بارد،
ولذلك لا يستشعرون له طعماً ولا مذاقاً، ولا يحسون به وجوداً مطلقا، وذلك لأنهم
فقدوا حلاوة هذا الإيمان وطلاوته، يقول رحمه الله: تكميل هذه المحبة أن يكون الله
ورسوله أحب إليه مما سواهما، ليس المقصود أصل الحب فقط، ليس المقصود فقط أن نحب،
لا، وإنما موافقة ما يحبه المحبوب، وكره ما يكرهه المحبوب؛ لأن بعض المسلمين يحبون
الله ورسوله، لكن لا يحبون الله ورسوله أكثر من باقي الأشياء
هكذا
أحبوه
وهكذا لابد أن نحبه
اللهم أجمعنا بالحبيب سلم في جنتك
وتحت ظل عرشك
وألهمنا كيف نحبه ونقتدي به ونتبع سنته
اللهم آمين
أختكم
في الله