ألف تحية وسلام لشعبنا الفلسطيني المقدام |
بقلم: د. وائل محي الدين الزرد عظيم والله هو شعبنا الفلسطيني، يصنع من الموت جميل الحياة ويبدع في وقت تقتل فيه كل مقومات الإبداع، ويجيد فن الصمود والصبر في غياب معظم عوامل الصبر والصمود، ويتقن المقاومة والجهاد ومعاندة المستكبرين وكأنه يمتلك الأسلحة التي لا تقهر، حقاً إنه شعب فلسطين فألفُ تحيةٍ له وألفُ سلامٍ. في ظل العدوان الصهيوني على قطاع غزة تجلت وبكل وضوح عظمة هذا الشعب الفلسطيني ومن كل الجوانب حتى صار مثلاً لكل الشعوب المقهورة التي تريد أن تحيى بعزةٍ وكرامةٍ رغم أنف كل الظالمين. ومما سمعناه في أيام العدوان من بعض المحللين السياسيين أنه لو كان هذا الضرب البحري والجوي والبري على عاصمة عربية كبيرة ذات عدد وعدة وجيش ومقدرات لربما سقطت وسقط الشعب معها في الأيام الأولى من العدوان ولكن أن يصمد شعب قطاع غزة فهذا والله من المعجزات في هذه الزمن. *) ألف تحية وسلام لشعبنا الفلسطيني كله على صبره واحتماله وتضحياته فجزى الله خيراً كل الصابرين المحتسبين من أبناء شعبنا العظيم الذين قصفت منازلهم فصبروا ودمرت بيوتهم فاحتسبوا وتعطلت سبل حياتهم [فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ] . بوركت يا شعبنا العظيم وأنت تحتضن الجهاد والمجاهدين فتفتح لهم البيوت وتقدم لهم المعونات بل وتعطيهم فلذات الأكباد وتقدم للمجاهدين الغالي والنفيس من أجل أن تبقى كلمة الله هي العليا، والصبر والثبات والتضحية والفداء كل هذا هو سيد الموقف في مسيرة عطائك بلا حدود فحقاً لك منا ألف تحية وسلام. *) وألف تحية وسلام لحكومة شعبنا الفلسطيني وللأجهزة الأمنية الذين عملوا برغم قصف كل المقرات الأمنية وفقدان كل مقومات العمل الأمني الشرطي، ومع ذلك بقيت الشرطة تمارس عملها مع تغير في الزى الرسمي فقط، وبقيت الأجهزة الأمنية تحافظ على أمن المواطنين في الليل والنهار برغم القصف العشوائي والمدمر، فلا سرقات ولا قتل ولا بيع مخدرات، والعصي لمن عصى. ووزارة الداخلية يستشهد منها الوزير ومدير الشرطة ومدير الأمن والحماية وعدد كبير من ضباط وأفراد الشرطة ومع كل هذا تبقى على عملها ومن اليوم الأول الذي أعلن فيه وقف لإطلاق النار شوهدت الشرطة الفلسطينية بكامل قوتها تنزل للميدان مرة ثانية، إنها والله لحكومة ترعاها أيدٍ أمينة جعلت همها الأول كيف يحيى الشعب بأمن وأمان فحقاً لكم منا ألف تحية وسلام. حكومة في مثل هذه الظروف ينفرط عقدها وتتلاشى معالمها، بينما الحكومة في غزة عجيب أمرها: توزع رواتب الموظفين، وتنظم حركة المعابر للداخلين والخارجين، وتستقبل الأطباء من خارج القطاع، وتحسن توزيع المعونات على الناس عبر لجان مختصة، وتتابع حركة البضائع على المعابر كلها، هذه الحكومة لها منا ألف تحية وسلام. *) وألف تحية وسلام لكل العاملين في الإسعاف والخدمات الطبية على عظيم جهدهم الذي شوهد ولوحظ بشكل أذهل الأطباء الذين جاءوا من الخارج، بسالة وتضحية وإقدام وفداء قل أن يكون له مثيل في هذا العالم، عملٌ تحت النار وفي الميدان وفي الخطوط المتقدمة، حقاً إنه الجهاد بعينه. المستشفيات في القطاع لا يوجد بها التجهيزات الخاصة بكارثة تجتاح الشعب في قطاع غزة من شماله حتى جنوبه بهذا العدد الكبير من الشهداء والجرحى والمصابين وفي يوم واحد، ومع ذلك أبلى العاملون في المستشفيات والإسعاف بلاءً حسناً واستطاعوا بفضل الله تعالى أن يطببوا الجرحى ويعالجوا المصابين وذلك بوصل الليل بالنهار فلهم منا ألف تحية وسلام. *) وألف تحية وسلام لكل العاملين في بلديات قطاع غزة والدفاع المدني والذين كانوا يصلون كل ما قطعه الاحتلال فأعانهم الله على ما بذلوه من جهد وتعب في سبيل توفير حياة كريمة للمواطنين في قطاع غزة المنكوب. ولقد سعى العدو الصهيوني قاتله الله أن يعطب كل شبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي مما زاد حالة الضنك المعيشي في قطاع غزة، إضافة إلى القصف القاتل المستمر مما جعل الناس يخافون من كل شيء ومنعهم الخروج من منازلهم، ومع كل هذا إلا أن العاملين في بلديات قطاع غزة وشركات الكهرباء وشركات المياه وكذلك العاملون في الدفاع المدني ما اكترثوا بالقصف ولا بآلة الدمار ومضوا في طريقهم يعملون ويعملون فلهم منا ألف تحية وسلام. *) وألف تحية وسلام لكل العاملين في القنوات الفضائية والإذاعات المحلية الذين واكبوا العدوان الصهيوني على قطاع غزة لحظة بلحظة وعملوا مع عقارب الساعة دقيقة بدقيقة، سهروا الليل وتحركوا في النهار ومع التهديد ومحاولات القصف التي كان هدفها ثنيهم عن المواصلة غير أنهم مضوا في طريقهم ينقلون للعالم صورة الاحتلال الظالم البغيض وهو يقتل ويدمر. وكانت القنوات الفضائية هي الصورة الناطقة لما يحدث في قطاع غزة من مجازر حقيقية وكوارث إنسانية على يد قوات الاحتلال الصهيوني ضد المدنين الآمنين في قطاع غزة، مما أشعل فتيل التحرك الشعبي والجماهيري في العالم كله، وحقاً تميزت بعض القنوات عن بعض فبينما تعرض القنوات الشريفة مصائب الناس في قطاع غزة ومآسيهم انشغل الكثير من القنوات بنقل المباريات والمسلسلات والأفلام وكل إناء ينضح بما فيه، فللقنوات الشريفة ألف تحية وسلام. ومضت الإذاعات المحلية تخبر الناس بالخبر قبل نزوله على أرض الواقع أحياناً مثلما كانت تفعل بعض الإذاعات، ومراسلوها ينقلون على الهواء مباشرة ما يُبَثُ من فوهة الطائرة القاتلة فلهم منا ألف تحية وسلام. وختاماً: شاء الله تعالى لشعبنا الفلسطيني أن يكون طليعة الشعوب في هذه الأيام في مسيرة استرداد الحق بالقوة وانتزاعه من أيدي الظالمين ليكون بذلك قدوة لكل من سلب حقه وضاعت بلاده، وإنه والله لقدوة للشعوب بكل شرائحه وفئاته وبكل العاملين في أي مجال فيه. فلشعبنا ولكل العاملين فيه ولكل صانعي الحياة فيه ألف تحية .. وألف سلام .. وألف محبة وتقدير |
