:كلمات من فيض الفؤاد
يحتار اللسان في كثير من المرات في ترجمان
ما يفيض به الوجدان
من عبرات وعبارات لكنه يجنح في النهاية إلى تفويض العيون
على أمل لكنها لا تملك سوى الدموع ..
فتتسلل العبارات متزحلقة فيتلقاها القلم :
لا تحزن ولا تبكي
سنلتقي يوماً ونحكي . .
معاً قصص اليوم وأمس
فأنت من قال لي أن غروب الشمس ...
الغروب . . وأي مشهد مثل الغروب ينسي. .
وجدُتني أسير بين جداول جافة
تتلألأ حول بصمات غامضة وأسرار دفينة
سقيت بأريج الحزن والهموم.
كانت تستحلف خبايا الليل الحالك :"لا ترفع صوتك عالياً
فيصيح عاجزاً ببحة هامساً في آذان الشجر المتهاوي على حواف الحقول الخضراء :
إهوي بهدوء . لا تفسدي أصوات الخرير والبوم ..
لا توقظي جفن الهلال السقيم
فعيناه تتنفس النوم بنسيم الليل في مولد النجوم .. فيأبى
إنه هناك
عيني تراه .. أبتهل إليه ليحملني معه
فيشدني الشجر المتهاوي على قدماي
آ آ ه زاد ألمي وأملي . . إنه قدري ؟
لا وربي فالقدر بات يدفعني
إلى فجر واعد ربما يطول مع عمر عجائز يئسن من عبرات الماضي والسهر
براكين تلك التي بداخلي
حمراء. . آثرت البقاء .. خامدة لتتجمع حاشدة
تعد لخروج واحد لست أدري متى . .
نسيت يومي فبت أعيش نهاري ليلاً وليلي أرقا
ضاقت حتى ظننتها ضائقة . .
فالتفت مسمعي واشرأب قلبي
رفع صوت الحق"الله أكبر"
فتهاطلت أنوار الإيمان متلألئة من سماء الطمأنينة
تواسي جفاف الجداول العليلة
فبددت أريج الحزن وسقت الحقول الخضراء الجميلة
فقامت الأشجار مؤذنة لأمل واعد
وأبشرالهلال قمراً يزهو ببدر باسم
لتهب نسائم الصبا تزف خبر الشوق القادم
حتى خر الليل صعقاً وتبلج الصبح مستبشرا.
فأشرقت أنوار الحق سائحة
فما عدت أرى قلمي ولا يدي فأجبت قائما الله أكبر.
ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل