ثانيا: من البعثة حتى الهجرة
الهجــرة
و ما ان عاد الأنصار الى يثرب حتى أذن الرسول للمسلمين
بالهجرة فخرجوا من مكة زرافات و وحدانا يتسللون خوفا من منع قريش لهم و ظلت
الهجرة حوالى شهرين تقريبا(من آخر ذى الحجة الى أول ربيع الأول)حتى خلت
معظم ديار المسلمين فى مكة من ساكنيها و لم يبق بمكة غير الرسول و أبى بكر و
علي و آل بيوتهم و المستضعفين من المسلمين
وكان وقع الهجرة على مشركي قريش سيئا فحاولوا منع
المسلمين بشتى الطرق الإرهابية ولكنها لم تجد فتيلا, فتآمروا بالرسول صلى
الله عليه و سلم فى دار الندوة و استقر رأيهم على الفتك به بطريقة تضمن
تفرق دمه فى القبائل فلا يكون لأهله حتى المطالبة به فانتقوا من كل قبيلة
شابا قويا, و أوكلوا إليه حصار بيت الرسول و أن يقتلوه بضربة واحدة, و لكن
كان تدبير الله أقوى من تدبيرهم, كما قال تعالى: وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ،فأطلع
رسوله على تدبير قريش و أوصى إليه بالهجرة إلى يثرب فنام علي فى فراش
الرسول و تغطى ببردته ليغرر بالمحاصرين, و اصطحب الرسول معه أبا بكر و خرجا
ليلا إلى جنوب مكة و اختفيا فى غار جبل ثور و مكثا فيه ثلاثة أيام و كان
عبد الله بن أبى بكر و أخته أسماء يحملان الأخبار و الطعام و الماء إليهما
جن جنون قريش عندما عرفت أنها باتت تحرس علي وأن
الرسول خرج من مكة سليما معافى, فاتجه رجالها للبحث عنه فى كل مكان و وصل
بهم قصاصو الأثر حتى باب الغار الذى يختبىء فيه الرسول و صاحبه, و لكن جند
الله كانت تحرسه و تسهر عليه و أيده الله بجنود شاهدها الناس كالحمام و
العنكبوت و جندا لم يشاهدوها و هى التى عناها الحق فى قوله تعالى وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا
و بعد أن مكثا فى الغار ثلاثة أيام ركبا صوب يثرب و كان عليهما أن يختارا
طريقا غير الطريق المعهود حتى لا تظفر بهما قريش فاتخذا من"عبد الله بن
أريقط"دليلا لهما فسلك بهما الطريق الغربى المحاذى للبحر الاحمر و هو طريق
وعر غير مسلوك لكثرة ما فيه من صعوبات و مشاق تحملها الرسول و صاحبه و
قطعوا مسافة 510 ميلا تحت الشمس الحارقة تطاردهم مكة بأسرها و قد أدركهم
بعض المطاردين فحماهم الله منهم, قطعوا المسافة فى ثمانية أيام و وصلوا الى
قباء ضاحية يثرب يوم الأثنين الثانى عشر من شهر ربيع الأول
و قبل أن ننتقل إلى الدور المدنى فى حياة الرسول يجمل بنا أن نذكر سمات الدعوة الإسلامية فى دورها المكي
استغرقت الدعوة الإسلامية فى دورها المكى(من البعثة حتى الهجرة)اثنتى عشرة
سنة و خمسة أشهر وواحد و عشرون يوما نزل فيها على الرسول
سلم معظم القرآن فنزل بمكة اثنتان وثمانون سورة من جملة سور القرآن البالغة
مائة و أربع و عشرة بالإضافة إلى اثنتى عشرة سورة مشتركة بين المكى
والمدنى و اشتمل التشريع المكي على أهم ما جاءت من أجله الدعوة الإسلامية,
كما يتميز بأنه تشريع كلي, أى أنه يهتم بالأمور الكلية ولا يتعرض لأحكام
جزئية و يمكن تلخيص سمات التشريع المكي فيما يأتى
اولا:الوحدانية و رفض عبادة الأوثان و أن تكون هذه العقيدة أساسا لبناء المجتمع الجديد
ثانيا: تقرير فكرة البعث و الحساب واليوم الآخر و أن كل إنسان يحاسب بمفرده على عمله فلا تزر وازرة وزر أخرى
ثالثا: وحدة الرسالات السماوية و أنها تستمد أصولها من منبع واحد هو الله سبحانه وتعالى
رابعا: بيان الصفات التى تقرب العبد من ربه و التى تبعده عنه
خامسا: اذابة الفوارق بين الطبقات و الغاء
العصبية القبلية فالناس جميعا متساوون فى الحقوق و الواجبات فكلهم من ذكر و
أنثى, و أن الأفضلية لا تكون إلا بمقدار تقوى العبد لربه{إِنَّ
أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ}
الهجــرة
و ما ان عاد الأنصار الى يثرب حتى أذن الرسول للمسلمين
بالهجرة فخرجوا من مكة زرافات و وحدانا يتسللون خوفا من منع قريش لهم و ظلت
الهجرة حوالى شهرين تقريبا(من آخر ذى الحجة الى أول ربيع الأول)حتى خلت
معظم ديار المسلمين فى مكة من ساكنيها و لم يبق بمكة غير الرسول و أبى بكر و
علي و آل بيوتهم و المستضعفين من المسلمين
وكان وقع الهجرة على مشركي قريش سيئا فحاولوا منع
المسلمين بشتى الطرق الإرهابية ولكنها لم تجد فتيلا, فتآمروا بالرسول صلى
الله عليه و سلم فى دار الندوة و استقر رأيهم على الفتك به بطريقة تضمن
تفرق دمه فى القبائل فلا يكون لأهله حتى المطالبة به فانتقوا من كل قبيلة
شابا قويا, و أوكلوا إليه حصار بيت الرسول و أن يقتلوه بضربة واحدة, و لكن
كان تدبير الله أقوى من تدبيرهم, كما قال تعالى: وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ،فأطلع
رسوله على تدبير قريش و أوصى إليه بالهجرة إلى يثرب فنام علي فى فراش
الرسول و تغطى ببردته ليغرر بالمحاصرين, و اصطحب الرسول معه أبا بكر و خرجا
ليلا إلى جنوب مكة و اختفيا فى غار جبل ثور و مكثا فيه ثلاثة أيام و كان
عبد الله بن أبى بكر و أخته أسماء يحملان الأخبار و الطعام و الماء إليهما
جن جنون قريش عندما عرفت أنها باتت تحرس علي وأن
الرسول خرج من مكة سليما معافى, فاتجه رجالها للبحث عنه فى كل مكان و وصل
بهم قصاصو الأثر حتى باب الغار الذى يختبىء فيه الرسول و صاحبه, و لكن جند
الله كانت تحرسه و تسهر عليه و أيده الله بجنود شاهدها الناس كالحمام و
العنكبوت و جندا لم يشاهدوها و هى التى عناها الحق فى قوله تعالى وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا
و بعد أن مكثا فى الغار ثلاثة أيام ركبا صوب يثرب و كان عليهما أن يختارا
طريقا غير الطريق المعهود حتى لا تظفر بهما قريش فاتخذا من"عبد الله بن
أريقط"دليلا لهما فسلك بهما الطريق الغربى المحاذى للبحر الاحمر و هو طريق
وعر غير مسلوك لكثرة ما فيه من صعوبات و مشاق تحملها الرسول و صاحبه و
قطعوا مسافة 510 ميلا تحت الشمس الحارقة تطاردهم مكة بأسرها و قد أدركهم
بعض المطاردين فحماهم الله منهم, قطعوا المسافة فى ثمانية أيام و وصلوا الى
قباء ضاحية يثرب يوم الأثنين الثانى عشر من شهر ربيع الأول
و قبل أن ننتقل إلى الدور المدنى فى حياة الرسول يجمل بنا أن نذكر سمات الدعوة الإسلامية فى دورها المكي
استغرقت الدعوة الإسلامية فى دورها المكى(من البعثة حتى الهجرة)اثنتى عشرة
سنة و خمسة أشهر وواحد و عشرون يوما نزل فيها على الرسول
سلم معظم القرآن فنزل بمكة اثنتان وثمانون سورة من جملة سور القرآن البالغة
مائة و أربع و عشرة بالإضافة إلى اثنتى عشرة سورة مشتركة بين المكى
والمدنى و اشتمل التشريع المكي على أهم ما جاءت من أجله الدعوة الإسلامية,
كما يتميز بأنه تشريع كلي, أى أنه يهتم بالأمور الكلية ولا يتعرض لأحكام
جزئية و يمكن تلخيص سمات التشريع المكي فيما يأتى
اولا:الوحدانية و رفض عبادة الأوثان و أن تكون هذه العقيدة أساسا لبناء المجتمع الجديد
ثانيا: تقرير فكرة البعث و الحساب واليوم الآخر و أن كل إنسان يحاسب بمفرده على عمله فلا تزر وازرة وزر أخرى
ثالثا: وحدة الرسالات السماوية و أنها تستمد أصولها من منبع واحد هو الله سبحانه وتعالى
رابعا: بيان الصفات التى تقرب العبد من ربه و التى تبعده عنه
خامسا: اذابة الفوارق بين الطبقات و الغاء
العصبية القبلية فالناس جميعا متساوون فى الحقوق و الواجبات فكلهم من ذكر و
أنثى, و أن الأفضلية لا تكون إلا بمقدار تقوى العبد لربه{إِنَّ
أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ}
سادسا: فرضت الزكاة و الصلاة فى هذا العصر