· مفهوم الإيمان
1. الإيمان اعتقاد وقول وعمل. فهو اعتقاد القلب في
الله ورسوله سلم وكل ما جاء به الشرع اعتقادا جازما لا يرد
عليه شك، ولا ريبة
2. ثم إتباع ذلك الاعتقاد بعمل الجوارح حتى يطابق
الظاهر الباطن. قال الله تعالى ((إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ
آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا
بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ
الصَّادِقُونَ {15} الحجرات )) .
وهذا الاعتقاد الجازم لابد أن يكون في أمر مغيب عن الناس، فالإيمان بهذا الغيب هو الذي يتفاضل فيه الناس ويتفاوتون
3. والإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، قال تعالى
{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ
قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا
وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ {2} الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ
وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ {3} أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ
حَقًّا لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ
{4} الأنفال ،
4. وله شعب كما أخبر الصادق المصدوق، أعلاها لا إله
إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -سلم- « الإِيمَانُ بِضْعٌ
وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لاَ
إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ
وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ ». أخرجه مسلم 0
5. وله عرى كثيرة أوثقها: الحب في الله والبغض في
الله، والموالاة في الله والمعاداة في الله. فعَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ
قَالَ كُنَّا جُلُوساً عِنْدَ النَّبِىِّ -سلم- فَقَالَ «
أَىُّ عُرَى الإِسْلاَمِ أَوْثَقُ ». قَالُوا الصَّلاَةُ. قَالَ « حَسَنَةٌ
وَمَا هِىَ بِهَا ». قَالُوا الزَّكَاةُ. قَالَ « حَسَنَةٌ وَمَا هِىَ
بِهَا ». قَالُوا صِيَامُ رَمَضَانَ. قَالَ « حَسَنٌ وَمَا هُوَ بِهِ ».
قَالُوا الْحَجُّ. قَالَ « حَسَنٌ وَمَا هُوَ بِهِ ». قَالُوا الْجِهَادُ.
قَالَ « حَسَنٌ وَمَا هُوَ بِهِ ». قَالَ « إِنَّ أَوْسَطَ عُرَى
الإِيمَانِ أَنْ تُحِبَّ فِى اللَّهِ وَتُبْغِضَ فِى اللَّهِ ». أخرجه أحمد
6. ومن انتقض إيمانه بشيء من نواقض الإيمان فكفر، لم
تنفعه بقية شعب الإيمان إن وجدت عنده. ومن ارتكب المعاصي (غير الكفر
والشرك بالله ) فهو إلى مشيئة الله، إن شاء عذبه، وإن شاء غفر له، ما دام
عنده أصل الإيمان. فينبغي علينا الحرص على الطاعة والمبادرة إلى العمل
الصالح. والمسابقة إلى الخيرات، ليبقى إيماننا في ازدياد، مع المحافظة
دوماً على أصل الإيمان وتحصينه، فإنه رأس المال وعروة النجاة الوثقى.