ظاهرة التعرى والتكشف بين النساء
فمن يؤسف له أن تميل بعض بنات الإسلام هذا الميل الغريب
وتنافس نساءالغرب في تكشفهن حتى أصبح هناك شيء
من التساهل على خلاف ما عهدنا منذ زمن قريب فيمجالس عامة للنساء
بل وأصبحنا نرى فيهن بعضاً من النساء الكاسيات العاريات لايردعهن حياء ولا إيمان.
يَعِيشُ المَـرْءُ ما اسْتَحْيَـا بِخَـيْرٍ = ويَبْقَى العُـودُ ما بَقِيَ اللِّحَـاءُ
فلا والـلَّهِ ما في الـعَـيْشِ خيرٌ = ولاالدنـيا إِذا ذَهَـبَ الحَـيَـاءُ
إِذا لم تَخْشَ عاقـبـةَ الـلَّيَـالِي = ولَمْ تَسْـتَحِ فَاصْـنَعْ ما تشـاءُ*
وإن مما يحز في النفس ويدمي القلب انتشار هذا اللباس في أوساط بعضالأسر الملتزمة .
تُرى ما لذي حدث وقلب الموازين ؟
ما الذي زين في القلوب حب التكشف وإظهار مالاينبغي إظهاره ؟
هل ثمة تَغير في أحكام الدين بين عشية وضحاها ؟
هل السبب كما يُقال اختلاف بعض فتاوى
بعض شيوخ الفضائيات ؟
مخالفة اللباس لدين والحياء والأدب
تجاوزت بعض النساء كل المقاييس الأخلاقية ورمت خلف ظهرها دينها،
وتجاهلت العادات والتقاليد التي قد تكبح جماح رغباتها
التي لا تنتهي فتراها في المناسبات
وحفلات الزفاف كأنها دمية قد صنعها الأفرنج فقد عبثت
بوجهها عبث الصغار وارتدت لها فستاناً لا يسترها إلا قليلا،
وتتحجج بإنها أمام النساء مع إنها تعرف حدود عورتها،
وأنه لا يجوز لها أن تكشف أجزاء حساسة من جسدها لغيرها..
وقد تنظرين إلى أشكال عجيبة تجعلك تشعرين
بالأسى لحال بعض نساء اليوم..
فهذه قد صبغت شعرها با لأصفر أو الأحمر
وتلك ارتدت لباسا شفافاً يظهر لون جسدها
من تحته وتلك جعلت فستانها تلوح أجزاؤه السفلى كأنه ممزق..
حيث قد فتحت مع كل جهة فيظهر الفخذ والساق!!
سترنا الله في الدنيا والآخرة.
وتلك عارية الأكتاف وإن وضعت قماشاً شفافاً كزينة
وجاذبية ويسقط بشكل يثير النظر، وأخرى قد فتحت
من فستانها جزء كبير من نحرها وظهرها..!
وغيره كثير..
ولكن أين الحياء وأين الاحتشام؟!
هل التعري بهذا الشكل تقدم أو تطور؟!
وهل إظهار المحاسن التي لا يجوز إظهارها إلا وقاحة
وقلة ذوق وقلة حياء وأدب!!
أن يظهر الحفل بهذا الشكل من التفسخ والتعري!
فهذا ليس بحفل بل عرض لأجساد بشرية.. سفيهه .. سافلة..
لا تحترم نفسها فيحترمها غيرها ممن
يحضر حفل خلع حياءها بهذا الشكل.. إ!
إن العيب عندما يأتي من أهل العيب فليس عيب،
لكن أن تنزلق بعض المسلمات المحافظات في مثل هذا فهذا
هو العيب، وهو المستنكر وهو العجيب الذي لا يرضينا ولن يرضينا إلا زواله.
أو ما علمت أن الحشمة في اللباس تزيد جمال المرأة ووقارها؟!
وأن مفاتن المرأة تستحق أن تصان لنفاستها
إن المرأة المسلمة قد ميزها الله سبحان وتعالى عن بقية النساء
وشرفها لهذا الدين .ولذا فهناك ضوابط مهمة للباس المرأة
يحسن معرفتها والعلم بها حتى تكون أساساً وقاعدة لكل لباس شرعي
أو كل لباس ترغب المرأة أن تلبسه أو تلبسه لبناتها.
حتى تكون هذه الضوابط أساساً لأي نوع من اللباس يطرأ أو يستحدث
أن من أبرز الضوابط الشرعية التي جاءت في لباس المرأة :
الضابط الأول :
أن لا يكون صنع من محرم أو نجس لأن الله سبحانه وتعالى يقول
(( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ))
سورة المائدة آية 3
الضابط الثاني:
أن لا يكون فيه إسراف لأن الله يقول
(( وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ))
سورة الأعراف الآية 31
والإسراف يكون بالنظر لحال اللابس ومستوى غناه والإسراف
في حق الفقير وميسور الحال قد لا يكون إسرافا في حال الأغنياء والأثرياء.
الضابط الثالث
:أن لا يكون في هذا اللباس تشبه بأحد الجنسين أو الكفار
أوالفسقة أوالفجرة ففي الحديث الذي أخرجه البخاري
وأصحاب السنن إلا النسائي والإمام أحمد
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي سلم قال
{ لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال}
واخرج أبو داوود في سننه عن ابن عمر رضي الله عنهما بسند صحيح
(من تشبه بقوم فهو منهم).
الضابط الرابع:
أن لا يكون هذا اللباس مغصوبًا أو مسروقًا أو بطريق غير مشروع .
الضابط الخامس:
أن يكون هذا اللباس ساترًا للعورة
الضابط السادس:
أن يكون ستره حقيقة لا شكلاً لما أخرجه
الإمام مسلم والإمام احمد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي سلم قال
صنفان من أهل النار لم أرهما وذكر منهما نساء
كاسيات عاريات مائلات مميلات قال النبي صل الله عليه وسلم
لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها ،
ففسر العلماء النساء الكاسيات العاريات بتفسيرات متعددة
منها أن يكون هذا الستر شكلا لا حقيقة كأن يكون شفافا
يرى من ورائه الجسد أو يكون ضيقا بحيث يصف أجزاء
الجسم خصوصًا العورة أو يكون فاتنا في شكله وهيئته.
الضابط السابع
:أن لا يكون هذا اللباس ذريعة لمحرم ففي الشريعة
أن الوسائل لها أحكام الغايات فما قاد إلى محرم كالفتنة
والافتتان فهو محرم .ولعلي بهذه المناسبة بان أنبه إلى
أن اللجنة الدائمة للإفتاء سبق أن أصدرت
فتوى تضمنت توجيهات وبيانا حول المخالفات الشرعية
في اللباس حتى بين النساء وفي المجتمع النسوي
غير المختلط بالرجال
ان بناتنا أمانه في أعناقنا ومسؤولية عظيمة يجب أن نربيهم على مقتضى
ما جاءت به الشريعة وأن نربيهم التربية الحسنة
ومن ذلك تعويدهن على اللباس الشرعي المحتشم حتى يكون
مستقبلا من الميسور قبولهن لهذا اللباس ويصبح مألوفا لهن .
أما إذا قصرنا في ذلك وغفلنا عنه فلا شك أن هذه الطفلة
و هذه الفتاة سوف تنشأ على حب ما تراه من لباس قريناتها
و ما تراه من الألبسة في المناسبات والأماكن العامة
ومحلات الملابس فيصعب لجمها ومنعها من اللباس
الذي فيه مخالفه شرعية. خصوصا
وأن المسلمين عموما ابتلوا في هذا العصر الحاضر بهذه الموجة العارمة
والطوفان العظيم من القنوات الفضائية وشبكة المعلومات
فمن خلال هذه الوسائل أصبح ينقل لنا كل ما لدى الشعوب
والأمم الأخرى ومن ذلك ظهور النساء وعرض الأزياء
التي تأتي من بلدان قد لا تراعي مثل هذه الضوابط الشرعية .
أيضا أؤكد على جميع أخواتنا الكريمات أن يتقين الله فيما يلبسنه
من لباس وحجاب وهو أن يكون حجابًا شرعيًا لا يقود إلى الفتنة والفتنة
ليس بلازم أن تكون للرجال الأجانب
بل قد تحصل لأخواتها من النساء فيجب على كل مسلمه
ألا تكون سببًا في وقوع مثل هذه المفسدة بما تلبسه من ملابس
إما أن يكون فيها شبهة تبرج أو تبرج حقيقي.
وأما أخواتنا اللاتي وفقهن الله سبحانه وتعالى
إلى الاهتمام باللباس الشرعي وإظهاره فاني أهنئهن
على ذلك وأهنئهن على البصيرة
وعلى الاعتزاز بهذه الألبسة التي أكرمهن الله بها
وأقول لهن: لابد من الصبر على ما في النفس
من غريزة الميل لما تشتهيه النفس وما يرغبه الآخرون
وما يسمى بالتميز ولكن المسلمة إذا علمت العاقبة فإنه يهون
عليها ما تعانيه في نفسها ،
ثم إنا إذا تذكرنا عظمة هذا الدين عظم في نفوسنا الالتزام
بأحكامه وضوابطه وعرفنا أننا نحمل تاجا على رؤوسنا قد
لا يراه من أعمى الله بصائرهم جراء الغفلة والبعد عن هذا الدين.