التعريف المعاصر
هيكل عظمي للديناصور ثلاثي القرون تريسراتوبس في المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية.
هيكل عظمي للديناصور ثلاثي القرون تريسراتوبس في المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية.
وفقًا لتصنيف النشوء، فإن الديناصورات تُعرف عادة بأنها المجموعة التي تحتوي على "العظاءات ثلاثية القرون، الطيور المعاصرة، بالإضافة إلى أقرب أسلافها، وكل المتحدرين منها".[29] اقترح البعض بأن الديناصورات ينبغي أن تُعرف وفق درجة قرابتها لأقرب سلفٍ مشترك للديناصور العظيم ميغالوصور والديناصور ذي سن الإغوانة إغواندون، بما أن هذين نوعان من ثلاثة نص عليها ريتشارد أوين عندما عرّف الديناصورات لأول مرة.[30] ينتج عن التعريفين نفس مجموعة الحيوانات المعرفة بكونها ديناصورات، ومن ضمنها: الثيروبودات، أو اللواحم ذات القائمتين؛ شبيهات طويلات الأعناق أو الصوروبودات، وهي عواشب رباعية القوائم؛ العظاءات المنصهرة أو الأنكيلوصوريات، وهي عواشب مدرعة رباعية القوائم؛ العظاءات المغطاة أو الستغوصوريات، وهي عواشب رباعية القوائم ذات صفائح عظمية على ظهرها؛ العظاءات القرناء أو السيراتوبسيات، وهي عواشب رباعية القوائم ذات قرون وأهداب، والعظاءات طيريّة الورك أو الأورنيثوبودات، وهي عواشب ثنائية أو رباعية القوائم من ضمنها "بطية المنقار". كُتبت هذه التعريفات لتستجيب للمفاهيم العلمية حول الديناصورات التي تسبق الاستخدام الحديث للتطور العرقي. ويُقصد باستمرارية المعنى منع أي التباس بشأن معنى المصطلح "ديناصور".
هناك شبه إجماع عالمي بين علماء الإحاثة على كون الطيور سليلة الديناصورات الثيرابودية في العصر الحاضر. وباستخدام تعريف علم الأفرع المحدد الذي يوجب تضمين كل سلالات سلفٍ واحد شائع في مجموعة واحدة لجعل هذه المجموعة طبيعية، فإن الطيور تعتبر ديناصورات، وبناءً على ذلك فإن "رتبة" الديناصورات غير منقرضة. تصنف الطيور بواسطة معظم علماء الإحاثة على أنها تنتمي إلى مجموعة "ذات الأيادي السالبة" الفرعية (باللاتينية: Maniraptora؛ نقحرة: مانيرابتورا)، التي تنتمي بدورها إلى مجموعة العظاءات الحلقية أو الكويلوروصوريات (باللاتينية: Coelurosauria)، التي تنتمي إلى مجموعة الثيرابودات، التي تنتمي إلى مجموعة العظاءات مفصلية الورك أو الصوريسكيات (باللاتينية: Saurischia)، التي تنتمي إلى أصنوفة الديناصورات.[31]
من وجهة نظر علم الأفرع، فإن الطيور تعتبر ديناصورات، على الرغم من أن كلمة "ديناصور" في الخطاب الاعتيادي لا تتضمن الطيور بل يُقصد بها تلك الزواحف البائدة. كذلك، فإنه من الصحيح تقنيًا الإشارة إلى الديناصورات بوصفها مجموعة مميزة تحت نظام تصنيف لينيوس الأقدم، الذي يقبل التصنيف شبه العرقي الذي يستثني بعض السلالات المتحدرة من سلفٍ واحد مشترك.
وصف عام
رسم رقمي للزاحف السمكي دلفيني الشكل إكثيوصور، أحد أبرز أجناس الكائنات البائدة المعاصرة للديناصورات، والتي يعتقد العامّة أنها تعتبر ديناصورات أيضًا.
رسم رقمي للزاحف السمكي دلفيني الشكل إكثيوصور، أحد أبرز أجناس الكائنات البائدة المعاصرة للديناصورات، والتي يعتقد العامّة أنها تعتبر ديناصورات أيضًا.
بناءً على ما سلف، يُمكن وصف الديناصورات - دون الطيور - أنها زواحف أركوصورية أرضية ذات قوائم منتصبة وُجدت مُنذ العصر الثلاثي المتأخر، كما يدل عمر الطبقات الصخرية حيث عُثر على أحافيرها، حتى العصر الطباشيري المتأخر.[32] تُعتبر كثيرٌ من الحيوانات القبتاريخية ديناصوراتٍ في التصورات الشعبية، ومن أبرز الأمثلة على ذلك الزواحف السمكية (باللاتينية: Ichthyosauria)، الزواحف الميزية أو الموزاصورات (باللاتينية: Mosasauridae)، البلصورات (باللاتينية: Plesiosauroidea)، الزواحف المجنحة أو البتروصورات (باللاتينية: Pterosauria)، والديناصور ثنائي الأسنان المنتظمة ديمترودون، إلا أنها لا تُصنف علميًا على أنها ديناصورات، فالزواحف المائية كالزواحف السمكية والميزية والبلصورات لم تكن مخلوقاتٍ أرضية أو أركوصورات، وكانت الزواحف المجنحة أركوصورات لكنها لم تكن أرضية، بينما كان الديمترودون حيوانًا برميًا أقرب إلى الثدييات من الزواحف.[33] كانت الديناصورات الفقاريات المهيمنة على النظام الأرضي في الحقبة الوسطى، وقد وصلت ذروة تنوعها وازدهارها خلال العصرين الجوراسي والطباشيري. كانت مجموعات الحيوانات الأخرى خلال هذه الحقبة مقيدة من حيث الحجم والبيئة الملائمة، وعلى سبيل المثال، فنادرًا ما تجاوزت الثدييات حجم قطة، وكانت غالبًا لواحم بحجم القوارض تتغذى على فرائس صغيرة.[34] يُستثنى من هذه الحالة الربنومام العملاق (Repenomamus giganticus)، وهو حيوان ثديي ينتمي لرتبة "ثلاثية الأسنان المخروطية" (باللاتينية: Triconodonta) تراوح وزنه ما بين 12 إلى 14 كيلوغرامًا، وعُرف بأكله الديناصورات الصغيرة مثل الديناصور الببغائي سيتكوصور.[35]
هيكل عظمي للديناصور المغطى ستيغوصور، في المتحف الميداني للتاريخ الطبيعي، شيكاغو، الولايات المتحدة الأمريكية.
كانت الديناصورات مجموعة حيوانية شديدة التنوع، ووفقًا لدراسة أجريت في سنة 2006 فإن خمسمائة نوعٍ من الديناصورات قد تمّ تصنيفها حتى الآن ووُثق وجودها السابق، ويُقدر عدد الأنواع المحفوظات في السجلات الأحفورية بحوالي ألف وثمانمائة وخمسين نوعًا، ويُعتقد أن حوالي 75% منها لا تزال بانتظار أن تُكتشف.[4] وتنبأت دراسة سابقة بوجود ثلاثة آلافٍ وأربعمائة نوعٍ من الديناصورات، بينها مجموعة كبيرة لم تُحفظ في سجلات أحفورية.[36] واعتباراً من 17 سبتمبر 2008 سُمي ألف وأربعة وسبعون نوعًا من الديناصورات.[5] كان بعض هذه الديناصورات عاشب وبعضها الآخر لاحم، كما أن بعضها كان يخطو على قائمتين، وبعضها على أربع قوائم، وبعضٌ ثالث كديناصور الرمال أموصور والديناصور ذي سن الإغوانة إغوانودون كان يمشي على قدمين وعلى أربع أقدامٍ بسهولة. كان لبعض الديناصورات درع عظمي، أو نتؤات جمجمية كالقرون. وبالرغم من أنها تعرف بحجمها الهائل، فإن كثيرًا من الديناصورات كانت بحجم الإنسان أو أصغر. وُجدت بقايا الديناصورات في كُل القارات الأرضية، بما فيها القارة القطبية الجنوبية.[6] لم يحصل أن اكتشفت ديناصورات عاشت في بيئة مائية أو كانت قادرة على الطيران حتى الآن،[37] برغم أن الثيرابودات المريشة يُمكن أن تكون قد طوّرت مقدرة على الطيران
.
هيكل عظمي للديناصور المغطى ستيغوصور، في المتحف الميداني للتاريخ الطبيعي، شيكاغو، الولايات المتحدة الأمريكية.