دزاير 54
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

دزاير 54 دخول

descriptionتأملات في الدين والحياة Emptyتأملات في الدين والحياة

more_horiz


تأملات في الدين والحياة


م أكن أتخيل في طفولتي ولا يفاعتى أنني سأكون يوما ما داعية إلى الدين. وما حسبت ولا حسب القريبون منى أنني أصلح للعمل في هذا الميدان الذي تواضع الناس على ترشيح أقوام معينين له ٬ يمتازون بطراز خاص من الخلق والسلوك ٬ ويضفى المجتمع عليهم تقاليد دقيقة تتحكم في بيئاتهم وهيئاتهم... وسائر مناحي حياتهم. إنني لا أطيق التزمت ٬ ولو تكلفته ما أحسنته! وأحب أن أسترسل مع سجيتي في أخذ الأمور وتركها ٬ وقلما أكترث للتقاليد الموضوعة...
والمفروض أن اللازمة الأولى في رجال الدين كما يسمون أنهم أهل توقر وسكون. وأنا أجنح إلى المرح عن رغبة عميقة ٬ وأتلمس الجوانب الضاحكة في كل شيء ٬ وأود لو استطعت أن أعيش هاشا باشا... والمفروض أن الناس يتوقعون من أمثالنا تواصل الأحزان ٬ وإطراق الكآبة ٬ وحتى يكون تذكيره بالآخرة ٬ وإنذاره العصاة بالنار ٬ متفقا مع مخايل الجد والعبوس التي لا تفارق وجهه أبدآ!!
ثم إني شعبي في تصرفي ٬ لو كنت ملكا لأبيت إلا الانتظام في سلك الأخوة المطلقة مع الجماهير الدنيا٬ أخدمهم ويخدمونني على سواء! وقد فكر أحد الفراشين أن يزوجني ابنته٬ يحسبني غير متزوج! وضحكت مسرورا ٬ لأن الرجل لم يلمح في نفسي أثارة من كبرياء تصده عنى أو تصدني عنه٬ برغم ما يفرضه الناس بيننا من تفاوت شاسع في الطبقات!! ولماذا أمضى في شرح نفسي؟
وماذا يعنى القراء من ذلك؟ الذي يهم أن مؤهلات `رجل الدين ` الذي يمشى رويداً ٬ وينحصر في حدود حكمة من المراسم ٬ ويشرف من قمته على الناس ٬ ويرسل يده لتقبلها العامة.. إلى آخر كل ذلك كان وما زال بعيداً عنى. وقد تكون الأيام غيرت منى ٬ والتجارب القاسية علمتنى ٬ فجعلتنى وأنا الضحوك المبتهج أغوص في بحار من الأكدار ٬ أو أتحرى موضع قدمى وأنا أسير بين الناس...




تأملات في الدين والحياة




  • دار النشر : دار القلم
  • تاريخ النشر :6 - 2008
  • عدد الصفحات :

تحميل

 

Download

descriptionتأملات في الدين والحياة Emptyرد: تأملات في الدين والحياة

more_horiz


اخي قناص تسلم ع الكتاب

هو محمد الغزالي

كتاب رائع
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد