علماء ودعاة يحجون إلى غرداية لإخماد نار الفتنة
أحمد عليوة / سفيان.ع
أطلقت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين مبادرة للم شمل الإخوة الفرقاء في ولاية غرداية، من خلال إرسال وفد يتكون من علماء ومشايخ ودعاة على رأسهم الشيخ محمد مكركب تنقل أمس إلى عاصمة ميزاب للتشاور مع مختلف الأطراف الفاعلة في المنطقة وتبادل الرؤى وإنهاء النزاع.
وقال رئيس وفد جمعية العلماء المسلمين الشيخ محمد مكركب في تصريح لـ "الشروق" وهو في طريقه أمس إلى غرداية رفقة شخصيات فكرية تضم كل من الدكاترة علي حريتينن وأحمد ظريف وبسايح وعبد الرزاق طرناش والأستاذ طارق مشي، "إن القاعدة الأخلاقية عندنا نحن المسلمين أساسها التسامح، ونحن ندعو كل الأطراف إلى الرجوع لأصالتنا التسامحية، وبما أن إخواننا في غرداية جزء من وطننا الجزائر فإننا ندعوهم إلى الهدوء والتعقل، ومعالجة المشكلة معالجة أدبية وروحية وأريحية، وليتسع خاطرنا وقلوبنا لبعضنا البعض"، مضيفا "أن كل مشكل إلا وجعل له الله سبحانه وتعالى حلا، وهذا الحل يكمن في الشورى فيما بيننا".
وأضاف الشيخ مكركب "إن لقاءنا مع إخواننا في غرداية يسعى إلى تبادل الرؤى ولا بد أن نبصر النور بناء على نية خالصة لله تعالى خدمة لأمتنا ووطننا وأن النزاع التخاصمي الفوضوي لا يخدم أي أحد سواء كان لديه الحق أم لا".
ودعا موفد جمعية العلماء المسلمين إلى تحقيق الارتياح النفسي والاستقرار الاجتماعي، موجها نداءه إلى كل الخيرين من أعيان الأمة لكي يجتمعوا على رأي واحد لعلاج أنفسنا بدون قلق وعنف وهذا ما دعا إليه الإسلام.
من جهته، أكد رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الدكتور عبد الرزاق قسوم في اتصال مع "الشروق" أمس، أن تشكيل هذا الوفد وإرساله إلى غرداية جاء بعد اتصالات مع أعيان المنطقة من الإباضيين والمالكيين تم التطرق فيها إلى الوضع السائد والأسباب التي أدت إلى ذلك، والأيادي الخفية التي تحركها، مضيفا بأن مهمة هذا الوفد هي جمع الكلمة والصوت وتوعية الناس حول حقيقة ما يجري في الوطن، وأنهم جزء منه وهناك أعداء يتربصون بالوطن وبالدين، وعلينا أن نفوت الفرصة عليهم.
ولم يخف قسوم رغبته في زيارة المنطقة في إطار مسعى الصلح ولم الشمل، والتي قال بأنها ستكون قريبا، مؤكدا بأنه "ستكون هناك وفود أخرى مستقبلا لإتمام وإنجاح هذه المهمة والمبادرة التي اعتبرها لا تهم أعيان المنطقة فقط بل تعني كل الأعيان والحكماء وأئمة المساجد والشباب الواعي الوطني إلى جانب مختلف السلطات والجهات المعنية ولا بد أن يتعاون الجميع لإعادة اللحمة إلى أبناء المنطقة".
أما الناشط السياسي والحقوقي سليمان بن الربيع فأكد أن شباب قصر غرداية يطالبون وبشدة وبشكل استعجالي بتدخل رجال الدين والعلماء الجزائريين لإخماد نار الفتنة، مشيرا إلى أن أبناء غرداية يلحون على أن يلعب الجانب الروحي والديني دوره في هذا المجال، وأنهم يرفضون جملة وتفصيلا تدخل رجال السياسة ومبادراتهم الترقيعية، وعلى رأسها مبادرة الوزير الأول عبد المالك سلال، التي قالوا أنها مضيعة للوقت وأثبتت فشل المسؤولين وعجزهم عن إنهاء الأزمة، خصوصا وأن الكثير منهم تحركهم صراعات وحسابات سياسية تخدم برامجهم، مضيفا في تصريح لـ "الشروق"، "إننا لا نريد الحديث عن المذهبين الاباضي والمالكي سواء ما تعلق بالعقيدة أو القبض والرفع وغيرها من الأمور الفقهية"، مشددا على أنه "لا يوجد صراع مذهبي إطلاقا"، وأضاف، "سكان غرداية يطالبون برجال الدين ويرفضون السياسيين".
الهيئة العليا لأعيان عشائر وادي ميزاب:
على السلطات العمومية التحقيق في أحداث غرداية
دعا مجلس الشيخ با عبد الرحمان الكرثي - الهيئة العليا لأعيان عشائر وادي ميزاب - السلطات العمومية إلى التحقيق في الأحداث الأخيرة التي شهدتها ولاية غرداية وكشف مرتكبيها ومحاسبتهم ترسيخا للمساواة أمام القانون.
وجاء في بيان لمجلس الشيخ با عبد الرحمان الكرثي تلقت "واج" نسخة منه اليوم الثلاثاء أن: "ما شهدته هذه الأحداث الخطيرة من تجاوزات لا يجب أن تستغل لضرب إستقرار الوطن والنيل من مصداقية مؤسسات الدولة، كما لا يجب التهاون في التحري النزيه وتعميق التحقيق بشأنها وكشف مرتكبيها ومحاسبتهم بشدة انتصارا لمبادئ الجمهورية وترسيخا لقيم المواطنة وفضائل المساواة أمام القانون ".
وأوضح المصدر بأن "السياسات والمجهودات التي تبذلها السلطات العليا للبلاد لإرساء دعائم الإستقرار والوئام لطي صفحة المأساة الوطنية تدعونا جميعا لتثمينها لقناعاتنا الراسخة بأن الجزائر ليست في حاجة لمزيد من الدماء والدموع".
وأردف البيان بأن الجزائر "في حاجة إلى همم عالية تحصنها المحبة والأخوة وتسقيها من نبعها الصافي وإلى حتمية تضافر عقول وسواعد أبنائها للسمو بها إلى المأمول من الإزدهار والسؤدد والمناعة".
وعبر المجلس عن "استنكاره الشديد للسلوكات والتصرفات التي تغذي التطرف وتحرض على الفتن"، معبرا في نفس الوقت عن "قلقه الشديد لمنحى وتيرة العنف التي شهدتها المنطقة في السنوات الأخيرة".
ودعا في ذات السياق "مؤسسات الدولة والمجتمع المدني وجميع القوى الحية والخيرة إلى العمل على استئصال هذه الفتن نهايئا"، وخلص البيان إلى مناشدة السلطات من أجل "التكفل العاجل بالمتضررين ومؤازرتهم والحفاظ على الأمن والسكينة والإجتهاد في تعزيز المنظومة القانونية لمحاربة وتجريم كل ما من شأنه أن يمس بالإستقرار والأمن من الكتابات والتصريحات الإستفزازية التي تهدد وحدة الأمة والإنسجام الوطني"، جدير بالذكر أن تحرك الهيئة العليا لأعيان عشائر وادي ميزاب، يأتي في اعقاب أوامر يكون قد أصدرها الرئيس بوتفليقة للوزير الأول عبد المالك سلال، ووزير داخليته للملمة الفتنة المشتعلة فتيلها في غرداية.
المصدر الشروق
أطلقت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين مبادرة للم شمل الإخوة الفرقاء في ولاية غرداية، من خلال إرسال وفد يتكون من علماء ومشايخ ودعاة على رأسهم الشيخ محمد مكركب تنقل أمس إلى عاصمة ميزاب للتشاور مع مختلف الأطراف الفاعلة في المنطقة وتبادل الرؤى وإنهاء النزاع.
وقال رئيس وفد جمعية العلماء المسلمين الشيخ محمد مكركب في تصريح لـ "الشروق" وهو في طريقه أمس إلى غرداية رفقة شخصيات فكرية تضم كل من الدكاترة علي حريتينن وأحمد ظريف وبسايح وعبد الرزاق طرناش والأستاذ طارق مشي، "إن القاعدة الأخلاقية عندنا نحن المسلمين أساسها التسامح، ونحن ندعو كل الأطراف إلى الرجوع لأصالتنا التسامحية، وبما أن إخواننا في غرداية جزء من وطننا الجزائر فإننا ندعوهم إلى الهدوء والتعقل، ومعالجة المشكلة معالجة أدبية وروحية وأريحية، وليتسع خاطرنا وقلوبنا لبعضنا البعض"، مضيفا "أن كل مشكل إلا وجعل له الله سبحانه وتعالى حلا، وهذا الحل يكمن في الشورى فيما بيننا".
وأضاف الشيخ مكركب "إن لقاءنا مع إخواننا في غرداية يسعى إلى تبادل الرؤى ولا بد أن نبصر النور بناء على نية خالصة لله تعالى خدمة لأمتنا ووطننا وأن النزاع التخاصمي الفوضوي لا يخدم أي أحد سواء كان لديه الحق أم لا".
ودعا موفد جمعية العلماء المسلمين إلى تحقيق الارتياح النفسي والاستقرار الاجتماعي، موجها نداءه إلى كل الخيرين من أعيان الأمة لكي يجتمعوا على رأي واحد لعلاج أنفسنا بدون قلق وعنف وهذا ما دعا إليه الإسلام.
من جهته، أكد رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الدكتور عبد الرزاق قسوم في اتصال مع "الشروق" أمس، أن تشكيل هذا الوفد وإرساله إلى غرداية جاء بعد اتصالات مع أعيان المنطقة من الإباضيين والمالكيين تم التطرق فيها إلى الوضع السائد والأسباب التي أدت إلى ذلك، والأيادي الخفية التي تحركها، مضيفا بأن مهمة هذا الوفد هي جمع الكلمة والصوت وتوعية الناس حول حقيقة ما يجري في الوطن، وأنهم جزء منه وهناك أعداء يتربصون بالوطن وبالدين، وعلينا أن نفوت الفرصة عليهم.
ولم يخف قسوم رغبته في زيارة المنطقة في إطار مسعى الصلح ولم الشمل، والتي قال بأنها ستكون قريبا، مؤكدا بأنه "ستكون هناك وفود أخرى مستقبلا لإتمام وإنجاح هذه المهمة والمبادرة التي اعتبرها لا تهم أعيان المنطقة فقط بل تعني كل الأعيان والحكماء وأئمة المساجد والشباب الواعي الوطني إلى جانب مختلف السلطات والجهات المعنية ولا بد أن يتعاون الجميع لإعادة اللحمة إلى أبناء المنطقة".
أما الناشط السياسي والحقوقي سليمان بن الربيع فأكد أن شباب قصر غرداية يطالبون وبشدة وبشكل استعجالي بتدخل رجال الدين والعلماء الجزائريين لإخماد نار الفتنة، مشيرا إلى أن أبناء غرداية يلحون على أن يلعب الجانب الروحي والديني دوره في هذا المجال، وأنهم يرفضون جملة وتفصيلا تدخل رجال السياسة ومبادراتهم الترقيعية، وعلى رأسها مبادرة الوزير الأول عبد المالك سلال، التي قالوا أنها مضيعة للوقت وأثبتت فشل المسؤولين وعجزهم عن إنهاء الأزمة، خصوصا وأن الكثير منهم تحركهم صراعات وحسابات سياسية تخدم برامجهم، مضيفا في تصريح لـ "الشروق"، "إننا لا نريد الحديث عن المذهبين الاباضي والمالكي سواء ما تعلق بالعقيدة أو القبض والرفع وغيرها من الأمور الفقهية"، مشددا على أنه "لا يوجد صراع مذهبي إطلاقا"، وأضاف، "سكان غرداية يطالبون برجال الدين ويرفضون السياسيين".
الهيئة العليا لأعيان عشائر وادي ميزاب:
على السلطات العمومية التحقيق في أحداث غرداية
دعا مجلس الشيخ با عبد الرحمان الكرثي - الهيئة العليا لأعيان عشائر وادي ميزاب - السلطات العمومية إلى التحقيق في الأحداث الأخيرة التي شهدتها ولاية غرداية وكشف مرتكبيها ومحاسبتهم ترسيخا للمساواة أمام القانون.
وجاء في بيان لمجلس الشيخ با عبد الرحمان الكرثي تلقت "واج" نسخة منه اليوم الثلاثاء أن: "ما شهدته هذه الأحداث الخطيرة من تجاوزات لا يجب أن تستغل لضرب إستقرار الوطن والنيل من مصداقية مؤسسات الدولة، كما لا يجب التهاون في التحري النزيه وتعميق التحقيق بشأنها وكشف مرتكبيها ومحاسبتهم بشدة انتصارا لمبادئ الجمهورية وترسيخا لقيم المواطنة وفضائل المساواة أمام القانون ".
وأوضح المصدر بأن "السياسات والمجهودات التي تبذلها السلطات العليا للبلاد لإرساء دعائم الإستقرار والوئام لطي صفحة المأساة الوطنية تدعونا جميعا لتثمينها لقناعاتنا الراسخة بأن الجزائر ليست في حاجة لمزيد من الدماء والدموع".
وأردف البيان بأن الجزائر "في حاجة إلى همم عالية تحصنها المحبة والأخوة وتسقيها من نبعها الصافي وإلى حتمية تضافر عقول وسواعد أبنائها للسمو بها إلى المأمول من الإزدهار والسؤدد والمناعة".
وعبر المجلس عن "استنكاره الشديد للسلوكات والتصرفات التي تغذي التطرف وتحرض على الفتن"، معبرا في نفس الوقت عن "قلقه الشديد لمنحى وتيرة العنف التي شهدتها المنطقة في السنوات الأخيرة".
ودعا في ذات السياق "مؤسسات الدولة والمجتمع المدني وجميع القوى الحية والخيرة إلى العمل على استئصال هذه الفتن نهايئا"، وخلص البيان إلى مناشدة السلطات من أجل "التكفل العاجل بالمتضررين ومؤازرتهم والحفاظ على الأمن والسكينة والإجتهاد في تعزيز المنظومة القانونية لمحاربة وتجريم كل ما من شأنه أن يمس بالإستقرار والأمن من الكتابات والتصريحات الإستفزازية التي تهدد وحدة الأمة والإنسجام الوطني"، جدير بالذكر أن تحرك الهيئة العليا لأعيان عشائر وادي ميزاب، يأتي في اعقاب أوامر يكون قد أصدرها الرئيس بوتفليقة للوزير الأول عبد المالك سلال، ووزير داخليته للملمة الفتنة المشتعلة فتيلها في غرداية.
المصدر الشروق