الأسير القسامي المجاهد خميس زكي عقل
أحد أفراد أول خلية قسامية فى مخيم النصيرات
القسام ـ خاص :
قــال لا رجوع للوطن إلا بالجهاد والمقاومة والاستشهاد ...
ولـــكنه سجن فداء لله والوطن ...
من وسط القطاع وبالتحديد من مخيم النصيرات كان انطلاق وانتشار أولى الخلايا القسامية ، وفى العام ألف وتسعمائة واثنين وتسعين تجمع الإخوة وضموا الايدى وعاهدوا الله على الجهاد في سبيله ، كانوا ثلة لكن وعيهم أكبر منا جميعا أعادوا للجهاد طريقة على بركة الرسول وصحابته ،وللقضية عمقها الديني ، ونسجوا لمشوارهم في سبيل الله قواعد ومفاهيم ، وبهم تماسك البنيان وعلى دربهم تربت الأجيال وصاغوا أجيالا للصحوة الإسلامية .
والآن وبعد خوض النفس الأول وقسوة الظروف وشراسة المحتل لقتل الجنين في المهد ... أبا القسام إلا أن يكون شامخا في وجه المحن وعانق السماء وانتفض من جديد على نفس طريق الثلة ، ولكن بجيش قسامي جديد ..
الأسير خميس زكى عقل كان أحد أفراد الخلية القسامية الأولى ،التي أرعبت الدولة العبرية على مر العصور .
وصفوه بالإنسان الصامت الأمني ، يجيب على قدر السؤال بدون زيادة أو نقصان ، صاحب شخصية قيادية وإدارية من الطراز الأول ، فكان لا يتخيل أحد أنه كان من أفراد القسام حتى أهله والجيران وكل من عرفه .
الميلاد والنشأة
فى يوم من أيام فصل الشتاء ، ومن بين أشعة الشمس المتسربة من بين الغيوم ، علت الزغاريد وتوافد المهنئون ، ليباركوا لأبي رياض عقل ولادة طفله ( خميس زكي عبد الهادي عقل ) بتاريخ 24/2/1966 في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة ، حيث تربى خميس وسط عائلة ملتزمة ومتدينة ، يشهد لها جميع أهالي المخيم بالخير والصلاح ، تعود في جذورها إلى بلدة يبنا المحتلة عام 1948 .
يعتبر الأسير الثاني لعائلة عقل بعد أن اعتقل الاحتلال ابن عمه الأسير (وليد عقل) المحكوم (16 مؤبد)
طاعة الأب والأم
تميز أسيرنا خميس بأخلاق عالية جداً، فهو البار لوالديه ، يكن لهم احترام وطاعة عمياء لتربيتهم له التربية الصالحة الخالصة ، فقد كان صباحا ومساءا يقبل أيديهم ويطلب رضاهم ، كما عرف عنه حبه الشديد لإخوته وأخواته ، وصلته لأرحامه ، ومساعدته لهم في أفراحهم وأحزانهم .
رفيق الشهداء
كباقي العظماء ، وكغيره من الأوفياء ، التزم خميس بمساجد الرحمن ، وتربى في ساحات مسجد الشهيد عز الدين القسام ، وعايش النواة الأولى مع مجاهدي القسام في قلعة الصمود " مخيم النصيرات " ، فمنهم من قضى إلى الله شهيدا " الشهيد القسامي طارق دخان والشهيد القسامي ياسر الحسنات" ومنهم من جمعته بهم زنازين البغي الصهيوني ، أمثال الأسير خميس إخوانه كان من أبناء المساجد وهو ابن قلعة القساميين النصيرات التي خرجت القادة الأوائل لكتائب عز الدين القسام ، الذين أرعبوا الكيان الغاصب أمثال ابن عمه الأسير وليد عقل المحكوم " 16 مؤبد "
مع الحماس
حاز أسيرنا خميس على شرف السبق في انضمامه للصحوة الإسلامية ، حيث التزم في العمل مع أبناء الحركة الإسلامية منذ عام 1985 منخرطا في مختلف الأنشطة الدعوية الاجتماعية و الثقافية حتى بداية الانتفاضة الأولى في عام 1987، لينتقل بعدها إلى عمله المفضل ، وليقارع الاحتلال في أزقة وشوارع المخيم .
بداية المطاردة
عرف عن الأسير حبه الشديد لوطنه ، فظلت صورة القضية الفلسطينية حاضرة في ذاكرته وما زالت ، وانطلاقا من هذا الحرص الشديد ، التحق في ريعان شبابه في كتائب الشهيد عز الدين القسام ، وكان له شرف المساهمة في تشكيل أول خلية قسامية في مخيم النصيرات ، ومن ابرز الأعمال التي قام بها ، عندما كان مع عدد من المطاردين القساميين في إحدى المنازل بحي الصبرة في مدينة غزة ويحقق مع أحد العملاء وإذ بفرقة الكوماندوز الصهيونية تقتحم المنزل فجرى تبادل لإطلاق النار وبشكل كثيف ودافعوا عن كرامتهم بكل بسالة وتضحية فبدأ المطاردون يغطون على بعضهم للانسحاب ، وكانت حصيلة هذه العملية شهيدين من القسام وهم "ياسر الحسنات" و"ياسر النمروطي" ، وقتل وإصابة العديد من جنود الكوماندوز الصهيونية ، وانسحب البعض الأخر فكان منهم خميس عقل ، فاتجهوا إلى مدينة خان يونس وهم في الطريق انقلبت فيهم السيارة على طريق كفار داروم ، وكان عدد من المغتصبين الصهاينة على الطريق وكانوا يحملون السلاح ، فنزلوا من السيارة دون أن يشعر بهم أحد ترعاهم عناية الله .
قصة الاعتقال
اعتقل خميس عقل بتاريخ 7/6/1992 بعد مطارده دامت ستة أشهر ، وفى يوم وعلى غير موعد ، توجه خميس ومعه المطارد القسامي "مازن النحال" إلى مكان لإحضار مستلزمات طبية من مدينة خان يونس في شارع كلية العلوم والتكنولوجيا لأحد المصابين ، وأثناء التوجه وهم في الطريق تفاجئوا بدورية صهيونية تكمن خلف مسجد النور في الشارع المذكور ، فجرى تبادل لإطلاق النار واستمر الاشتباك لعدة ساعات حتى نفذت الذخيرة ، فكان جهاده لآخر طلقة ، فأصيب عدد من الصهاينة في هذا الاشتباك ، وأصيب مازن بسبعة عشر طلقة في قدمه وبطنه ورغم إصابته انهال عليه الجنود بأعقاب البنادق ، في حين اعتقد خميس أن مازن قد استشهد ، فأراد أن يلحق به فأنتزع بندقية أحد الجنود منه إلا أن الجنود بادروا في إطلاق النار عليه فأصابوه فى مختلف جسمه ، وبعد ذلك تم اعتقاله وكان في غيبوبة استمرت أيام ولم يشعر بما حدث إلا بعد أن أفاق في مشفى صهيوني داخل أراضينا المحتلة عام 1948م .
الاتهامات التي وجهت للأسير خميس زكي عقل :
1ـ الانتماء لحركة حماس
2ـ كتابة الشعارات وتنفيذ الإضرابات الشاملة .
3ـ إلقاء القنابل اليدوية على مواقع الجيش .
4ـ ملاحقة العملاء وتجار المخدرات والتحقيق معهم وردع عدد منهم .
5ـ تصنيع عبوات ناسفة .
6ـ إطلاق نار على دوريات العدو .
7- قتل مستوطن
المحاكمة
تمت محاكمة أسيرنا خميس عقل فى محكمة غزة " السرايا " سابقا وحكم عليه " 21 " مؤبدا وعشرون سنة " مدى الحياة "
وعلى الرغم من تتابع السنين على أسيرنا خميس ، وظلم السجان ، إلا انه يتمتع بمعنويات لو وضعت على الجبال لجعلتها نسفا ، ولو قدر الله لها الخروج لكانت في الصفوف الأولى في مقارعة الاحتلال .
فك الله أسر خميس وجمعنا به في أفراح الحرية المنتظرة