القسام -خاص:
أكد القائد القسامي "أبو جعفر "أن ما حدث خلال السنوات الأربع التي تلت اندحار الصهاينة عن غزة أحداث جمة لا يمكن أن نمر عليها مرور الكرام، وكلها تؤشر إلى أن المقاومة في تصاعد وأننا نسير بخطى ثابتة نحو النصر المؤزر بإذن الله تعالى، فلقد كان انتصار حركة حماس في الانتخابات التشريعية حدثاً فارقاً إذ أضفت على المقاومة الشرعية السياسية وحمتها من أي محاولة للانقضاض عليها ثم كانت أعقد عملية والأولى من نوعها في صراعنا مع الاحتلال وفي داخل أرضنا المحتلة، ثم طهرنا غزة ممن لاحق المقاومة وأرهقها وتآمر عليها، ثم تصدينا لكل التوغلات المتكررة والاعتداءات اليومية ، واستطعنا ردها بفضل الله وأمطرنا مغتصبات الاحتلال بمئات الصواريخ وصمدنا في وجه الحصار المطبق من القريب والبعيد وصولاً إلى الحرب الأولى من نوعها في تاريخ صراعنا مع المحتل الصهيوني والتي صمد فيها شعبنا ومقاومته لـ 22 يوماً فيما هزمت كل الجيوش العربية سابقاً في 6 ساعات، هذه الحرب التي شكلت منعطفاً هاماً ورسخت وقائع على الأرض مفادها أن حماس لا يمكن تجاوزها أو انتزاع المواقف منها.
وأضاف "أبو جعفر" أحد قيادات كتائب الشهيد عز الدين القسام خلال حوار خاص لموقع القسام اليوم الثلاثاء (18/8/2009م) "أن كتائب القسام بفضل الله تعالى بخير وبكامل عافيتها وعلى أتم الجاهزية لصد أي عدوان قد يقدم عليه العدو الصهيوني مهما كان كبيراً، وأن الكتائب اليوم أكثر استعداداً وأقوى من أي وقت مضى بفضل الله تعالى، وأردف قائلاً نقول للعدو الصهيوني: فلتذهب في غيك وعدوانك إلى أبعد مدى ولكن عليك أن تعلم أن وقائع جديدة قد فرضت على الأرض بعد حرب الفرقان الأخيرة، وأن عقارب الساعة لا تعود إلى الوراء، وأن أي عدوان على أهلنا وشعبنا سيكون له عندنا شأن آخر، وكفى!!
وفيما يلي نص الحوار الذي اجراه موقع القسام مع القائد القسامي "أبو جعفر " في ذكرى اندحار القوات الصهيوني عن ارض قطاع غزة.......
- لو تعدد لنا الأساليب والوسائل التي استخدمتها كتائب القسام في محاربتها للعدو الصهيوني، وكيف استطاعت أن تنتصر على العدو بإمكاناته الضخمة ؟
لقد أبدعت المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها كتائب القسام في معركتها مع العدو الصهيوني واستخدمت شتى الوسائل المتاحة لديها، على الرغم من كونها بسيطة ولا تقارن بترسانة الاحتلال الضخمة، فقد تطورت مقاومتنا من الحجر إلى السكين فالرشاش فالقنبلة مروراً بالعمليات الاستشهادية التي آلمت العدو، ثم الصاروخ والقذيفة وصولاً إلى حرب الأنفاق التي قصمت ظهر العدو، وأذهلت أجهزة استخباراته، وعجلت باندحاره عن القطاع، ولقد أرهقت عمليات المقاومة الصهاينة، ولقد تمكنا من الانتصار في النهاية في معركة عض الأصابع مع الاحتلال فولى العدو هارباً من غزة يجر أذيال الخيبة والهزيمة، ولقد كانت العقول القسامية تتفتق عن وسائل جديدة في الصراع مع المحتل بعد أن يكثف العدو من ضرباته أو يحكم الخناق على المقاومة، فبعد أن حاصر العدو مدننا في الضفة وأصبح من الصعوبة بمكان تنفيذ العمليات الاستشهادية، وبعد أن شدد إجراءاته الأمنية وأقام منطقة أمنية يصعب الاقتراب منها بمحاذاة المغتصبات في القطاع، أبدعت العقول وأنتجت بفضل الله المقذوفات الصاروخية التي أرقت أمن المغتصبين وتفوقت على قوة الاحتلال العسكرية، إذ لا حاجة عند استخدامها للالتحام المباشر أو الاقتراب من المناطق الأمنية الخطرة، وعندما كثف الاحتلال نشاطه ومراقبته لمطلقي الصواريخ والقذائف كانت المفاجئة التي أذهلت الصهاينة والتي تمثلت في أن يأتيهم المجاهدون (من حيث لم يحتسبوا) فبالرغم من كل الإجراءات والاحتياطات الأمنية إلا أنهم لم يتوقعوا أن يخرج لهم المجاهدون من تحت الأرض ليوقعوا فيهم الخسائر الفادحة ويرسلوا برسالة إلى قادة الإجرام أن فاتورة البقاء في غزة باهظة جداً.. بهذه الإمكانات المتواضعة وهذا الجهد الذاتي وهذا الإبداع القسامي الذي يحفر في الصخر استطعنا _ولله الحمد أولا وأخيراً_ أن نتغلب على أعتى قوة في المنطقة وأن نجبرها على الهرب تحت وطأة ضرباتنا الموجعة.
- ما مدى جاهزية كتائب القسام لرد أي عدوان صهيوني على قطاع غزة؟
نحن نطمئن كل الغيورين على مقاومتنا وعلى كتائبنا بأننا بفضل الله تعالى بخير وبكامل عافيتنا وعلى أتم الجاهزية لصد أي عدوان قد يقدم عليه العدو الصهيوني مهما كان كبيراً، وإننا اليوم أكثر استعداداً وأقوى من أي وقت مضى بفضل الله تعالى، ونقول للعدو الصهيوني: فلتذهب في غيك وعدوانك إلى أبعد مدى ولكن عليك أن تعلم أن وقائع جديدة قد فرضت على الأرض بعد حرب الفرقان الأخيرة، وأن عقارب الساعة لا تعود إلى الوراء، وأن أي عدوان على أهلنا وشعبنا سيكون له عندنا شأن آخر، وكفى!!
- صرح رئيس الوزراء نتنياهو أن اندحارهم من غزة خطأ كبير، وأنهم لن يفعلوا ذلك في الضفة المحتلة، تعقيبكم على هذه التصريحات؟
لقد شهد شاهد منهم على صدق قولنا الذين كذبه في حينها الكثيرون من الصهاينة وحتى من العرب والفلسطينيين، وكما يقولون (الحق ما شهدت به الأعداء)، لقد قلنا قبل أربع سنوات إن هذا العدو قد اندحر لأنه لم يعد يحتمل البقاء داخل غزة، لأنه يعلم أن كل دقيقة إضافية تكلفه المزيد من الخسائر في صفوف جنوده ومغتصبيه، ولقد زايد حينها الحاقدون وقالوا: دعونا لا نحمّل الأمر أكثر مما يحتمل فـ(إسرائيل) انسحبت لوحدها لأنها ترغب أن تدفع عجلة السلام وعلينا ألا ندّعي نصراً مزيفاً، وها هي تصريحات قادة العدو اليوم تثبت أن الصهاينة لو كانوا يستطيعون البقاء في غزة أكثر لما تركوها، ولكنهم أرادوا أن يريحوا أنفسهم من هذا الجحيم الذي أرق قادتهم منذ احتلاله، ولعلنا لم ننس بعد ما قاله رابين "أتمنى أن أصحو ذات صباح فأجد غزة قد ابتلعها البحر"، ثم إن هذا المجرم نتنياهو ما كان ليقول ذلك (أنه لن ينسحب من الضفة) إلا لعلمه اليقين بأن الميليشيات التابعة لعباس "منتهي الصلاحية" في الضفة قد أنهكت المقاومة وفككت خلاياها، وصادرت سلاحها، وزجت برموزها ورجالاتها في غياهب السجون، في خيانة مكشوفة لم يعد يخجل منها عباس وزمرته، ويعتقد هذا النتنـياهو بأنه لن تقوم للمقاومة قائمة وهي لن تشكل خطراً على أمن كيانه المسخ، ولكننا نطمئنه بأنه مهما تآمر المتآمرون، ومهما اشتدت الملاحقات، ومهما ازداد الضيم على مقاومتنا الباسلة في الضفة، فإنها لا بد ستنتفض يوماً وستذيق جنوده من ذات الكأس الذي شربوا منه في غزة، ثم لن يجد أمامه إلا أن يندحر عن الضفة مطأطئ الرأس، وإنما النصر صبر ساعة، وإنّا لنرى ذلك قريباً بإذن الله.
- بعد أربع سنوات على تحرير غزة واندحار الصهاينة، هل المقاومة وعلى رأسها كتائب القسام قادرة على مواصلة تحرير الأرض وصولا إلى دحر العدو الصهيوني عن كل فلسطين؟
لقد حدثت خلال السنوات الأربع التي تلت اندحار الصهاينة عن غزة أحداث جمة لا يمكن أن نمر عليها مرور الكرام، وكلها تؤشر إلى أن المقاومة في تصاعد وأننا نسير بخطى ثابتة نحو النصر المؤزر بإذن الله تعالى، فلقد كان انتصار حركة حماس في الانتخابات التشريعية حدثاً فارقاً إذ أضفت على المقاومة الشرعية السياسية وحمتها من أي محاولة للانقضاض عليها ثم كانت أعقد عملية والأولى من نوعها في صراعنا مع الاحتلال وفي داخل أرضنا المحتلة، ثم طهرنا غزة ممن لاحق المقاومة وأرهقها وتآمر عليها، ثم تصدينا لكل التوغلات المتكررة والاعتداءات اليومية واستطعنا ردها بفضل الله وأمطرنا مغتصبات الاحتلال بمئات الصواريخ، وصمدنا في وجه الحصار المطبق من القريب والبعيد وصولاً إلى الحرب الأولى من نوعها في تاريخ صراعنا مع المحتل الصهيوني والتي صمد فيها شعبنا ومقاومته لـ 22 يوماً فيما هزمت كل الجيوش العربية سابقاً في 6 ساعات، هذه الحرب التي شكلت منعطفاً هاماً ورسخت وقائع على الأرض مفادها أن حماس لا يمكن تجاوزها أو انتزاع المواقف منها لن يفلح لا بالضغوط السياسية ولا العسكرية ولا بالابتزاز الرخيص، ولقد أظهرت كتائب القسام في حرب الفرقان جلداً وقوة أمام أعداء الله ووصلت صواريخها المباركة إلى (مدن) صهيونية لم تصلها منذ احتلال فلسطين عام 48م لتدخل أكثر من مليون صهيوني في مرمى النار وهذا أكثر بكثير مما كان يتوقعه الصهاينة.
لقد تطورت المقاومة بشكل كبير في غضون السنوات الأربع بعد اندحار الصهاينة عن غزة وأبدعت في تكتيكاتها وأساليبها وإدارتها للصراع ووصلت إلى مرحلة أصبحت فيها قادرة على التصدي لحرب تشنها أقوى ترسانة في المنطقة، فهي بفضل الله اليوم أقوى وأقدر على الصمود، وكل ما ذكرته يؤشر على أننا نسير بإذن الله نحو التحرير لكامل ترابنا الطاهر من البحر إلى النهر دون أن نتخلى عن حبة رمل من فلسطين، وضفة الأحرار بإذن الله ستنتفض على محتليها وسجانيها وستكسر هذا الصمت لتكون منطلق النصر الكبير الذي سيتحقق بإذن الله (ويومئذ يفرح المؤمنون* بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم* وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون).
...