وراء كل قادم
جاء الصيف ويلملّم نفسه للسماح للخريف بالدخول، كان صيفي في سوريا والحشودالعربية من كافة الأرجاء تحطّ مطار دمشق، لهجات عديدة يتفوه بها مصطافونأغلبهم من لغة الضاد.
يختارون هذا البلد ، وأنتَ تراقب طابور القادمين لتكتشف أو تتخيل كل ثانيةقصة ماوراء كل من يحمل حقيبة سفرهِ، أو يجرّها جراً على دواليب صغيرة.
هذه العجوز التي تنطق العربية بالكاد القادمة من وراء البحار يستقبلها رهطمن الأقارب والمعارف، يحملون باقات من زهورٍ ويلوحون بملصق يحمل أسمهابأكثر من لغة حتى يتم التعارف.
لا حاجة لأن تعصر ذهنك لتستدل أن هذه المرأة غائبة منذ عقود طويلة عنبلدها الأصلي ، وأنها وجدت الفرصة سانحة الآن لزيارة أو عودة الى أحضانالأهل .
لايخيب ظنك، فحين أطلت العجوز بدأ من حولك يشيرون بأصابعهم اليها قائلينلأبنائهم الصغار (أنها تشبه جدتكم ) وكلما أقتربت المرأة خطوة كانتالهمهمات تعلو أكيد .....أنها هي.
يتساءل الصغار الذين يراقبون ممر القادمين ويقولوا:(( جدتنا صغيرة وهذهعجوز؟ )) الأهل يسكتون الأطفال ويقولون صورتها المعلقة من خمسين عام.......
خطوات أخرى وتكون المرأة العجوز أمام أبناءها وأحفادها بشعرها الأبيضووجهها المجعد وعكازها الصغير ،، العناق الممزوج بكلمات عربية وأجنبيةالدموع التي تتدفق من المآقي البكاء يختلط بالضحك ........
وفي زاوية أنتقى جد أولادي مكاناً له، كان الآخر ينتظر لكن اللعبة هناتختلف هو الجد ونحن الأهل والعائلة، وهو مستغرق بالمراقبة لهذا الأزدحامالرهيب في قاعات المطار ناسجاً حكايات وقصص وروايات في عقلهِ مررنا بجانبهولم يلمحنا؟؟
كلنا تغيرنا! نتوهم أن وجوهنا وهيئتنا تبقى كما هي مهما تبدلت الأيام وتمني النفس بهذه الأحلام لكن الوقائع مغايرة.....
جاء الصيف ويلملّم نفسه للسماح للخريف بالدخول، كان صيفي في سوريا والحشودالعربية من كافة الأرجاء تحطّ مطار دمشق، لهجات عديدة يتفوه بها مصطافونأغلبهم من لغة الضاد.
يختارون هذا البلد ، وأنتَ تراقب طابور القادمين لتكتشف أو تتخيل كل ثانيةقصة ماوراء كل من يحمل حقيبة سفرهِ، أو يجرّها جراً على دواليب صغيرة.
هذه العجوز التي تنطق العربية بالكاد القادمة من وراء البحار يستقبلها رهطمن الأقارب والمعارف، يحملون باقات من زهورٍ ويلوحون بملصق يحمل أسمهابأكثر من لغة حتى يتم التعارف.
لا حاجة لأن تعصر ذهنك لتستدل أن هذه المرأة غائبة منذ عقود طويلة عنبلدها الأصلي ، وأنها وجدت الفرصة سانحة الآن لزيارة أو عودة الى أحضانالأهل .
لايخيب ظنك، فحين أطلت العجوز بدأ من حولك يشيرون بأصابعهم اليها قائلينلأبنائهم الصغار (أنها تشبه جدتكم ) وكلما أقتربت المرأة خطوة كانتالهمهمات تعلو أكيد .....أنها هي.
يتساءل الصغار الذين يراقبون ممر القادمين ويقولوا:(( جدتنا صغيرة وهذهعجوز؟ )) الأهل يسكتون الأطفال ويقولون صورتها المعلقة من خمسين عام.......
خطوات أخرى وتكون المرأة العجوز أمام أبناءها وأحفادها بشعرها الأبيضووجهها المجعد وعكازها الصغير ،، العناق الممزوج بكلمات عربية وأجنبيةالدموع التي تتدفق من المآقي البكاء يختلط بالضحك ........
وفي زاوية أنتقى جد أولادي مكاناً له، كان الآخر ينتظر لكن اللعبة هناتختلف هو الجد ونحن الأهل والعائلة، وهو مستغرق بالمراقبة لهذا الأزدحامالرهيب في قاعات المطار ناسجاً حكايات وقصص وروايات في عقلهِ مررنا بجانبهولم يلمحنا؟؟
كلنا تغيرنا! نتوهم أن وجوهنا وهيئتنا تبقى كما هي مهما تبدلت الأيام وتمني النفس بهذه الأحلام لكن الوقائع مغايرة.....
قلتُلنفسي: هذهِ ليست حكاية شخصية لا تخصني وحدي وليست ملكاً لي أنها قصةعشرات الآلاف من العائلات العربية التي تتمزق بين وجع الأغتراب وهاجس عدمالأمان في دنيانا العربية الواسعة.