اعتقال سيف الإسلام و استسلام الإبن الأكبر للعقيد محمد
فرار مدير المخابرات عبدالله السنوسي و عدة قيادات
انهارت
العاصمة طرابلس ليلة الأحد إلى الاثنين ، بصورة مفاجئة حيث لم تصمد كتائب
العقيد القذافي الذي يستعد للاحتفال بالذكرى الثانية والأربعين لتوليه
السلطة شهر سبتمبر أمام زحف الثوار عبر عدة محاور ، و تسارعت الأحداث
لتعلن المعارضة اعتقال نجلي العقيد سيف الإسلام و محمد فيما بقي مصيره
مجهولا رغم تأكيدات المعارضة بوجوده بالعاصمة .
- و وقف العالم مندهشا أمام الانهيار السريع و في ظرف ساعات فقط لأركان
نظام ملك ملوك إفريقيا و اختفاء أغلب القيادات المحيطة به بشكل ذكر الجميع
بليلة سقوط العاصمة بغداد أمام غزو التحالف الدولي عام 2003 . - وشهدت ليلة الأحد إلى الإثنين توافد حشود من الليبيين على الساحة
الخضراء للإحتفال بسقوط نظام القذافي حيث غير الثوار إسمها مباشرة إلى
ساحة الشهداء و نفس الأجواء شهدتها مدينة بنغازي معقل المعارضة ، فيما قام
المسلحون الذين توافدوا على العاصمة الليبية برفع أعلام الثورة على
المؤسسات الرسمية . - و انتشرت معلومات متضاربة عشية الأحد حول فرار محتمل للقذافي إلى
الجزائر و هي معلومات نفتها الخارجية الجزائرية فيما أكد متحدثون باسم
الثوار أنه مازال في العاصمة طرابلس كما ذكرت مصادر للثوار أن وزير
المالية محمد حويج فرّ إلى الجبل الغربي، وكذلك ذكرت معلومات غير مؤكدة أن
مدير الاستخبارات الليبية عبد الله السنوسي قد هرب إلى جنوب البلاد. - وأكدت المعارضة الليبية أن المؤتمر الصحافي الذي تم بثه لعبدالله السنوسي تم تسجيله في وقت سابق قبل هروبه.
و
كانت البداية مع سيطرة الثوار مساء الأحد على أهم المحاور في طرابلس
وبدأوا معركة الحسم ضد نظام العقيد معمر القذافي، بعدما اعتقلوا أبناءه
محمد وسيف الإسلام والساعدي وإلقاء الكتيبة المكلفة بحماية القذافي سلاحها
والاستسلام إلى الثوار.
وأعلن رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد
الجليل بعد ذلك عن "انباء مؤكدة" حول اعتقال سيف الإسلام نجل الزعيم
الليبي معمر القذافي.وقال عبد الجليل لقناة الجزيرة الفضائية "ثمة انباء
مؤكدة عن اعتقال سيف الإسلام القذافي و هو في مكان امن تحت حراسة مشددة
حتى ان يقدم الى محاكمة عادلة".
كما أعلن عبد الجليل أن محمد النجل الأكبر للقذافي قد سلم نفسه للثوار.
وأضاف أن مصير القذافي غامض ، مشيراً إلى أن القبض عليه يعني
نهاية الحرب وإعلان انتصار الثورة. وقال عبد الجليل: إننا لن نمس أي شخص
من أبناء القذافي بسوء، وسوف يتم التحفظ عليهم.
ونقل تلفزيون سكاي نيوز
البريطاني، عن مراسله في طرابلس، إن قوات الثورة الليبية دخلت طرابلس من
الغرب، وتقف على بعد ثمانية كيلومترات من وسط المدينة.
وقال مراسلون ،
إن حشودا من الليبيين انتشرت في الشوارع لتحية قوات الثورة المتقدمة،
وأضاف أنه لا توجد أي مؤشرات على مقاومة من جانب قوات معمر القذافي.
وكان
الثوار الليبيون قد واصلوا التدفق على العاصمة طرابلس خلال الأحد، لدعم
عملية التحرير التي أطلقتها خلايا الثوار من داخل المدينة أمس السبت.
و
في تلك الأثناء وجه الزعيم الليبي معمر القذافي نداء ثانيا لشعبه من اجل
"انقاذ طرابلس " من هجوم للمعارضين في ثاني رسالة صوتية تبث على التلفزيون
الرسمي يوم الاحد.
وقال القذافي"المعركة واجبة ونحن فيها منتصرون ونحن
قادرون على حسم المعركة."اطلب منكم ان تزحفوا لمدينة طرابلس لحمايتها من
الاستعمار لان هناك عملاء."
وكان القذافي قد وجه نداء مماثلا في وقت
سابق من مساء يوم الاحد في التلفزيون الرسمي في الوقت الذي تدفق فيه
مقاتلو المعارضة على العاصمة.
وبثت قناة العربية مشاهد لليبيين يحتفلون
في وسط طرابلس ويمزقون صور القذافي في اول مشاهد من المدينة منذ ان دخلها
مقاتلو المعارضة من الغرب في وقت سابق يوم الاحد.
أما المتحدث باسم النظم الليبي ليل الاحد ان 1300 شخص قتلوا في الساعات ال24 الماضية في طرابلس، واصفا المعارك بانها "مأساة حقيقية".
وقال
المتحدث موسى ابراهيم خلال مؤتمر صحافي "خلال 24 ساعة، قتل 1300 شخص في
طرابلس"، مؤكدا ان نظام معمر القذافي "لا يزال قويا والاف المتطوعين
والجنود مستعدون للقتال".
أما الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس
فوغ راسموسن فأكد ان نظام معمر القذافي "ينهار"، مبديا استعداد الحلف
للعمل مع الثوار الليبيين لاعادة بناء البلاد على قاعدة مصالحة وطنية.
وقال
راسموسن في بيان ان "من الواضح ان نظام القذافي ينهار"، في تكرار لتصريحات
مشابهة ادلت بها المتحدثة باسمه في وقت سابق مساء الاحد.
و قالت وزارة
الخارجية الامريكية ان الولايات المتحدة ترى ان هجوم مقاتلي المعارضة
للسيطرة على طرابلس يسير في مجراه بكل وضوح وانها تحث المجلس الوطني
الانتقالي على البدء في التخطيط لفترة ما بعد القذافي في ليبيا.
وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية في بيان "من الواضح ان الهجوم المتعلق بالسيطرة على طرابلس جار."